الوعودُ الأمريكية والأنظمَة العميلة
حسن زيد
الأنظمَةُ الفرديةُ والأسرية والعسكرية تستخدمُها الاستخباراتُ والقوى الدولية، وبالذات أمريكا؛ لأداء وظائفَ مرحليةٍ، عندما تتغيَّرُ الحاجة والمرحلة يتمُّ الاستغناءُ عن هذه الأنظمَة.
قد يكون الاستخدامُ باتفاقٍ بين المستخدِم والمستخدَم، وقد يكونُ بدون اتفاق بين الطرفين، في حالة الاتفاق يكونُ الصرف عن الخدمة سهلاً نسبياً والعواقبُ محدودةً؛ لِأنَّ الأنظمَة المدعومة أمريكياً تكون مخترقةً ومحتواة، وقرارُ الاستغناء يتم بقرار يعبّر عنه في تصريح غالباً متعلق بإدانة الرئيس المصروف عن الخدمة بجَــرَائم ارتكبها أَوْ مهمة قذرة أدّاها لأمريكا، وقد يكون الصرفُ عن الخدمة نتيجةً لحدث عارض بالصدفة كحادث البوعزيزي، وفِي حال الاستخدام أَوْ التوظيف غير المتفَق عليه يتم الصرفُ عن الخدمة بانقلاب أَوْ حتى حرب وفرْض سياسات اقتصادية ودفْعِ النظام لارتكاب أخطاء كارثية تثيرُ عليه أغلبيةَ أبناء وطنه، وقد تكون بدفعه لاتباع سياسات طائفية أَوْ مذهبية أَوْ إثنية واستغلال النقمة منها للتغيير الذي قد يكون عنيفاً.
مشكلةُ الطغاة أنهم يثقون بالوعود الأمريكية، مع معرفتهم أن الرؤساءَ والأحزابَ التي تتداولُ السلطة في أمريكا متغيرةٌ وغيرُ ثابتة.
فصديقُ الإدَارَة الديموقراطية قد لا تقبَلُ الإدَارَةُ الجمهورية الجديدة صداقتَه، بل إن وعودَ المسؤولِ الأمريكي نفسه مرتبطةٌ باستمرار المنفعة من بقاء المستخدم في موقعه.
الطغاة الذين يحظَون بالحماية اليوم سيُرفَعُ عنهم ذلك، وكما يستخدمون ضد شعوبهم والأنظمَة الأُخْـرَى ويشجّعون على إشعال الحروب وافتعال الأزمات سيتعرضون غداً أَوْ بعده لنفس المصير.
لن يتعلموا؛ لأنهم أسرى غيبوبة الوعي التي يعيشونها بفعل أطماعهم وطموحاتهم.
ولا حلَّ إلا بالاحتماء بالشعوب والامتناع عن ارتكاب الجَــرَائم والحماقات بإشعال الحروب.