ترامب يدشِّنُ المشروعَ الأمريكيَّ الجديد
حمزة الحوثي
المشروعُ الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة دُشِّنَ مع زيارة ترامب.. محطةٌ جديدةٌ تتمثّلُ في العمل على حَشْد ما أمكن من دول وقوى المنطقة والأمة الإسْلَامية في إطار بوتقة حِلْفٍ واحد بقيادة نظام آل سعود وإسرائيل؛ باعتبارهما يمثّلان محورَي ارتكاز مشروع اللوبي اليهودي في المنطقة أَوْ ما سمّاهما ترامب بـ “الأصدقاء القدامى”؛ وذلك بهدف مواجَهة ما أسماه بـ “الإسْلَام المتطرف” أَوْ “الإرهاب الإسْلَامي” والذي يعني به الإسْلَامَ وشعوبَه وقواه الحُرَّة في هذه الأمة التي ترفُضُ اليومَ المشروع الأمريكي الإسرائيلي التمزيقي التفيتيتي للمنطقة والأمة الإسْلَامية، الهادف إلى شرذمتها وبعثرتها وإعَادَة تشكيلها على أساس عِرْقي ومناطقي وطائفي وقومي، بما يمكنه من الهيمنة والسيطرة المطلقة له ولإسرائيل عليها.
هذا بالتأكيد يقتضي -كخطوة أولى- تطويعَ كُلِّ ذلك المعسكر الذي كان يدورُ في فلك أمريكا طوال الفترة الماضية التي اعتمد الأمريكي خلالها سياسةَ توزيع الأدوار بين بعض أدواته من أنظمة المنطقة، كما حصل مع بعض القوى والجماعات التي عُهِد لقطر وتركيا برعايتها في فترة معينة خلالَ المحطة السابقة من المشروع الأمريكي، وبالتالي فإن ترامب اليوم يضعُ هذه القوى أمام الأمر الواقع لمحطته الجديدة، محاولاً تطويعَها في سياق البوتقة الواحدة والرعاية الواحدة والحلف الواحد في المنطقة بدلاً عن سياسة توزيع الأدوار.
بمعنى آخر يمكننا القول بأن ترامب ومن خلفه اللوبي اليهودي يرى بأن المعركةَ اليومَ في المنطقة عليها أن تكونَ بين صفَّين لا ثالث لهما، صَفّ ترامب وإسرائيل وصف مناهض للمشروع الأمريكي الصهيوني.
فهل يا ترى ستخضَعُ حماس وبقية تلك القوى المستهدفة باستهداف النظام الذي دفعت به أمريكا سابقاً لرعايتها والقُرب منها، وهي اليوم تطلبُ منه تحويلَ تلك القوى في إطار الرعاية المباشرة لإسرائيل والحلف والمصير الواحد معها ومع آل سعود، أَوْ سقوطه واستبداله تمهيداً لاستهداف هذه القوى والضغط عليها؛ بهدف تطويعها كخطوة أولى في مسلسل المحطة الجديدة؟
أملُنا في وعي شعوب أُمَّتنا الإسْلَامية، والتحرك الجاد لرفض صف ترامب ونتنياهو وسلمان ومَن على شاكلته، والوقوف صفاً واحداً في مواجهته والتصدّي له؛ باعتباره الموقفَ الطبيعيَّ والمفترَضَ الذي ينتصرُ لإسْلَامنا وقرآننا وهُويتنا الإسْلَامية وحُرّيتنا وكرامتنا.
ملاحظة: يتضحُ جلياً أن العدوانَ على اليمن كانت البروفةَ التجريبيةَ لهذا الحلف والصف الشيطاني في صورته الأولية، والذي فشل حتى الآن وسيفشَلُ لا محالةَ بعون الله وتأييده.