نص كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ـ حفظه الله، مساء الثلاثاء 16-6-2015
نص كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ـ حفظه الله، مساء الثلاثاء 16-6-2015م، إلى جماهير الشعب اليمني العظيم، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك أهله الله على امتنا بالخير واليمن والبركات.
نص الكلمة:
في البداية أتوجه بالتهاني إلى شعبنا اليمني العزيز والأمة الإسلامية بشهر رمضان المبارك .. ينبغي أن نعالج أمرين؛ الاختلال في الوعي والثاني هو الاختلال التربوي عندما ينطلق الإنسان من مفاهيم خاطئة ومغلوطة يبني عليها المواقف ويتفرع منها الكثير من التصرفات، هنا فعلا تحدث المظالم والاختلال ويختل الإنسان بتصرفه فلا ينطلق في الحياة من منطلق الحق وعلى أساس من العدل والقيم والأخلاق كذلك الاختلال التربوي حتى لو كان الإنسان واعيا أو فاهما يعرف انه في الموقف الخطأ وانه منحرف عن جادة الصواب لكنه مع ذلك نتيجة اختلال تربوي وأخلاقي وقيمي ينطلق دون مبالاة أما بدافع الهوى آو العصبية آو أي من المؤثرات الأخرى، هذا الشهر الكريم فيه معالجة رئيسية لهذه الأسباب الرئيسية التي تؤثر على البشر في واقعهم وتصرفاتهم ومواقفهم وتسبب لهم الكثير من المشاكل.
هو شهر نزول القرآن الكريم الذي قال الله فيه [شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان]، والقرآن الكريم هو أعظم وأهم وأقدس مصدر .. مصدر للوعي من خلاله نكسب البصيرة والفهم الصحيح والتقييم الصحيح والرؤية الصحيحة لكل ما في الواقع من حولنا من أحداث ومواقف وتصرفات وما ينبغي أن نكون عليه من موقع المسؤولية.
وهذه مسألة مهمة الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم [ قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن أساء فعليها] ولو أن البعض قد يحاول إن يضلل الآخرين أو يزيف آرائهم أو مفاهيمهم من خلال التحريف للمفاهيم القرآنية لكنه مفضوح ومكشوف، إضافة إلى ما يتعلق بالاختلال التربوي الله قال في كتابه الكريم عن صيام شهر رمضان [كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون]،عاملا مهما في تربية الإنسان في تزكية نفسه فيه تطهير لقلبه وتهذيب لتوجهاته وسلوكياته وتصرفاته وعاملا مهما في تعزيز الإرادة وتقوية الانضباط لدى الإنسان والتحكم بهوى نفسه ورغبات نفسه ومواجهة المؤثرات من حوله، لذلك لو يتم التعاطي من الجميع مع هذا الشهر الكريم بمسؤولية وبوعي لأمكن الاستفادة منه بشكل كبير في حل المشاكل التي تستعصي وتتعقد نتيجة إما لمفاهيم مغلوطة أو نتيجة لأهواء لعصبيات لاعتبارات من العوامل المساعدة على الانحراف اعتبارات سيئة وغير ايجابية ولا صالحة.
هذا جانب
وهذا الشهر الكريم هو أيضا فرصة لمراجعة الحسابات وهذه من أهم المسائل التي تفتقر إليها الأمة، مراجعة الحسابات، تقييم المواقف، ويحتاج إليها الإنسان حتى على المستوى الفردي حتى لا ينزلق في متاهة أو انحرافات خطرة تؤثر عليه في مستقبله عند الله سبحانه وتعالى.
كما يفترض اغتنام هذا الشهر المبارك من كل المؤمنين على مستوى الدعاء على مستوى العمل على مستوى العناية بالفئات المحتاجة. هذا الشهر هو موسم عظيم للدعاء؛ الإنسان فيه كلما زاد تقربا إلى الله وعناية لصلاح نفسه وعمله والاستقامة في توجهاته هو يزداد قربا من الله سبحانه، وأمتنا اليوم في كل ما عصفت بها من مشاكل وأخطار وتحديات وما تواجهه من صعوبات هي بحاجة إلى الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يعين أن ينصر أن يفرج…الخ، كذلك على المستوى العملي لما فيه رضي الله لما فيه قربة إلى الله سبحانه وتعالى من أعمال الخير والأعمال الصالحة هي فرصة ثمينة لان الأعمال تضاعف فيما يكتب عليها من اجر فيما يحققه الله عليها من النتائج في الدنيا والآخرة أيضاً ، فهو موسم للمبّرات والخيرات يفترض إن يزداد الإنسان فيه اهتماما بالعمل الصالح.
إضافة إلى ذلك العناية بشكل كبير بالفئات المحتاجة نتيجة للحروب والمشاكل الكبيرة والظروف الاقتصادية المأساوية التي تمر بها الآمة خصوصا في البلدان والشعوب التي فيها أحداث كبيرة وحروب ومشاكل، هناك الكثير من المحتاجين والمعانين والمتضررين، الكثير من الأسر التي هي بحاجة حتى إلى وجبة الطعام بحاجة إلى القوت الضروري بحاجة إلى المتطلبات الأساسية للحياة، هنا مسؤولية كبيرة على كل من لديهم سعة ويقدرون على أن يقدّموا وينفقوا ويبذلوا وفي ذلك خير لهم.
وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ، الله سبحانه هو الذي يبارك ويعطي وهو الرزاق ذو القوة المتين فمن المهم في مثل هذا الشهر الكريم أن يكون هناك التفاتة جادة إلى كل الفئات المحتاجة، أسر الشهداء، الجرحى، الفقراء بشكل عام، والمحتاجين والمرضى كل الفئات المحتاجة والعناية واستغلال هذا الموسم بالعمل الصالح وتقديم الخير.
هذا الشهر الكريم أيضاً له عطائه الإيماني والمعنوي الكبير والمهم ويمثل طاقة عظيمة ومهمة في مواجهة الصعوبات مهما كانت ، والجانب المعنوي هو أساسي جدا في مواجهة التحديات والأخطار والصعوبات وأهم عامل في هذا الجانب في الجانب المعنوي هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والإيمان بالحق والقضية العادلة هذا يعطي الإنسان أملا متجددا وحيوية عالية واندفاعا كبيرا في مواجهة التحديات من موقع المسؤولية وفي الاتجاه الصحيح في مواجهة البغي في مواجهة العدوان والظلم والطغيان والأشرار بكل شرهم وإجرامهم، ولذلك بقدر ما هنالك من تحديات بقدر ما هنالك من أخطار بقدر ما هناك من مشاكل من المهم على كل مسلم ومسلمة آن يحرص على أن يتزود من هذا الشهر المبارك الزاد الإيماني وان يحرص على أن يكسب منه الطاقة الإيمانية المعنوية العالية لمواجهة مشاكل الحياة وتحدياتها وما فيها من الأخطار.
وهنا أيضا ولشعبنا اليمني العزيز الذي يواجه عدوانا بربريا وحشيا إجراميا هذا العدوان السعودي الأمريكي الذي تقف معه أيضا إسرائيل هذا العدوان الإجرامي الذي لا يعطي حرمة لأي شيء أبدا يستهدف الجميع أطفالا كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يستهدف الحياة بكل ما في الحياة من مقوماتها ومقدراتها.
إن شعبنا اليمني العظيم الذي صمد بالرغم من انه كان يعاني ولا يزال في الفترة الماضية وحاضرا كان يعاني بشكل كبير من ظروف اقتصادية صعبة من معاناة كبيرة، من مشاكل كثيرة، كانت قوى العدوان ذاتها هي وراء تلك المشاكل عندما توجت كل ما عملته لشعبنا طوال المراحل الماضية كل تلك الاعتداءات المشاكل التي هي صنيعتها فعلها تآمرها ومكرها، وكيدها واستهدافها الذي لم يكن قد توقف انما توجت كل ذلك بالعدوان الكبير بعد أن فشلت وبعد أن أدركت أن شعبنا في طريقه إلى التغلب على أدواتها التي كانت من خلالها تمارس ما تمارسه بحق شعبنا اليمني العظيم من فساد ونهب ومن إخلال بالأمن والاستقرار إلى غير ذلك.
شعبنا اليمني العظيم صمد منذ بداية العدوان بالرغم من حجم العدوان الكبير ومن أن قوى العدوان استخدمت كل ما تقدر عليه من وسائل التدمير والقتل ومن وسائل الإبادة واستهدفت كل شيء في هذا البلد، الإنسان وكل مقدرات حياته، ولكن شعبنا اليمني بالرغم من كل ذلك صمد وثبت واستمر في صموده وأهم عامل لهذا الصمود وهذا الثبات في مواجهة هذا الخطر الكبير وهذا العدوان الهائل بكل إمكاناته الهائلة هو اعتماد هذا الشعب على الله سبحانه وتعالى.
قوى البغي والعدوان هي تتكل على ما لديها من إمكانات ودعم ومساندة على المستوى الدولي أما شعبنا اليمني العظيم فان كل اعتماده هو على الله فقط وكل رهانه وآماله متوجهة إلى الله سبحانه وتعالى وهذا عامل مهم جدا وسيظل شعبنا اليمني هكذا مهما استمر العدوان سيستمر شعبنا في اعتماده على الله لأنه يمن الإيمان. وهل نتوقع من يمن الإيمان من الشعب اليمني المؤمن المسلم إلا أن يكون دائم الاعتماد والتوكل على الله سبحانه ملتجأ إليه مستعينا به؟ [وكفى بالله وليا]، [وكفى بالله نصيرا].
أيضا شعبنا اليمني العظيم يستمد هذا الصمود وهذا الثبات من رصيده القيمي والأخلاقي الكبير والعظيم هو شعب مؤمن وبالتالي هو شعب عزيز صامد شامخ أبي لا يقبل بالإذلال لا يقبل بالهوان لا يركع إلا لله ولا يخضع إلا لله ولا ينحني أمام الصعوبات والأحداث مهما كانت لأنه تعوّد وتربى إيمانياً على ألا ينحني إلا لله ولا يخضع إلا له سبحانه وتعالى.
الرصيد الإيماني والقيمي والأخلاقي لهذا الشعب العظيم يمن الأوس والخزرج يمن الأنصار يمن الإيمان هو عامل مهم وأساسي أيضا في صمود هذا الشعب وفي ثباته وفي مواجهته للتحديات وأيضا هذا الصمود نابع من وعي شعبنا اليمني بمظلوميته هو يدرك ويعي جيدا انه شعب مظلوم ومظلوميته واضحة أوضح من الشمس في رابعة النهار شعبنا اليمني العزيز العظيم مظلوميته بيّنة تأتي قوى أخرى لا شأن لها بهذا الشعب يأتي النظام السعودي الجائر الظالم تحت توجيه أمريكا تحت راية أمريكا تحت مباركة إسرائيل وتشجيع إسرائيل وحث إسرائيل ودفع إسرائيل ليعتدي على هذا البلد معلنا وصايته على هذا الشعب يريد أن يفرض أرادته وليس إرادته في الحقيقة. نحن طالما قلنا أن النظام السعودي ليس لديه أجندة له تخصه من بيته. لا. هو دائما يتحرك بأجندة الآخرين ومن هم الآخرون؟ أمريكا وإسرائيل. أنا اقطع يقينا أن هذا النظام لا يمتلك بالأساس أي أجندة له ويؤدي دورا مرسوما له في المنطقة يؤديه كخادم للآخرين وأداة للآخرين يتحركون بها في المنطقة وضد هذه الشعوب بكلها وفي مقدمتها شعبنا اليمني العزيز.
هذا النظام الجائر جاء ليعتدي على اليمنيين، كل مواطن حر أبي ممن لم تستميله الإغراءات والأطماع والأهواء ليبيع نفسه ووطنه. كل الأوفياء والأحرار في هذا البلد يدركون أن ما يفعله العدوان السعودي بحقنا كشعب يمني هو ظلم عدوان أجرامي لا شرعية له ولا مبرر له أبدا، أبدا. وأمام ظلم كهذا بوحشيته كبيرة باجرام بشع لا خيار أمامنا شعبنا إلا الصمود والثبات والإباء والعزة.الخيار الأخر ما هو أمام شعبنا الخضوع والاستسلام لقوى البغي والعدوان الخنوع لها الاستسلام لها هذا غير وارد لدى شعبنا اليمني العزيز بحكم مبادئه بحكم قيمه بحكم أخلاقه وعزته وإبائه، فشعبنا اليمني العزيز يعي انه مظلوم معتدى عليه بغير حق ابدا، بغير شرعية أبدا عدوان متصلف أحمق جائر وبغي صريح وواضح لا غبار عليه واضح بكل الوضوح، وشعبنا اليمني العزيز يعي طبيعة المؤامرة عليه. ما الذي يريده أولئك منه؛ الأمريكيون، الإسرائيليون، النظام السعوديون؟ هذا ثلاثي الشر والإجرام والخطرعلى مستوى العالم منشأ الشر .. كل الشر في العالم هذا الثلاثي الاجرامي في العالم .. أمريكا إسرائيل السعودية وذلك بما لديها من أموال، الأمريكيون والإسرائيليون هم يستغلون ما لدى النظام السعودي من أموال ما لديه من أمكانات ويسخرونها لنشر الشر في كل أقطار العالم وفي المقدمة المنطقة العربية.
ما الذي يريده هذا الثلاثي الإجرامي المتوحش منشأ الشر في المنطقة منشأ المشاكل والمؤامرات في المنطقة ما الذي يريده منا كشعب يمني؟ ما الذي يعنيه من آمرنا نحن كيمنيين كشعب يمني نحن المعنيون بأمرنا بتقرير مصيرنا ؟ ما لأولئك من حق في أن يتدخلوا في شؤوننا ويفرضوا أرادتهم علينا؟ هل بدافع خير آو بدافع مصلحة آو بمشروعية آو بحق يتدخلون في شؤوننا؟ لا. همّهم واضح ومؤامرتهم مكشوفة وواضحة، تدمير هذا البلد وتركيع الشعب وإخضاعه وإذلاله وقتله وأهانته وإلحاق الأذى به وارتكاب الجرائم بحقه ومن ثم دفعه للاستسلام والهيمنة الكاملة عليه وعلى أرضه ومقدراته وموقعه الجغرافي واستغلاله حسب ما يشاءون ويريدون ودون أن ينعم حتى لو استسلم حتى لو ركع حتى لو خنع حتى لو كانت أدواتهم ودماهم هي التي تتحكم على هذا الشعب ورقاب هذا الشعب بامتهان وفقر وأذى وبدون ان ينعم باستقرار وامن ولا بأي شيء. وبالتالي وعي هذا الشعب لحقيقة المؤامرة عليه يجعله يدرك قيمة صموده، هذا الصمود والثبات يحمي شعبنا وكرامته حتى لا يكون مهانا وذليلاً وخانعا، يحمي عزته حتى لا يكون مذلا، ويحمي له استقلاله حتى لا يكون محتلا، ويحمي له مستقبله لتنعم الأجيال القادمة بالعزة والرفاه والخير.
الوعي بالمؤامرة الفظيعة والإجرامية والسيئة يدفع شعبنا هذا للصمود وهو يعي قيمة هذا الصمود، وأنه خياره الحتمي والاستراتيجي والذي لا بديل عنه. البديل ما هو؟ البديل هو الهوان، البديل هو الضياع، البديل هو الخزي،البديل هو الامتهان،البديل هو الغرق في وحل الشر والأشرار، والخضوع المطلق لهيمنتهم، وان يدوسوا هذا الشعب. وهذه كلها منظومة آو مجموعة من العوامل المهمة التي تعزز صمود هذا الشعب بدءا من ثقته بالله واعتماده على الله وإيمانه بالله وتوكله على الله وهو يرى في هذا أنه مصدر القوة إيمانه أن الله قادر على نصره و هو القوي العزيز وهو الذي وعد بنصرعباده المؤمنين.
في إطار المسئولية في مواجهة الظلم والطغيان ، ثم العدوان بحد ذاته وبكل ما رافقه وبكل ملابساته هو ما يزيد من وعي شعبنا،وعيه أول بحقيقة أعدائه شعبنا اليمني يعرف من هي أمريكا يعرف حقيقة أمريكا وأكثر من أي وقت مضى يعرف أن ما تحكيه أمريكا عن الديمقراطية وعن حقوق الإنسان وغير ذلك أنها مجرد شعارات فارغة المضمون وأساليبها خداع الشعوب المستضعفة، الشعب يعرف حقيقة الخطر الذي تمثله إسرائيل ليس فقط على فلسطين، فشعبنا اليمني كان وما يزال وسيظل متضامنا كل التضامن مع القضية الفلسطينية كقضية تعنيه لأنه شعب واع وينطلق في إطار مسؤولية أوسع يحمل هم أمته ككل، ولكن شعبنا اليوم يدرك أيضا إن إسرائيل تمثل خطرا في المنطقة بكلها لان دور إسرائيل في هذا العدوان هو واضح مؤكد وبارز دور ملموس. إسرائيل شاركت فعليا من خلال سلاح جوها ، من خلال خبرائها الذين يعملون مع النظام السعودي ومع الخبراء الأمريكيين خبراء عسكريين إسرائيليين هذا بات واضحا ومؤكدا. الموقف الإسرائيلي على المستوى السياسي والإعلامي ثم على بقية المستويات ومنها المشاركات العسكرية بات واضحا ومؤكدا ويؤكد لشعبنا اليمن العزيز إن إسرائيل تمثل خطرا على المنطقة وأنها ضالعة ولاعبة أساسية في كل المؤامرات في المنطقة ولها دور أساسي في كل المؤامرات في المنطقة.
ووعي كبير أيضا تجاه النظام السعودي الجائر والعميل الخائن لامته والمتآمر على أمته ومنطقته العربية والذي يلعب دورا سيئا وسلبيا للغاية في خدمة الأمريكيين وخدمة والإسرائيليين الذين يوهمونهم انه مستفيد من تآمره معهم على آمته ومن تعاونه معهم على شعوب المنطقة وهو واهم وخاسر.. هو في نهاية المطاف هو خاسر.
لأنهم حينما يستغنون عنه لن يتورعوا أبدا ولن يترددوا أن يفعلوا به ما فعلوا بغيره من كل الأدوات التي لعبت أدوارا في المنطقة أو غيرها ، أدوارا لمصلحتهم وحين الاستغناء عنها استهدفوها أو تركوها أو فرطوا بها ، والنظام السعودي الذي يمارس هذا الإجرام بحق شعبنا اليمني العزيز لم يرع حرمة للجوار فكان جار السوء، الذي آذى جيرانه واعتدى على جاره ، وكان أيضا المعتدي بغير وجه حق على شعب مسلم عزيز من أنبل وأشرف وخير الشعوب في العالم ، الشعب اليمني ،يمن الإيمان، يمن القيم يمن الحضارة ، ووحشيته وإجرامه الكبير بحق هذا الشعب في ظل عدوانه وهو يستهدف الأطفال فيقتل المئات من الأطفال ، يقتل النساء، يستهدف الأحياء السكنية ، يستهدف القرى الريفية ، يستهدف الطرقات والجسور ، يستهدف المطارات والموانئ، يستهدف المستشفيات والمدارس ، يستهدف كل مقدرات الحياة، يهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد، هذا هو إفساد في الأرض، إن لم يكن الإفساد في الأرض هكذا فكيف هو الإفساد في الأرض، وبالتأكيد هذه الجرائم البشعة لا تعبر عن قوة، لا تعبر عن قوة، أن يأتي هذا النظام ليرمي بالقنابل الأمريكية والصواريخ الأمريكية مستهدفا الأحياء السكنية فيقتل المئات من الأطفال ويجرح الآلاف من الأطفال، يقتل المئات من النساء ويجرح الآلاف من النساء ، يستهدف العزل ، يستهدف الآمنين في منازلهم، هذا لا يعبر أبدا بأي حال من الأحوال عن قوة، يعبر عن نزعة إجرامية ، عن شر، يعبر عن فئة عن جهة لا تمتلك أي رصيد لا من الإنسانية ولا القيم لا من الأخلاق ، ولا تمتلك أي قدر ولو بحد ضئيل من الإحساس بالمسؤولية ، لا تعبر بأي حال من الأحوال عن قوة ، إذا كنتم تزدادون غرورا وينفخ فيكم الشيطان روح الكبر وأنتم تلقون قنابلكم الأمريكية والصواريخ الأمريكية على هذا الشعب في مدنه وقراه، وأنتم تشاهدون المشاهد التي تنشروها القنوات الفضائية لأشلاء الأطفال والنساء وتشعرون وكأنكم أقوياء لأنكم أصبحتم ذوو قدرة على قتل الأطفال ذوو قدرة على قتل النساء ، هذا لا يدل على قوة أبدا ، هذا هو العجز ، هذا هو الضعف، هذا هو الإجرام بعينه هذا هو الطغيان بذاته ولا يشرفكم ذلك، صحيح أنتم منذ بداية العدوان وحتى الآن قتلتم وجرحتم الآلاف من الأطفال والنساء، هذا رصيدكم ، أصبحت لكم صفحة سوداء في تأريخ الإنسانية ، هذه الصفحة السوداء القاتمة تعبر عن هذا الإجرام البشع بحق الشعب اليمني العزيز، هذا إنجازكم، هذا الإجرام وهذا العدوان هو يزيد شعبنا اعتمادا على الله والتجاءا إلى الله وتوكلا على الله، وهو يزيد شعبنا اندفاعا للتصدي لهذا العدوان، وفعلا من النتائج المهمة لهذا العدوان لهذا الإجرام الوحشي أن الكثير يحس بالمسؤولية في داخل بلده ، أن الأحرار والشرفاء ، عندما يشاهدون ما تعملونه بأبناء شعبهم، من يشاهد مشهدا واحدا من تلك الجرائم فيه ضمير ولديه إحساس بالمسوؤلية بالتأكيد يتحرك إلى الميدان للتصدي لهذا العدوان،والآلاف انطلقوا نتيجة هذا العدوان، وهذه الوحشية وهذا الطغيان الذي ترتكبونه بحق هذا الشعب ، الآلاف انطلقوا بفعل ذلك نتيجة أفعالكم نتيجة جرائمكم انطلقوا إلى ميادين القتال للتصدي للعدوان، سواء في الجبهة الداخلية في التصدي للعملاء والخونة والمرتزقة الذين باعوا أنفسهم ووطنهم وشعبهم نتيجة مالكم ، وإلى الثغور للتصدي للغزو لهذا البلد ، فكل ما ازددتم إجراما كل ما ازداد طغيانكم وكل ما ازدادت وقاحتكم واستهتاركم بهذا الشعب كل ما اندفع الآلاف والآلاف من أحرار هذا الشعب إلى ميادين القتال ، من لم يكن لديه دافع في السابق أصبح لديه اليوم اندفاع كبير ، كيف لا يندفع من يشاهد بأم عينيه تلك الجرائم البشعة التي تستفز مشاعر الإنسان حتى أنها تحيي في نفس الإنسان روح المسوؤلية حتى لو كان ميتا فيما سبق، لو لم يكن الإنسان يمتلك روح المسؤولية ، ما يشاهده من جرائم بشعة من طغيان كبير ، بل البعض يرى أنه عرضة للقتل إن بقي في منزله إن بقي في مدينته إن بقي في قريته هو عرضة للقتل، هو عرضة للقتل ، فالأفضل له أن يذهب إلى ميدان القتال شريفا عزيزا حرا في إطار المسوؤلية ويتصدى للعدوان فإذا استشهد يلقى الله في ميدان القتال في ميدان الثبات مدافعا عن شعبه مدافعا عن وطنه عن شعبه متصديا للظالمين والعملاء والجائرين والبغاة ، فكل ما ازداد هذا العدوان في جرائمه ووحشيته وكلما استمر كل ما كان حافزا مهما يدفع الكثير لأن يدركوا مسؤوليتهم ويدفع الكثير إلى أن يتحركوا إلى ميدان القتال مراهين على الله، مدركين أنه لا يفيدهم إلى الرهان على الله والتحرك الجاد في الميدان ، كذلك التحرك على بقية المستويات ، شعبنا اليمني يتحرك على كل المستويات ، من يتحرك في الميدان ليقاتل متصديا للعملاء والخونة والمرتزقة وللقاعدة ومن يتحرك إلى الثغور يتصدى لقوى قرن الشيطان ومن يتحرك في الجهة الإعلامية من يتحرك في الجبهة السياسية ، من يتحرك في الجبهة الإنسانية على شتى المستويات في الجانب الصحي في جانب الرعاية الإنسانية في الجوانب الأخرى، في كل الاتجاهات ؛ فهذا المستوى من صمود شعبنا ومن ثباته هو فعلا أربك المعتدين وفاجأهم ، هم لم يكونوا يتوقعوا أن يصمد شعبنا هذا الصمود وأن يثبت هذا الثبات، هم كانوا يراهنون أنه منذ بداية العدوان ومع بطشهم وجبروتهم وإجرامهم سينهار هذا الشعب ويستسلم ومن ثم يحققون مؤامرتهم الكبيرة ، وأي مؤامرة ، مؤامرة خطرة جدا أنا أقول متأكدا من صحة ما أقول أنه لولا صمود هذا الشعب وثباته لكان الوضع مختلفا تماما لأن ألئك المعتدين لم يكونوا ليتورعوا عن فعل شيء، وهذا ثبت ، جرائمهم الفظيعة والبشعة التي يمارسونها منذ بداية العدوان إلى اليوم تشهد شهادة دامغة وقوية على أنهم ما كانوا ليتورعوا على أن يفعلوا بهذا الشعب وتجاه هذا البلد أي شيء ، كل شيء كان واردا ؛ بالتالي كان الاحتلال لبلدنا مسألة واردة مسألة واردة وهم طرحوا مسألة الاحتلال البري ولا يزال مطروحا ، كانوا سيحتلون هذا البلد ، كان هذا البلد سيقسم على المعتدين لكل حصة ، حصة لأمريكا تنشئ فيها قواعد عسكرية وحصة للقاعدة تقيم فيها إمارات لها وولايات ومن تلك المسميات وحصة للنظام السعودي وحصة لإسرائيل وبالتأكيد سيجعلون من الجزر اليمنية ، وبالتأكيد كانوا سيجعلون منها حصة لإسرائيل سيعطونها قسمها غير منقوص بكل ما تمثله من أهمية لديهم ، وقد تجلى الآن وبشكل كبير ويتجلى يوما بعد يوم وتجاه المؤامرات في كل فصل جديد من فصول المؤامرة في المنطقة يتجلى ويتضح ويظهر إلى العلن التحالف الوثيق بين النظام السعودي وإسرائيل ، ومدى الارتباط الوثيق بين النظام السعودي مع إسرائيل ، سيتجلى أكثر وأكثر وربما ينكشف ما تندهش به شعوب المنطقة عن هذا الارتباط الوثيق، لحتى الآن تجلت أشياء كثيرة وخطيرة وظهرت إلى العلن ، وبالتالي هذا الصمود حفظ لشعبنا بلده ، لكان البلد اليوم ممزق ، جزء منه تحت مسمى معين ولاية من ولايات القاعدة جزء منها للنظام السعودي جزء منه لأمريكا جزر من جزره لإسرائيل ؛ ولكن هذا الصمود هو الذي حفظ هذا البلد ، وربما من أهم ما تجلى في هذا العدوان حقيقة مهمة وخطيرة يجب أن يعيها شعبنا جيدا حتى للمستقبل أن هناك أطماع حقيقية وفعلية كبيرة وخطيرة في هذا البلد ، ومؤامرات كبيرة تستهدف هذا الشعب ، هناك فعلا أطماع حقيقية في بلدنا ، هم يريدونه إنما كانوا يريدون من دماهم وأدواتهم في الداخل أن تنجز لهم كل شيء ولكن بالتالي عندما فشلت تدخلوا بشكل مباشر، أيضا من أهم ما تجلى في ظل هذا العدوان الإجرامي والوحشي هو أن القاعدة ليست سوى أداة من أدوات ألئك البغاة والمعتدين ، أداة بيد أمريكا أداة لصالح إسرائيل أداة للنظام السعودي ، وأن مثلث الشر هو الذي صنع القاعدة وهو الذي يستغل هذه الصنيعة في المنطقة بشكل عام وفي بلدنا على وجه الخصوص.
اليوم أصبغوا لقبا جديدا للقاعدة في البلد ومنحوها لقبا جديدا سموها المقاومة الشعبية مع أنهم لا يحبذون في الأصل اسم المقاومة ، لهم موقف من المقاومة اللبنانية ولهم موقف من المقاومة الفلسطنية ، هو اسم غير محبذ ؛ فيا تُرى ما هو السر في أن يسموا القاعدة بهذا المسمى ، بالتأكيد هم يؤسسون لمسميات جديدة ولصنائع جديدة ولمسارات جديدة في المنطقة ، سيكون من يخدم إسرائيل ويعمل ما تريده إسرائيل وما تريده أمريكا وبتمويل من السعودية هو الذي يحمل ألقابا جديدة من هذا النوع من هذا النوع بسعيهم إلى قلب الأمور وقلب المفاهيم وقلب الحقائق .
إن ما يمارسه النظام السعودي والأمريكيون على رأس هذا العدوان إضافة إلى الدور الإسرائيلي فيه من جرائم هي خزي وعار ولا تمثل أي قوة ، وكلما استمر هذا العدوان بما فيه من جرائم وحشية هو خزي وعار للنظام السعودي في المقدمة وللأمريكيين والإسرائيليين شركاؤه في العدوان ، وهنا نؤكد لأنه أحيانا يقال أن النظام السعودي يشعر بالحرج أن يوقف عدوانه الآن وأنه يحتاج لأن يحفظ لنفسه ماء الوجه ، أي ماء وجه مع هذه الجرائم البشعبة ؟ أي ماء وجه مع هذا العدوان بكل ما فيه من طغيان وجبروت تجاه شعب يمني عزيز! لقد أهرق ماء وجه منذ عدوانه منذ بداية عدوانه ، عدوانه بحد ذاته سود وجهه وسود صفحته لتكون مسودة وقاتمة ولتكون من أسود الصفحات في الأنظمة وفي القوى الظالمة .
إن الذي يمثل خزيا وعارا هو الاستمرار في العدوان وليس وقفه ، إذا كان يريد لنفسه شيئا من الحفاظ على ماء وجهه فليوقف عدوانه ، فالاستمرار في العدوان هو العار وهو الخزي أما وقفه فهو المفترض ، أيضا الاستمرار في هذا العدوان هو يؤكد طبيعة الدور الذي يلعبه هذا النظام في المنطقة سواء من تمويل الفتن أو بشكل مباشر ، أكبر مستفيد منه هو إسرائيل ، أكبر مستفيد منه هو إسرائيل ، النظام السعودي في ذاته ليس مستفيدا من هذا العدوان أبدا أبدا ، هو أولا على مستوى الاستنزاف الاقتصادي أنفق أموالا هائلة جدا واستغلته كل الأطراف حتى على نحو مخز، لقد جعلوا منه ألعوبة وبقرة حلوبا ، الكل يحاول أن يأخذ ما استطاع وكل شيء بثمن ، المواقف السياسية التي تطلقها أي دولة أو كيان في العالم لصالح عدوانه مدفوعة الثمن ، كل شيء مدفوع الثمن سياسيا إعلاميا ، أيضا ما يضخه إلى الداخل من اموال لتحريك مرتزقة وعملاء ، مبالغ هائلة جدا ، بالتأكيد لها آثار مستقبلية على الاقتصاد هناك لديهم، فهو بالتأكيد ليس مستفيد حقيقة ، هو كاسب مكاسب عكسية سلبية ؛ بل كل ما استمر العدوان كل ما كانت له نتائج عكسية عليها ، لذلك ليس من مصلحتهم أن يستمروا هكذا كألعوبة يستغلهم الكثير من الأطراف لأخذ الأموال.
هنا أيضا على مستوى الوضع في الداخل هناك معاناة حقيقية نتيجة الدور الذي تلعبه القاعدة في البلد، ولم يكن دورا جديدا ،في الماضي كان دورا بارزا بتمويل كبير ودعم كبير ولكن اليوم انكشفت الكثير من الحقائق إلى جانب الدور الذي تقوم به القاعدة مدعومة بالمال والسلاح من النظام السعودي والحماية السياسية من الأمريكيين وغيرهم حتى أنهم يطالبون اليوم بإخلاء المدن لصالح القاعدة ، من غير القاعدة يستفيد اليوم من إخلاء المدن ومؤسسات الدولة التي يحميها الشعب اليوم؟ اليوم يقولون للشعب اليمني سلم المدن، سلمها لمن ؟ للقاعدة بالتأكيد وإن كانت بألقاب جديدة ، سلم منشئات الدولة؛ سلم ما بقي من سلاح الجيش حتى الجيش اليمني مطلوب منه أن يسلم إمكاناته للقاعدة ، ولذلك هذا الدور السلبي أيضا يقف إلى جانبه البعض ممن تغريهم الأموال الهائلة ولكنها مهما كانت هي ثمن قليل ، من يبيع نفسه ويبيع إنسانيته ويبيع وطنه ويبيع شعبه مقابل شيئا من المال مهما كان هو خاسر، صفقته خاسرة وما قدمه أكثر مما كسب، حينما تخسر إنسانيتك أنت تخسر كل شيء، وبالتأكيد لا يتعاون من داخل البلد مع هذا العدوان إلى من فقد إنسانيته وارتضى لنفسه أن يكون شريكا في كل تلك الجرائم بما فيها جرائم القتل والإبادة للأطفال والنساء وجريمة تدمير كل مقدرات وإمكانات هذا البلد التي هي لأبنائها بكلهم ؛ المطارات والموانئ اليست هي لليمنيين كل اليمنيين؟ خزانات المياه التي للمدن أليست لليمنيين؟ وهكذا كل بقية المنشئات الاقتصادية لليمنيين .
وبالتالي من يتآمر على أبناء شعبه على أبناء جلدته على بلده هو خاسر وخائن وخائب وليس مستفيدا مهما جنى من المال ، المال سينتهي سينتهي مهما كان، لكن عندما خسرت إنسانيتك وشعبك وبلدك هذه هي الخسارة الحقيقية إضافة إلى ما يجنيه الإنسان من مسؤولية تجاه الله سبحانه وتعالى ، ما تقوم به البعض من القوى السياسية التي رأت أ تكون مؤيدة للعدوان لأنها كانت منذ البداية تتحرك وفق أجندة لصالح الخارج وإنما انكشفت الآن بشكل أكبر ، هو عار هو خيانة وطنية ولا مبرر له ، من يراهن على تحقيق مكاسب سياسية نتيجة وقوفه مع العدوان ضد شعبه هو يستفز هذا الشعب ولهذا تداعيات بالتأكيد حتى مستقبلية ، وهذه مسألة خطرة جدا لأن الإنسان الذي تستميله الأطماع والأهواء لينحاز في موقع الباطل في موقف الطغيان مع المجرمين ضد بلده ضد شعبه ضد أمته هو خاسر في الدنيا وخاسر في الآخرة ، الله سبحانه وتعالى يقول في قرآنه الكريم: (ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا) ليس فقط مبلغ سعودي من النظام السعودي ، حتى لو أعطوك كل عائدات نفطهم المسألة لو حزت الأرض جميعا ، ما في الأض جميعا وليس فقط قليل من المال السعودي، ومثله معه ، ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبوه ، وأي إنسانية أو ضمير أو دين أو أخلاق أو قيم لمن يقف مع عدوان يرتكب كل هذه الجرائم ، ماذا سيقول لله تجاه هذه الجرائم تجاه الأطفال والنساء تجاه شعب؟ كم يقتل من الناس الأبرياء الذين ليس لهم أي دور في مشاكل داخلية حتى ، بالتالي الجريمة كبيرة جدا، فالرهان على العدوان من بعض القوى السياسية هو رهان خاسر ورهان الخارج على من باعوا وطنهم وشعبهم وبلدهم وإنسانيتهم وشرفهم وعرضهم وأرضهم هو أيضا رهان خاسر ؛ رهان خاسرين على خاسرين ولن يوصلهم إلى نتيجة وبات من الواضح أن الوضع الداخلي والمشكل السياسي في البلد أنه لا حل إلا بالحوار؛ هذه قضية كانت بديهية وكان الحوار قائما والعدوان هو الذي أوقف الحوار ؛بل بعد إكمال مؤتمر الحوار الوطني لما خرج به من مخرجات، من الذي عطل تنفيذ تلك المخرجات ، واضح أنهم المعتدون الذين يعتدون اليوم، هم من كان وراء تعطيل مخرجات الحوار الوطني وصولا إلى ما حصل من تداعيات نتيجة لبقاء مخرجات الحوار الوطني حبيسة الأدراج كان لذلك تداعيات ونتائج، وكان لتدهور الأوضاع مع أنه كان الذي يسيطر لمقاليد الأمور في البلد ويمسك بالدولة كانت دمى أولئك، دمى بيد ألئك ولكن حتى تلك الدماء لم يريدوا لها النجاح لم يعينوها بما يخدم شعبها لأنهم لا يريدون أن يقدموا للشعب اليمني أي شيء نهائيا ؛ فحتى في ظل الهيمنة والسيطرة دماهم على مقاليد الحكم ما الذي قدموه لهذا البلد ؟ لا شيء ، كانت الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءا وجرع بعد جرع، والوضع الأمني كان يزداد سوءا والتفكك لمؤسسات الدولة كانت تزداد وتيرته، هذا الذي كان حاصلا في البلد، تداعيات نتج عنه ثورة شعبية ، الثورة الشعبية تكللت باتفاق السلم والشراكة ، اتفاق باركه مجلس الأمن والأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي ومجلس الوزراء السعودي ، بعد ذلك قاموا بالإنقلاب على اتفاقية السلم والشراكة والتآمر عليها ومحاولات الالتفاف على ما تضمنته من بنود لينشأ عن ذلك تداعيات من جديد ويعود الحوار من جديد بعد استقالة المستقيل هادي والحكومة المستقيلة ليبدأ حوار من جديد ثم يقومون هم بشن عدوانهم ويعطلون الحوار ويوقفوه من جديد ويتورطوا بهذا العدوان الإجرامي البشع، معنى هذا انهم لا يريدون لهذا البلد أمنا ولا استقرار لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا أمنيا وأنهم يريدوا أن يخضعوا هذا البلد دائما لهيمنتهم وفي ظل وضعية غير مستقرة إنما تحت السيطرة والتحكم ، تحت سيطرتهم وتحكمهم وفوضى تحت السيطرة ، هذا الذي يريدونه لبلدنا وشعبنا .
اليوم بات جليا دورهم في الانقلاب على اتفاقية السلم والشراكة ومحاولتهم الالتفاف عليها ، اليوم هم يحاولون بشكل واضح ومكشوف أن يلتفوا على اتفاق السلم والشراكة أن يزيحوه بعد أن اعترفوا به بكلهم ، والأهم من ذلك أنه اتفاق واقعته القوى السياسية في البلد، لكن مع ذلك هم اعترفوا به ورحبوا به وأطلقوا بيانات وقرارات ومواقف كانت مرحبة ومؤيدة ومعترفة بهذا الاتفاق ، اليوم يأتوا ليحاولوا الالتفاف عليه.
اليوم يعود الحديث عن الحوار ، قبل هذا الموعد كان هناك موعد سابق في جنيف ، من الذي التف على محاولات الحوار الأخيرة؟ من الذي سعى إلى تأجيل الحوار ولأي سبب سعى؟ معروف أنه النظام السعودي ومعه الأمريكيون والإسرائيليون ، سعوا هم لتأجيل الحوار في جنيف لارتكاب المزيد من الجرائم لتنفيذ المزيد من الأجندة لإثارة المزيد من الفوضى ، في نهاية المطاف وافقوا من جديد على الحوار ولكن بعد ماذ ؟ بعد أن قللوا من مستواه ومن أهميته فحولوه إلى اجتماع تشاوري وليس اجتماع لحوار جاد يوصل إلى حل لأن المطلوب بالنسبة لهم ليس هو الحل. الحل متاح ليس هناك ما يعيق الحل السياسي في البلد، المسألة سهلة ومتاحة ، كانت القوى السياسية كانت مشرفة على الوصول إلى اتفاق ناجح وكامل وتام ولكن هم أفشلوا كل شيء وشنوا عدوانهم وبالتالي اليوم هم عملوا على أن يكونو الاجتماع في جنيف على أن يكون اجتماع تشاوري ، حاولوا أن يفرضوا عليه أجندتهم ، تعاملوا مع الأمم المتحدة ومع مبعوثها الجديد كأداة بأيديهم يقدمون له الأجندة يصدرون له الأوامر، يقدمون له التوجيهات ، يشتغلوا بأسلوب الترغيب والترهيب عليه وعلى تطويعه لكي يعمل لهم ما يشاؤون ويريدون ، هذا كله سعي لتعطيل أي نتائج جادة وسليمة وصحيحة تفضي إلى حل حقيقي للوضع السياسي في البلد، وبالتالي ما الذي يريدونه؟ يريدون فوضى في البلد يريدون إذلال للشعب، يريدون ان ينهار هذا البلد، هذا كل الذي يريدونه، ونحن نقول اليوم : اتركوا للأمم المتحدة حياديتها ، اتركوا لها قدرا من الحيادية لنجاح مهمتها ، اتركوا سعيكم الدائم لتطويع مبعوثها الجديد تارة بالترغيب وتارة بالترهيب والحملات الإعلامية ، اتركوا له قدرا من الحرية كي يبقى حرا ، يؤدي وظيفته بحيادية ، وبالتالي الحل السياسي هو سيفيد حتى في خروجكم من مأزقكم ؛ أنتم أصبحتم اليوم تواصلون عدوانكم بدون أفق بدون نتيجة بدون أي ثمرة .
أما لشعبنا اليمني العزيز فأقول : كل الرهان هو على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه والتحرك الجاد ، التحرك المسؤول في كل الميادين في جبهات القتال لمواجهة المعتدين على المستوى السياسي والإعلامي والإنساني ، على كل المستويات ، فلذلك نحن جميعا معنييون في كل الاتجاهات أن نواصل تحركنا لأنه هذا قدرنا ، هذا خيارنا ، خيارنا كشعب مسلم ، خيارنا كشعب شهد له الرسول بالإيمان خيارنا كشعب حضاري عزيز يمتلك رصيدا عظيما من القيم والأخلاق والتاريخ، خيارنا الذي لا بديل عنه إلا الهوان والذل والخزي؛ ولنثق بالله تعالى ، بالصمود والتوكل على الله والثبات والتحرك الجاد ومن دون تواكل ، لا أحد يكل دوره إلى أحد ، كل منا يتحمل مسؤوليته ويتحرك فيما يمكنه أن يتحرك فيه ، هذا الذي سيفيد وهذا بالتأكيد الذي سيكون له النتيجة السليمة والعاقبة الصحيحة والفرج قادم والنصر قادم لشعبنا طالما كان متوكلا على الله ويعي مسؤوليته ويتحرك في مسؤوليته كما ينبغي.
نسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والنصر لشعبنا العزيز وأن يجعل دائرة السوء على المعتدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛