خبيرٌ في القوات الجوية لـ “صدى المسيرة”: اليمن يمتلكُ الكثيرَ من الكوادر الوطنية والخبراء القادرين على تصنيع الصواريخ المضادّة للطائرات
الدفاعاتُ الجويةُ تُجبِرُ طيرانَ العدوان على مغادَرة سماء اليمن تدريجياً
التجربةُ الثالثةُ أصابت طائرةً للعدوان من طراز (f16) في العاصمة بصاروخ محليّ
الدفاعُ الجوي.. دافعٌ معنوي يغيّر مجرى المعادلة
صدى المسيرة| تقرير خاص:
ما بين إسقاطِ الــ(إف 15) بصعدةَ وإصَابَة الــ(إف 16) بصنعاء، أقلُّ من عشرون يوماً، كانت كافيةً لتلقين العدوان الأمريكي السعوديّ درساً في البطولة والاستبسال، وأن إطالة أمد العدوان لن تقفَ عائقاً أمام أبناء الشعب اليمني لتحقيق النصر والنيل من كُلّ المتآمرين والحاقدين على بلادهم.
وفي آخر إنجازات الجيش واللجان الشعبية، تمكّن مقاتلون من وحدة الدفاع الجوي، يوم الخميس المنصرم 8 يوليو 2017 من استهداف مقاتلة تابعة للعدوان من طراز إف 16 في سماء العاصمة صنعاء بصاروخ أرض جو أصاب هدفَه بدقة كبيرة، وهو ما أكدته عدسةُ الإعلام الحربي بنفس اليوم.
وتُعَدُّ هذه العمليةُ البطوليةُ، التجربةَ الثالثةَ لمنظومة الدفاع الجوي للجيش والجان، وتأتي بعد أقلَّ من 20 يوماً من إسقاط مقاتلة سعوديّة من طراز “إف 15” بمحافظة صعدة بصاروخ محلي الصنع، وقد تم التأكد من سقوطها في نجران كتجربة ثانية أعلن عنها الجيش، وقد سبقها بأيامٍ أولى تجارُب قوات الدفاع الجوي الناجحة بعد إسقاط طائرة للعدوان من طراز (أباتشي) في أجواء مدينة المخاء، بتأريخ 25 من شهر مارس الماضي، حيث أسقطت الطائرة الأباتشي بصاروخ حراري محلي الصنع والتطوير.
وفي آخر تطورات هذه العملية، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مساء السبت، مقطع فيديو قيل إنه لحُطام الطائرة الحربية التي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية شمال شرق العاصمة صنعاء قبل يومين.
وتُظهر المشاهد عدةَ أجزاء لطائرة حربية مكتوب على أحدها (Royal Saudi Air Force) أي أنها تابعة للقوات الجوية الملكية السعوديّة.
وكان الإعلام الحربي قد وزّع مشاهدَ وصوراً لإصَابَة طائرة إف16 تابعة للعدوان بصاروخ أطلقته وحدة الدفاع الجوي شمال شرق العاصمة صنعاء، وتظهر المشاهد والصور لحظة إطلاق الصاروخ أرض جو على الطائرة وإصابته للهدف.
الإنجازُ النوعيّ للدفاعات الجوية
وحولَ العملية الأخيرة التي استهدفت طائرة إف 16 بالعاصمة صنعاء، قال العقيد عزيز راشد – مساعد ناطق الجيش: إن هذا الإنجازَ النوعيُّ للدفاعات الجوية يضاف إلى الإنجازات السابقة في تطوير الدفاع الجوي اليمني، وتعتبر هذه العملية التجربة الثالثة، حيث قد سبقت إصَابَة طائرة أُخْـرَى في سماء نجران f15، وقبلها طائرة أباتشي في المخا، وبالتالي فإن القدرات اليمنية من وحدة الدفاعات الجوية تطور مثل هذه الدفاعات الجوية بقدرات محلية؛ لكي يتم تحييد طائرات العدوان تدريجياً، والتي يعتمد العدوان عليها بنسبة 90 بالمائة و5 بالمائة للمرتزقة وجنوده و5 بالمائة أُخْـرَى للتنظيمات الإجرامية وبالحصار.
وأشار العقيد راشد، إلى أنه عندما يتم تحييدُ طائرات العدوان التي يعتمد عليها بشكل كلي فإنه سوف يكون إنجازاً، وسيكون خبراً للعالم برمته أن الدفاع الجوية اليمنية المحلية تُجبِرُ طيران العدوان على مغادرة سماء اليمن تدريجياً، وبالتالي هذا إنجازٌ نوعي للجيش اليمني وخصوصاً للدفاع الجوي.
وأوضح مساعد ناطق الجيش، أن طائرات العدوان التي تغطّي المرتزقة وبعض جيوش المرتزقة التي أتت من الخارج ستصاب بالذعر والهزيمة؛ كونها تعتمد 90% على التغطية الجوية لتقدمها، وهذا ستكون له دلالاتٌ بأن الجيش واللجان الشعبية في الجبهات سيكون لهم ذلك دافعٌ معنويٌ، بحيث تكون هذه الدفاعات الجوية حافزاً لهم ويكون هناك تقدم عسكري كبير جداً ستلاحظونه إن شاء الله في الأشهر القادمة.
وأضاف العقيد راشد، عندما يتم تطويرُ مثل هذه المنظومة التي أنتجها الدفاعُ الجوي بهذا الشكل سيكون هناك تغييرٌ على مستوى المعركة، وعلى عدم استباحة الأجواء اليمنية لطائرات العدوان.
مفاجآتٌ تُثلِجُ صدورَ اليمنيين
من جانبه قال العقيد/ عبدالملك علي ناصر – الخبير في أنظمة الصواريخ بالقوات الجوية والدفاع الجوي: إن إصَابَة طائرة تابعة للعدوان من طراز إف 16 خلال اليومين الماضيين تأتي ضمن التجارب التي أُعلن عنها في وقت سابق وحدة الدفاع الجوي للجيش واللجان الشعبية، وجميعها كانت ناجحة وموفقة، لافتاً إلى أن كُلّ هذه الصواريخ تم تصنيعُها محلياً وبأياديَ وخبراتٍ يمنيةٍ ماهرة وتمتلك خبرات عالية في هذا المجال، بالإضافة إلى أن هناك عدداً من الصواريخ التي تم تطويرُها وتكون قادرةً على التصدي للطائرات الحديثة للعدو وإصابتها بدقة عالية.
وأوضح لــ “صدى المسيرة” الخبيرُ في أنظمة الصواريخ بالقوات الجوية والدفاع الجوي، أن الأَيَّـام القادمةَ سيتم الإعلان بشكل رسمي عن المنظومة المتكاملة لوحدة الدفاع الجوي بعد أن أثبتت جدارتَها من خلالها تجاربها الناجحة صوب طائرات العدو في سماء اليمن، منوهاً إلى أن المؤامرةَ على اليمن التي سبقت العدوان استهدفت بشكل مباشر ألويةَ الدفاع الجوي تحت ذريعة الهيكلة، بالإضافة إلى أن القيادةَ التي تم تعيينها من قبل المجرم والعميل عبدربه منصور هادي للقوات الجوية والدفاع الجوي بعد توليه الرئاسة لعبت دوراً رئيسياً في تدمير أنظمة الصواريخ التابعة للدفاع الجوي وإخفاء جميع الصواريخ الحرارية المضادة للطيران، إلى جانب تدمير أنظمة الرادار وغرف العمليات وعلى رأس تلك المنظومات منظومة جبل النبي شعيب التي كانت من أهمّ منظومات الرادار في الوطن العربي.
وكشف العقيد/ عبدالملك علي ناصر، أن الأَيَّـام القادمة ستحمل الكثيرَ من المفاجآت التي تثلج صدور اليمنيين، حيث سيكون لمنظومة الدفاع الجوي دورٌ كبيرٌ في تحييد مقاتلات العدوان الأمريكي السعوديّ عن سماء اليمن وصولاً إلى خلو أجوائنا من وجود هذه الطائرات التي تعبث في أجوائنا منذ ما يقارب العامين والنصف، مبيناً أن اليمنَ يمتلك في جُعبته الكثير من الرجال والكوادر الوطنية والخبراء والفنيين القادرين على تصنيع الصواريخ المضادة للطائرات، كما هو الحال في الصناعات الحربية السابقة للصواريخ الباليستية والطائرات الاستطلاعية.