يومُ القدس العالمي.. فكرةٌ استلهمها مَن أطلقها
بقلم/ محمد علي الباشا
لا يعرفُ الفضلَ لأهلِه إلا ذووه، وعلى العكس من ذلك، تأتي مقترحاتٌ بإقامة مهرجاناتٍ واحتفالاتٍ رُبَّما من ترامب أو عداه ممَّن أصبح قطاعٌ واسعٌ من قادة الأُمَّةِ الإسلامية، بل ومن الشعوب المسلمة عينها، يتولونهم ويعتبرون ما يطرحه أولئك المستكبرون أفكاراً نيِّرَةً يجبُ الاحتفاءُ بها.. وما أكثرَ الأعيادَ من هذا القبيل، فيقبلها كثيرٌ من الناس وللأسف من أبناء جلدتنا.
وتأتي مقترحاتٌ ملؤها الحكمةُ والرحمةُ والمحبةُ والعزة والكرامة ومن مؤمن فترفُضُها بعضُ التيارات.. إن الإمامَ الـخُـمَـيْنِي حينما اقترح أن تكونَ آخرُ جُمُعة من شهر رمضان في كــُــلّ عام يوماً للقدس فهذا لدلالةٍ معينة، ربما أنه أفضلُ يوم لدى كثيرٍ من أبناء الأمة المسلمة.. فآخرُ جمعة من رمضانَ لها فضلُها وعظمتها وبركتها، حتى أن بعضَ العوام في اليمن أشاعوا أن هذه الجمعةَ تسمى جمعة القضاء، يقضي فيها الإنسانُ كــُــلَّ ما عليه لله ولدينه.
إنَّ الإمامَ الـخُـمَـيْنِي مِن منطلَقِ المعرفةِ بأهميّة هذا اليوم وقداسة هذا الشهر، ومن منطلق الإيْمَان بما للقدس من مكانة قال: أدعو دعوةً إيْمَانيةً أخويةً كــُــلّ المسلمين إلى أن يُحيوا هذا اليوم.
من حيث التسمية ومطلق هذه التسمية، والخلفيات الفكرية والمرجعية التي جعلت مطلقُها وهو الإمامُ روح الله الـخُـمَـيْنِي يدعو إلى تخصيص يومٍ هجري في شهر كريم كثيراً ما يكونُ المسلمون أكثرَ اهتماماً والتفاتاً للأمور التعبدية والدينية فيه؛ لذا حظي هذا اليوم بما يحملُه من مضمونٍ يلامِسُ الدواخلَ الشعوريةَ للقضية لدى المسلمين وكل المنصفين في هذا العالم بالاحتفاء في كــُــلّ بقعة وَإقليم يتواجَدُ فيه مسلمون من إيران وإندونيسيا شمالاً إلى باكستان وبنقلادش جنوباً، ودول الجزيرة العربية وأفريقيا، حتى أنه تم الاحتفاءُ به في مناطق ليس المسلمون فيها أغلبيةً كأوروبا والأمريكيتين.
ونترحَّمُ على الإمام الـخُـمَـيْنِي الذي ابتدَعَ هذه البدعةَ الحسَنة، بجعله آخرَ جُمُعة من رمضانَ عنواناً لهوية المسلمين وتعبيراً عن حالة الرقي الروحي التي يفترض أن المسلمين وصلوا إليها من خلال شهر رمضان.
الإمامُ الـخُـمَـيْنِي باختياره الملهم آخرَ جمعة في رمضان لإحياء قضية الـقُـدْس القبلة الأولى كأنه تنبه للحملة الاستعمارية التي تريدُ أن تحوّلنا إلى طوائف وتصرف مذاهبنا وأحزابنا نحوَ غاية أخرى وهي الصراع الطائفي، كما هو مجسد الآن للأسف الشديد وله آذان صاغية من إخوان كانوا يشاركوننا الإيْمَانَ بأن العدو -عدو هذه الأمة- هو إسرائيل ومن يقف خلفها وعلى رأسهم الولايات لمتحدة الأمريكية وحلفاؤها، كما يتجسد ذلك في الموقف مما يجري في سوريا الشقيقة.
نأمُلُ أن يتنبهَ كــُــلُّ أبناء الـيَـمَـن إلى أهمية يوم الـقُـدْس العالمي الذي أعلنه الإمامُ الـخُـمَـيْنِي رضي الله تعالى عنه وتنبه إلى موقف أميركا قبل أن يتنبهَ كثيرٌ من المسلمين وكثيرٌ من العرب، وقال: هذا العملُ الإيجابي والمسيرات العظيمة في الوقت الراهن هو امتدادٌ لتوجه الإمام الـخُـمَـيْنِي الذي أسقط الشاه دونَ أن تسفك قطرة دم واحدة، أو تطلق رصاصة واحدة، هذه المسيرات التي تقف ضد الظلمة هي الطريقة الصحيحة التي يجب أن يتبعها المسلمون حتى يسقطوا كــُــلّ الظَّلَمَة الذين يتآمرون على الإسلام وعلى البلاد العربية وعلى الدين وعلى مقومات المسلمين، وأوضح أنهم يريدون أن يبقى العربُ والمسلمون خُدّاماً لأمريكا وأعواناً لـ “إسرائيل”؛ كي تضيعَ الـقُـدْس والمسجد الأقصى وتضيعَ فلسطين.