لقاءُ العاشر من رمضان مرحلةٌ جديدة للوحدة الوطنية في تأريخ اليمن (تقرير)
الصماد: اللقاء محطة مفصلية في مواجهة العدوان ومحطة في الوعي والثبات والإخاء
لبوزة: اللقاء سيشكل نقطة تحول كبير في مساء الصمود والثبات والمواجهة وتعزيز الجبهة الداخلية
بن حبتور: لا أجد إلا أن أشكر اللجنة التحضيرية التي نظمت هذه الفعالية الكبرى لحُكَمَـاء وعلماء اليمن
الحوثي: اللقاء هو لقاء الأنفس الحرة والشجاعة لتعزيز الصف الداخلي والوحدة الوطنية
كلمة العُقَلَاء: هذا اللقاء الأخوي التأريخي سيكون محطة فاصلة في تعزيز صمود الشعب اليمني ووحدته
العلماء: لقاء اليمنيين رغم تنوعهم تحت سقف واحد هو الأصل ولن يفرقوا عبا هذا حاله
مشايخ اليمن: لقد أصبح من الضرورة لنا هذه الوحدة الأخوية أكثر من أي وقت مضى
صدى المسيرة| خاص:
احتضنت العاصمة صنعاء افتتاح مؤتمر اللقاء التأريخي لحُكَمَـاء وعُقَلَاء اليمن تلبية لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي للخروج بتدابير واجراءات ومسارات عمل واضح يؤدي إلى تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي كهدف عظيم ومقدس.
وشهد المؤتمر حضوراً واسعاً لممثلين عن حُكَمَـاء وعُقَلَاء اليمن الذين حضروا من عموم محافظات الجمهورية ومن جميع الفئات الاجتماعية والثقافية والسياسية والأكاديمية، للتأكيد على واحدية هدف الشعب اليمني في مواجهة العدوان وتعزيز اللحمة الوطنية والشعبية في تحقيق هذا الهدف بأكمل وجه.
وافتتحت أعمال اللقاء بحضور الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد ونائبه الدكتور قاسم لبوزة ورئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عَبدالعزيز بن حبتور ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي وبحضور عدد من وزراء حكومة الإنقاذ وأعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية والعلماء ورؤساء وأمناء عموم الأحزاب والتنظيمات السياسية وقيادات المجتمع المدني.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ألقى رئيس المجلس السياسي الأعلى كلمة أكد فيها على أهمية اللقاء مؤكدا أنه محطة مفصلية في مواجهة العدوان ومحطة في الوعي والثبات والإخاء.
وشدد الرئيس الصماد على ضرورة أن يكون موقف حُكَمَـاء اليمن الذي سيخرج به اللقاء هو الرهان على الاجتماع وعلى الوحدة والحكمة غير ذلك مشيرا إلى أن العدوان أمريكي سعودي وليس مرتزقته سوى غطاء وشرعنة لعدوانه وتحالفه.
وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى: العدوان يشتغل على أربعة مسارات، المسار الأول اختراق الجبهات فيما يمثل المسار الثاني نشر الفوضى والاختلالات الأمنية والمسار الثالث محاولة تركيع اليمن بالورقة الاقتصادية وصولا إلى المسار الرابع المتمثل في تفكيك الجبهة الداخلية وهي المسارات التي ميدانها الرئيسي هو المجتمع وأبنائه ومَشَايخه وقبائله.
وأكد الرئيس الصماد أن الآمل معقود في هذا اللقاء للخروج بآليات مشتركة بين مكونات اللقاء والمجلس السياسي لضبط إيقاع القوى السياسية وتحقيق الشفافية ومراقبة الأداء وتحقيق أولوية مواجهة العدوان والترفع عن المشكلات الداخلية ومن منطلق المعرفة التأريخية الطبيعية لوجود الفئات الداخلية المتآمرة التي تحاول الإيقاع بين القوى المدافعة عن الناس وعزتهم وكرامتهم.
وأضاف “ها هم رجال اليمن وحكمائه ومَشَايخها في اجتماع واحد ورائهم الشعب اليمني ومئات الآلاف من الأعيان والوجهاء وهو ما يجعل استنساخ هذا الشعب هو المستحيل بنفسه مشيراً إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أن يوافق اجتماع حُكَمَـاء اليمن مع المهاترات والخلافات والتصدعات بين أركان تحالف العدوان وأن المراهنة هي على الوحدة والأخوة والتكاتف والثبات والصمود اليمني، أما العدوان فهو أمريكي سعودي ولا رهان على التصدع في تحالفه.
وشدد الأخ صالح الصماد على أهمية حل أي إشكالات وأن يبقى عُقَلَاء اليمن وحكمائها رقابة على أداء المجلس السياسي الأعلى والحكومة كون شرعية المجلس والحكومة مستمدة منهم ومن تمثيلهم للشعب ومن خلالهم ترسل الرسائل للعالم ” منوها إلى إن أي خلاف سياسي وتصدع في الجبهة الداخلية سينعكس سلبا على الشعب اليمني الذي سيتذوق ويلاتها وهو ما جعل من الأهمية أن تقول القبائل كلمتها وأن يقول الحُكَمَـاء كلمتهم وأن يقولوا للقوى السياسية أنهم لن يسمحوا لأحد التفريط في تضحيات أبناء الشعب اليمني”.
ووجّه الرئيس رسالة للأمين العام للأمم المتحدة عبر لقاء الحُكَمَـاء أن المبعوث الذي جاء به ليساوم اليمنيين على ميناء الحديدة بالرواتب.
وقال الصماد نقول بصوت واحد أن مبعوثه غير مرغوب فيه بعد اليوم وإذا أرادت الأمم المتحدة أن تأتي بمبعوث جديد، عليه أن يتعامل مع الشعب اليمني بندية واحترام”.
وأضاف” على المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ممثلين في الوفد الوطني أن يفهموا أن هذا هو الموقف وأي تواصل مع ولد الشيخ أو ترحيب به بعد اليوم فليس له أي قبول”.
وأردف ” رسالتنا ثابتة نحن مع السلام، السلام المشرف الذي يحفظ لليمنيين عزتهم وكرامتهم، وأن من يدين ما يسميه قصف صالح والحوثيين لتعز ويتناسى جرائم ترتكب من العدوان السعودي الأمريكي، ويدين قصف الصواريخ اليمنية لمواقع عسكرية للعدوان وينسى الغارات الجوية على المدنيين والأعيان المدنية، هو ما يجعلنا نتحدث عن ولد الشيخ كمبعوث غير محايد وغير نزيه لا يحمل خبرا ولا خيرا للشعب اليمني غير ما يملى عليه في عواصم العدوان”.
وأعرب الصماد عن أمله في أن تكلل أعمال اللقاء بالنجاح والتوفيق وأن يصبح دوريا ويخدم حاضر اليمن ومستقبله.
في ذات السياق أكد نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى الدكتور قاسم لبوزة أن لقاء حُكَمَـاء اليمن سيشكل نقطة تحول كبير في مسار الصمود والثبات والمواجهة وتعزيز الجبهة الداخلية وحشد الطاقات للدفاع عن الوطن وأمن واستقرار ووحدة الوطن وتعزيز التمسك بالثوابت الوطنية المتمثلة في السيادة والاستقلال والثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية.
وقال نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى: “العدوان يستهدف الشعب اليمني والهوية بدليل ذرائعه الواهية التي اتكأ عليها وجعل منها عناوين يسوقها لتدمير اليمن وعمد إلى تسويق الورقة الطائفية التي حاول أن يجعل منها مدخلا لضرب الشعب اليمني في وحدته الاجتماعية ويفرق بين أبنائه”.
وبين لبوزة أن الدور التنويري والإرشادي للعلماء والحُكَمَـاء والمثقفين في اليمن كان له دور في إسقاط هذه الورقة الخطيرة التي لا يلقي لها الشعب بالا بل دفنها إلى الأبد كما شدد على ضرورة الوعي واليقظة أكثر كون العدوان يعمل على تغذية حالة من الاحتراب الداخلي وقودها أبناء اليمن شمالا وجنوبا ومجاميع من المرتزقة المأجورين الذين جلبوهم من كل الأصقاع لخدمة مصالحهم.
ونوه لبوزة إلى أن المرتزقة لا يهمهم تمزق وتشرذم اليمن وتحوله إلى مقاطعات وسلطنات متناحرة وضعيفة ولا يهمهم تحول الجنوب إلى حديقة مفتوحة للقاعدة وداعش على المدى الطويل لإشغال اليمنيين بالصراعات بهدف تفرغهم لاحتلال اليمن ونهب خيراته والتنكيل بأبنائه.
وقال لبوزة إن لقاء الحُكَمَـاء يأتي للوقوف بجد وحزم أمام كل ما يشكل خطرا على الوطن ويؤدي إلى انهيار الدولة واتخاذ المعالجات التي تنهي هذا الخطر ومضاعفة الجهود في المواجهة والتصدي لقوى العدوان وإفشال مخططاتهم التآمرية على اليمن.
وثمّن عالياً الدولة هذا اللقاء في هذا التوقيت.. مشيدا بالجهود التي بذلها أعضاء اللجنة التحضيرية للقاء واللجان المساعدة على الإعداد للقاء بما من شأنه إثراء الواقع بالرؤى ووجهات النظر الناضجة التي تعزز من التقارب بين أبناء الوطن الواحد الذين يشتركون جميعا في المعاناة والظروف الصعبة التي خلفها العدوان.
من جهته شدد رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور على أهمية اللقاء مؤملا أن يكون حضوره خيرا ومفيدا للجميع بما يعزز العلاقة الداخلية وتلاحمها.
وقال بن حبتور” لا أجد إلا أن أشكر اللجنة التحضيرية التي نظمت هذه الفعالية الكبرى لحُكَمَـاء وعلماء اليمن”.
بدوره أكد رئيس اللجنة الثورية العليا رئيس اللجنة التحضيرية للقاء أن لقاء اليمن هو لقاء الأنفس الحرة والشجاعة لتعزيز الصف الداخلي والوحدة الوطنية في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الغاشم.
وأشار الحوثي إلى أنه كان هناك لقاءات تحضيرية بالمحافظات في السادس والسابع من رمضان وذلك نظرا للظروف الاقتصادية التي حتمت حضور ممثلين فقط عن هذه اللقاءات إلى اللقاء الجامع الذي عقد يوم أمس.
وقال ” سلام على الإخاء والحكمة والعزة، سلام على الشعب اليمني، عليكم أيها الحُكَمَـاء الحقيقيون، فلا يمكن لحكيم أن يتخلف عن معركة الوطن ولا يمكن لحكيم أن يكون خارج الوطن في مثل هذه الظروف، سلام عليكم أيها الحاضرون”.
ودعا رئيس اللجنة الثورية كافة القوى والمكونات والفعاليات إلى الاصطفاف وراء مشروع وطني حقيقي يضع في اعتباراته سيادة اليمن واستقلالها، معربا عن أمله في أن يخرج اللقاء بقرارات وإجراءات تواكب صمود اليمنيين وتلبي تطلعاتهم.
وأضاف” نعم أنتم أيها الشعب اليمني تجتمعون وتتحدون فيما تتفرق كلمة الأعداء وتتشتت كلمتهم، شكراً لحضوركم وحضور الأحزاب الحرة المساندة للشعب اليمني، شكرا لكل هذه الهامات الوطنية التي رفضت الانجرار لتلك الأبواق المدنسة”.
وقال” نجتمع هنا في لقاء الافتتاح وسيكون هناك لقاء آخر في المساء الذي سيتم فيه صياغة ما تم في المحافظات بالإضافة إلى ما ستقدمونه”.. مؤكدا أهمية أن يكون هناك مؤتمر للحُكَمَـاء ولقاءات دورية حتى نستطيع الوصول إلى المشاركة الفاعلة والحقيقة مع المجتمع.
في ذات السياق أكدت كلمة حُكَمَـاء وعُقَلَاء اليمن التي ألقاها الدكتور سامي عطاء على ضرورة توحيد الجهود وتعزيز الصفوف لتحرير المحافظات المحتلة وكسر آلة الحرب العدوانية وتعزيز صمود أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات.
وأشار إلى أن هذا اللقاء الأخوي التأريخي سيكون محطة فاصلة في تعزيز صمود الشعب اليمني ووحدته.
ولفت الدكتور عطاء إلى ما يتعرض له اليمن من عدوان همجي منذ أكثر من عامين تقوده الرجعيات العربية المتخلفة متجاوزة كل الأعراف والتقاليد والأخلاقيات.
واعتبرت الكلمة أن اللقاء يضع الجميع أمام مسؤولية الاستمرار في مواجهة العدوان الذي جاء ليجرد اليمن من سيادته واستقلاله.
وقال ” يجب أن تنطلق المواجهة من عناوين وطنية ودينية خصوصا وأن هذه الكيانات عمدت ومنذ وقت مبكر على تعطيل قوى الداخل وتغييب وعي الناس من خلال ضخ أموال وإنشاء مراكز ومعاهد تنشر أفكار تكفيرية ومنها خرجت الجماعات الإرهابية التي شوهت الهوية الوطنية وتعاليم الدين”.
وقال عطاء: إن معركة اليوم مع العدوان معركة انتزاع سيادة البلد وخروجه من حالة الارتهان.. مشيرا إلى أن من يعتقد أنها معركة استبدال أو تغيير ارتهان بآخر فهو واهم.
وأضاف ” لذلك فإنه لا يمكن إصلاح وضعنا إلا عن طريق انتزاع سيادة البلد وقراره وقطع كل أشكال الارتهان والتدخل في سياسات البلد الداخلية والخارجية”.
وأكدت كلمة الحُكَمَـاء والعُقَلَاء على ضرورة تحرير البلد من الاحتلال والشروع في بناء دولة عادلة ذات سيادة مستعرضا ما يعانيه الجنوب الذي يرزح تحت الاحتلال من انعدام للخدمات وانتشار الجرائم الإرهابية المنظمة.
وقال” عدن اليوم تعاني من حملة تجريف تعددها وتنوعها الثقافي، ويعمل الاحتلال على تدمير مدينة عدن بشكل ممنهج وتمزيق نسيجها الاجتماعي”.. مؤكدا أهمية اضطلاع أبناء عدن بدورهم في الحفاظ على المدينة وإفشال مخططات العدوان.
وعن علماء اليمن ألقى الشيخ محمد طاهر أنعم كلمة قال فيها أن اجتماع اليمنيين بتعددهم وتنوعهم في مكان واحد على الألفة والدين هو الأصل في الشعب اليمني مؤكداً أن تحالف العدوان لن يفرقوا شعب هذا حاله وإن كل الشعارات الطائفية والمناطقية هي تحت أقدام اليمنيين”
وقال أنعم: مضيفاً ” نعاهد الله أننا شعب وأمة واحدة مصيرنا واحد ولن نفك أيدينا عن أيدي بعض ولن نتراجع عن وحدتنا وأخوتنا”.
كذلك قال الدكتور عبدالرحيم الحمران أن لقاء العاشر من رمضان تتجلى فيه وحدة اليمنيين وصمودهم وحكمتهم التي شهد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأكد أن وحدة الجبهة الداخلية اليوم أقوى من أي وقت مضى، رغم رهانات العدوان ومحاولاته الحثيثة لضرب اليمن من الداخل.. وقال ” صمود شعبنا لـ800 يوم بوجه أشرس عدوان يعكس روحية عالية وعنفوانا شعبيا متأصلاً في الشعب اليمني.
وعن مَشَايخ اليمن ألقى الشيخ يحيى عبدالله الرزامي كلمة أكد فيها أن الواقع يثبت الحاجة الماسة لأن نكون أخوة متحدين في مواجهة العدوان، حيث وهو عدوان من قبل الأعداء التأريخيين الحقيقيين للأمة الإسلامية أمريكا وإسرائيل بغرض ضرب الأمة في عمقها التأريخي “اليمن”.
وقال ” لقد أصبح من الضرورة لنا هذه الوحدة الأخوية أكثر من أي وقت مضى ولأنها تحتاج إلى جهود كبيرة نقترح أن يختار هذا اللقاء نخبة من رجال اليمن تتواصل مع جميع الأطراف وتكون مستقلة في قرارها”.