دعا الشعبَ اليمني لإحْيَاء يوم القدس وتسجيل موقف مشرّف.. قائد الثورة: ستبقى قضايا الأُمَّة في الطليعة إلى يوم القيامة وتطبيعُ الأنظمة مع إسْرَائيل هرولةٌ نحو الخسارة
صدى المسيرة: إبراهيم السراجي
تصدَّى قائدُ الثورة السيد عبدالملك الحوثي للأبواق التي تسعى لتصنيفِ مناصَرة القضية الفلسطينية في خانة بعيدة عن الواقع ومحاولات فصل القضية عن ارتباطاتها الوثيقة بما يحدث في المنطقة، مؤكداً أنه ورغم هرولة بعض الأنظمة الخليجية والعربية نحو الكيان الصهيوني إلا أن الصوت العربي والإسْلَامي المناهض لإسْرَائيل ما يزال قويّاً وفعّالاً وبينها صوت الشعب اليمني.
ففي خطابه مساء الخميس بمناسبة يوم القدس العالمي، دعا السيد عبدالملك الحوثي الشعب اليمني لإحيائه عبر الفعالية الكبرى في العاصمة صنعاء وبإقامة فعاليات متفرقة في مختلف المحافظات قدر الممكن، لافتاً إلى أن الشعبَ اليمني كان السبّاقَ في إحْيَاء يوم القدس العالمي، معتبراً أن ذلك ليس غريباً على الشعب اليمني الذي وصفه بأنه شعب المواقف وشعب السبق إلى كُلّ المواقف المشرّفة.
ويؤكد قائدُ الثورة لليمنيين، أن المهرولين نحو إسْرَائيل يعادون يواجهون كُلّ صوت حر داخل الأُمَّة، معتبراً أن استهدافَ الشعب اليمني يأتي من هذا المنطقة “كونه شعباً مناهضاً لإسْرَائيل وللهيمنة الإسْرَائيلية”.
وفي الوقت الذي شهدت القمة التي ترأّسُها الرئيسُ الأَمريكي ترامب في الرياض، تصنيف حركات المقاومة في خانة ما يسمى “الإرهاب” باستخدام شمّاعة “الارتباط بإيران” إلا أن السيد عبدالملك الحوثي يدعو الشعبَ اليمنيَّ لعدم الاكتراث للأصوات التي تحاول ربط مناهضة إسْرَائيل بالارتباط بإيران، قائلاً “أقول للشعب اليمني لا تكترث لكل تلك الاقوال”، مضيفاً “لم تكن إيران في الوجود لكانت هذه قناعاتنا وخياراتنا”.
وأضاف قائد الثورة قائلاً: “البعض يرى في كُلّ صوت مُعادٍ لإسْرَائيل أنه يشكّلُ خطراً مشتركاً، لو أنك يمني وأبوك وأمك يمنيان وموقفك مُعادٍ لإسْرَائيل سيصفونك بأنك إيراني.
وأكد قائد الثورة أن الشعب اليمني ليس عبداً لأحد والشعوب العربية ليست ملكاً لأمير هنا أو ملك هناك، مؤكداً أن خيار التمسك بالقضية الفلسطينية مستمَد من قيم الشعب اليمني وأخلاقه، داعياً إلى التصدي “لمحاولة فرض الصمت والجمود وأساليب الصد مثل قول أنتُم إيرانيون”.
وانطلاقاً من واقع الأُمَّة العربية والإسْلَامية الملموس، يقسّم قائد الثورة في خطابه واقع هذه الأمة إلى اتجاهين، الأول الاتجاه المعادي لإسْرَائيل والآخر الاتجاه الموالي لإسْرَائيل.
وبحسب قائد الثورة يتشكل الاتجاه المعادي لإسْرَائيل من حزب الله والحركات المقاومة وجزء من الموقف الإسْلَامي، والموقف الإيراني نموذج، ويتجلى في دعم تسليح وتأهيل للمقاومة الفلسطينية، والموقف السوري الذي يعاقب الآن على ذلك، والموقف اليمني المناهض للنفوذ الأَمريكي والإسْرَائيلي، وهناك صوت عراقي، وأصوات شعبية في كثير من الدول الإسْلَامية.
على الجانب الآخر يرى قائد الثورة أن هناك الاتجاهَ الآخر وهو الاتجاه الموالي لإسْرَائيل والداخل معها في تحالفات وتطبيع معها، لافتاً إلى أن الإسْرَائيليين باتوا يتحدثون عن النظام السعودي وغيره بأنهم ضمن مصالح مشتركة معه ويشيد بأدوارهم التخريبية في المنطقة.
وأكد قائد الثورة أن الاتجاه الموالي لإسْرَائيل يتحرك ويتحدث عن خطر إيراني؛ بغرض حرف بوصلة العداء لطرف آخر غير إسْرَائيل، لافتاً إلى أن البعضَ من المسؤولين العرب بدأوا يتحدثون عن تودُّدٍ لإسْرَائيل ويعلنون عن لقاءات وعن تعاون، بالإضافة إلى نتنياهو الذي يتحدث عن مصالح مشتركة بين بعض الأنظمة العربية مع إسْرَائيل.
وقال قائد الثورة: إن هناك أبواقاً إعلامية، يشعُرُ أصحابها بالحرج من الحديث عن الخطر الإسْرَائيلي، وبالتالي، وما إن يتحدث أحد عن إسْرَائيل حتى يصفونه بأنه إيراني.
وتكريساً للتقارب مع إسْرَائيل، يلفت قائد الثورة إلى أن هناك محاولات تجريم للحركات المقاومة وتشويهها، موضحاً أن الاتجاه المولي لإسْرَائيل يتحرك لتصفية القضية الفلسطينية من خلال محاصرة حركات المقاومة، مثل حزب الله بما يمثله من تهديد لإسْرَائيل ومن جبهة متقدمة وقوية في مواجهة إسْرَائيل ويسعون إلى إضعافه، متسائلاً، لماذا كُلّ هذه الحملات ضد حزب الله وهذا التشويه لحزب الله؟
وفي ذات السياق يشير قائد الثورة إلى أن حركات المقاومة في فلسطين هي الأخرى تواجه ذلك، حيث يقال عنها من منبر قمة إسْلَامية أَمريكية كما أسموها من أرض الحرمين الشريفين يوصف المقاومون الفلسطينيون بالإرهاب، ضمن اجتماعات يفترض أنها رسمية، في إشارة للقمة التي عقدها الرئيس الأَمريكي ترامب في الرياض.
ورغم هرولة النظام السعودي نحو إسْرَائيل، إلا أن “السعودية مستهدَفة بالتقسيم مثلما العراق واليمن وسوريا”، وفقاً لقائد الثورة، الذي دعا الأنظمة المتورطة بالعدوان على اليمن والمؤامرة على سوريا إلى أن “تراجع نفسها وتراجع سياستها العدائية تجاه اليمن وسوريا”.
وخاطب النظامَ السعودي قائلاً “غيّر سياستك تجاه جارك اليم،ن هذا احفظ لأمنك ومالك، ما لم فإن الأخطار عليك كبيرة سيحلبونك ويفقروك ويزجون بك في معارك دائمة هنا وهناك”.
وأضاف مخاطباً المهرولين نحو إسْرَائيل قائلاً: “كل الذين اتجهوا للتطبيع مع إسْرَائيل مثل النظام السعودي والإماراتي نقول لهم بنصح صادق: أنتُم تتجهون اتجاه قد أكد الله أنه يذهب إلى الخسارة؛ لأن أَمريكا لن تُقَدِّر لكم ولا إسْرَائيل، فهم يرون فيكم أدوات تستغلها فقط وسيتم القضاء عليها”.
وأضاف “لا يمتلك الأَمريكي والإسْرَائيلي أي رؤية تجاه النظام السعودي والإماراتي أكثر مما قاله ترامب بأنها بقرة سوف نذبحُها بعد أن نحلبها”.
وفي ختام خطابه يؤكّد قائدُ الثورة أن القضايا الكبرى ستبقى “قضايا كبرى يوم القيامة وسنحاسَبُ عليها”.