صحيفة إسرائيلية: تعيينُ بن سلمان ولياً للعهد “بُشرى جيدة” وشريكٌ استراتيجيّ هامّ
كشفت عن زيارته لـ “تل أبيب” ولقاءاته المنتظمة مع المسئولين الصهاينة ووزير صهيوني يحُثُّ آلَ سعود على دعوة نتنياهو لزيارة الرياض
صدى المسيرة| خاص:
بعد ساعاتٍ قليلة من صدور القرار الملكي السعوديّ فجر أمس الأربعاء بتعيين محمد بن سلمان – ولياً للعهد، خلفاً للأمير محمد بن نايف، سارعت كبرى الصحف الإسرائيلية، إلى الترحيب بهذا القرار بعد أن اعتبرت تعيين “الغلام” بن سلمان، بشرى جيدة لإسرائيل؛ كون مواقفه الحازمة تجاه إيران جعلت منه شريكًا استراتيجيًّا هامًا، فضلاً عن مواقفه ضد إيران وحزب الله اللبناني.
ونشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية صباح أمس، حول تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعوديّة، وقالت إنه زار إسرائيل عام 2015 والتقى بشكل دوري مع المسؤولين الإسرائيليين، فيما علقت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلية على تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد السعوديّة، قائلة إن التغييرات الأخيرة في النظام السعوديّ من شأنها أن تحظى بترحيب ورضا تل أبيب، وأشارت الصحيفة، إلى أن بن سلمان الذي سيصبح عمره 32 عاماً، في شهر أغسطس المقبل كان يقود المملكة فعلياً، وأن والده المريض الملك سلمان بن عَبدالعزيز سيتنازل عن العرش قريباً.
وكشفت “هآرتس” الإسرائيلية، عن لقاءاتٍ منتظمة كانت تجري في الأردن بين ضباط سعوديّين وإسرائيليين، مشيرة إلى أن هذه الاجْتمَاعات كانت تتطلب في الأساس موافقة بن سلمان؛ كونه وزير الدفاع السعوديّ.
وأضافت الصحيفة، أن أحد هذه اللقاءات جرت في عام 2015 في إيلات، وأجري لقاء آخر على هامش القمة العربية التي أقيمت بالأردن في مارس الماضي، ولفتت إلى أن لقاءاتٍ منتظمةً عُقدت بين ضباط سعوديّين وإسرائيليين في إطار غرفة الحرب المشتركة للأردن، والسعوديّة والولايات المتحدة لتنسيق الأنشطة، وأوضحت أن هذه الاجْتمَاعات تتطلب موافقة بن سلمان كونه وزير الدفاع السعوديّ.
وتساءلت “هآرتس” إلى أي مدى يمكن لابن سلمان دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين كجزء من برنامج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهل يمكنه إحداث التحول في منظومة العلاقات بين إسرائيل والسعوديّة؟!.
إلى ذلك عبّرت الولايات المتحدة الأمريكية عن ترحيبها هي الأُخْـرَى بوصول محمد بن سلمان إلى سدة العرش، حيث أعلن البيت الأبيض أمس الأربعاء، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصل هاتفياً بولي العهد السعوديّ الجديد محمد بن سلمان وهنّأه بتوليه هذا المنصب.
وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس ترامب وولي العهد ملتزمان بالتعاون الوثيق لتحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في الأمن والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وغيرها.
وسبق للرئيس الأميركي أن التقى مرتين محمد بن سلمان عندما كان ولي ولي العهد وذلك خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض، وفي البيت الأبيض مارس المنصرم.
أما وزيرُ المواصلات والاستخبارات الإسرائيلية (إسرائيل كاتس) لم يُوَاتِه إغراءُ التحول الجاري في الخليج حتى حث السعوديّة على دعوة نتنياهو إلى زيارة الرياض بحسب وسائل إعلام صهيونية، داعياً مشيخات الخليج إلى “خطوة حقيقية من المحادثات مع إسرائيل”.
وقال الوزير الصهيوني “لقد آن أوان لأن تلتقيَ السعوديّة وإسرائيل في حلف معلَن طال انتظارُه”.
واعتبر كاتس أن “إسرائيل بحاجة لأن تقترحَ على السعوديّة ودول الخليج تعاوناً أمنياً استخبارياً لكبح إيران وأذرعها، مقابل التطبيع التدريجي في الجو والبر والبحر”، وقال “أقترح محوراً أمنياً إقليمياً مقابل سلام اقتصادي إقليمي”.
وأوضح كلامه بالقول “أدعو دولَ الخليج لإقامة سلام اقتصادي وتطبيع متدرج مع إسرائيل، وتقديم مبادرات إقليمية في هذا الإطار”، وأورد على ذلك أمثلة منها “مبادرة سكة السلام الإقليمي ومبادرة الجزيرة الصناعية مع مرفأ مقابل شواطئ غزة”.