حمزة الحوثي وسياسيون يكشفون التفاصيل الكاملة لمشاورات “جنيف”
حمزة الحوثي: مشاورات جنيف انتهت على أمل أن تكون هناك مشاورات لاحقة سيُعلن عنها فيما بعد
- يحيى دويد: مؤتمر جنيف حرك المياه الراكدة ونأمل أن يدخل موضوع الهدنة الدائمة ووقف إطلاق النار حيز التنفيذ خلال الأيام القادمة
- محمد الزبيري: مؤتمر جنيف لم يفشل واستطعنا حشر جماعة هادي في زاوية ضيقة بحيث لا يمكن التحاور معهم في المستقبلح
المسيرة – خاص:
أربعةُ أيام قضاها وَفْدُ المكونات والأحزاب السياسية في جنيف، وطريقُ العودة إلى صنعاء سيكونُ هذه المرة عبر دولة عُمان وليس عن جيبوتي التي شهدت عرقلةً وتأخيراً استمرَّ لأكثر من يوم كامل.
وذهبت المكوناتُ السياسية إلى جنيف بناءً على دعوة من قبل الأمم المتحدة؛ لغرض إجراء مشاورات شاملة ودون شُروط مسبقة، لكن كانت هُناك أعمالُ عرقلة وإعاقة لعقد مؤتمر ومشاورات جنيف خلال الترتيبات والتحضيرات، وأيضاً أثناء المشاورات، كما يقولُ حمزة الحوثي أحد ممثلي أنصار الله إلى جنيف.
ففي التحضيرات والترتيبات- كما يقول حمزة- كانت الأممُ المتحدة أعلنت عقدَ المشاورات في 28 من مايو الماضي الماضي، وللأسف أن السعودية وحلفاءَها من دول العدوان عملت على إعاقة هذا الموعد؛ بهدف فرْضِ أجندتها على مشاورات جنيف، بحيث تُفضي إلى النتائج التي ترغَبُ فيها.
ويضيفُ حمزة الحوثي في تصريح لـ “صدى المسيرة “بقوله: “بالفعل تم تأجيلُ الموعد إلى أَجَلٍ غير مسمَّىً، وأثناء الترتيبات والتحضيرات كان يرادُ أن يتمَّ فرْضُ أجندات معيَّنة، وفي مقدمتها أن تكونَ المفاوضاتُ بين طرفين، بين ما أسموه بالحكومة الشرعيّة وَبين الأطراف والمكونات السياسية الأخرى، وهذا ما رفضناه وتم التأكيد للأمم المتحدة أنه لا يمكن حضور جنيف إلا إذا تكون المشاورات بين المكونات السياسية الـيَـمَـنية، وبالفعل استجابت الأمم المتحدة وأصدرت بياناً أكدت فيه أن المشاورات هي بين المكونات السياسية الـيَـمَـنية وذكرت هذه المكونات بالتحديد، ونُشرَ البيان في موقع الأمم المتحدة، كما أكدنا أن المشاورات شاملة ودون شروط مسبقة، وعلى هذا الأساس ذهبت المكوناتُ السياسية إلى جنيف”.
ويزيد الحوثي بقوله: “للأسف أثناءَ رحلة ذهاب المكوناتُ السياسيةُ إلى جنيف تعرّضت لأعمال عرقلة وتأخير، وكان الهدف الرئيسي منها هو الحيلولة بين لقاء المكونات السياسية بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون”، حيث استمرت رحلةُ الذهاب 44 ساعة حتى الوُصُول إلى جنيف وعند الوصول إلى جنيف عقدت مشورات خلال أربعة أيام.
ويؤكد الحوثي أنه جرى في اليوم الأول عقدُ لقاء مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، موضحاً أن اللقاء الأول كان فيه الحديث عاماً.
وفي اليوم التالي تمَّ الالتقاءُ بالمبعوث الخاص، وكان هناك حديثٌ جَادٌّ وتقدُّمٌ حول بعض الأفكار، أمَّا في اليوم الثالث فقد تقدَّمت المكوناتُ السياسيةُ بناءً على مشاورات اليوم السابقِ بصيغة مقترحة تمحوَرت حول نقطتين رئيسيتين:
النقطة الأولى: تمثلت في وقْف دائم وشامل لإطلاق نار، ما يمكّن المكونات السياسية من بحث اتفاق شامل بما لا يسمح للقاعدة من الاستفادة من الأزمة الـيَـمَـنية والسيطرة والانتشار.
والنقطة الثانية: تمحورت حول الإنهاء الفوري للحصار الجائر على أبناء الشعب الـيَـمَـني، والسماح بإدخال واستيراد كُلّ الاحتياجات دونَ قيود.
ويزيد الحوثي بقوله: “في اليوم الرابع جاءت الأممُ المتحدةُ وتقدمت بصيغة وحاولت أن تكونَ هذه الصيغة توافقيةً، وللأسف أن أعمالَ العرقلة والإعاقة والتشنج والتطرف من قبل دول العدوان وأدواتها حالَت دون التوصل إلى أيِّ اتفاق أو مخرجات محددة من هذا المؤتمر”.
ولفت الحوثي إلى أن المشاوراتِ انتهت على أمل أن تكونَ هناك مشاوراتٌ لاحقة سيُعلن عنها فيما بعدُ، خَاصَّـةً وأن المبعوثَ الخاصَّ للأمين العام للأمم المتحدة زار عصرَ أمس الأحد نيويورك وسيقدم إحاطةً لمجلس الأمن يوم الأربعاء، ومن ثم يقومُ بجولة إلى المنطقة وإطلاق المشاورات اللاحقة بين المكونات والقوى السياسية الـيَـمَـنية.
من جهته قال يحيى دويد ممثلُ المؤتمر الشعبي العام أن مؤتمر جنيف لا نستطيع القول إنه فشل، ولكن نستطيعُ أن نقول بأنه حقّق الآمالَ والتطلعاتِ والتفاؤلَ الذي كنا نعوِّلُ عليه، “فقد كنا نعول أن كُلَّ الـيَـمَـنيين سيأتون إلى جنيف وهم يحملون معاناة شعبنا الـيَـمَـني العظيم، وبالتالي ستقدم جميعُ الأطراف التنازلات من أجل الحفاظ على مقدرات هذا البلد وعلى دماء أبنائه، ولكن للأسف برغم أننا حاولنا أن نتعامل مع مشاورات جنيف دونَ موقف مسبق أو اشتراطات مسبقة، وحاولنا أن نحرّك المياه الراكدة ونُقدم بعض التنازلات لمصلحة الوطن إلا أننا صُدمنا أن الإخوة من الرياض جاءوا إلى جنيف وليس لديهم هامشٌ للحوار والمناورة وليست لديهم قضية على الإطلاق، وإنما حملوا معهم مجموعةً من الاشتراطات من داخل الرياض.
وزاد دويد بقوله: “نستطيع أن نقولَ أن جنيف حرّكَ المياه الراكدة إلى حد ما، ولكن لم يحقق كُلّ النتائج التي كنا نصبو إليها، آملاً من الله أن موضوعَ الهدنة الدائمة ووقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ خلال الأيام القادمة نتيجة تفهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة”.
وأوضح دويد بقوله: “الحقيقة كان الهدف الرئيس للأمم المتحدة وللدول الراعية ولنا أيضاً هي موضوع الهُدنة، فإذا تحققت الهدنة فهذا مكسب كبير، وفي لقائنا الأخير مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة شدّد على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة عقد الهُدنة في أقرب وقت ممكن، وتحدث صراحةً بأنه سيضمّن ذلك في إحاطته لمجلس الأمن التي سيقدمها الأربعاء القادم، ونأمل أن تتواصلَ جهودُ الجميع في هذا الاتجاه؛ لأن الشعب الـيَـمَـني لم يعد يحتمل هذا الحصار غير المسبوق تأريخياً، وكذا لا يميز ولا يفرق بين اللون السياسي والانتماء لأي طرف، وإنما يستطيع أن نقولَ إنها حرب إبادة على الشعب الـيَـمَـني، ونتمنى أن نسمعَ أخباراً طيبة خلال الأيام القادمة”.
أما محمد الزبيري ممثلُ حزب البعث العربي الاشتراكي في جنيف فأكد أن المؤتمرَ لم يفشل ولكن وضَعَ المدماكَ الأول على طريق الحوار والمفاوضات.
وقال الزبيري في تصريح لـ “صدى المسيرة”: “نعتبرُ مؤتمر جنيف قد حقّق الأهدافَ التي عُقد من أجلها فيما يتعلق بالتشاوُر وتبادل الآراء حول كيف يمكنُ أن يكونَ هذا اللقاء، وأيضاً مَن سيمثل القوى في المستقبل، واستطعنا أن ننتزعَ من خلاله أموراً كثيرة، أولاً أننا حصرنا هؤلاء الأشخاص في زاوية ضيقة، بحيثُ لا يمكن أن يتم الحوارُ معهم مستقبلاً، واستطعنا من خلال هذا اللقاء أن نفهمَ ماذا يدور وماذا تريده السعودية، وكانت تهدف لإفشال هذا اللقاء، ولكن بعَون الله تمكنا من أن نخطوَ الخطوةَ الأولى، ولا يعني هذا أننا لم نحققَ الأهدافَ التي جئنا جنيف من أجلها، بالعكس حقّقنا عدةَ أهداف سياسية، ونحن كنا لا نهدفُ للتشاور بقدر ما كنا نهدفُ إلى أن نبدأَ العملية السياسية”.
وذهَبَ وفدُ أنصار الله والمكونات السياسية إلى “جنيف” وفي جُعبتهم ملفاتٌ كثيرةٌ، ولديهم الكثير مما يقولونه للأمم المتحدة وللضمير العالمي.
صُوَرٌ ومقاطع فيديو موثقة لجرائم العدوان السعودي الأمريكي على الـيَـمَـن قُدّمت للمنظمات الإنسانية والحقوقية هناك في جنيف.
وقبلَ بدء المشاورات وطريقة إدارتها في جنيف ظهَرَت ملامحُ كثيرةٌ للفشل منذُ بدايتها، فوفدُ ما يُسمّى بالحكومة الشرعية والتي يرأسها رياضُ ياسين مصرون على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وبالتوازي مع انعقاد هذه المشاورات رفضت هذه الحكومةُ وبإيعاز من السعودية الطلَبَ الأممي بالهُدنة خلال شهر رمضان، فطائراتُ التحالف ما تزالُ تقصفُ الكثيرَ من المدن والمحافظات الـيَـمَـنية، وفي مقدمتها أمانة العاصمة، مخلفة عدداً من الجرحى والمصابين.
وإضافةً إلى الاستمرار في قصف المدنيين والأسواق والأحياء السكنية في عدد من محافظات الجمهورية تعمّدت الرياض عرقلةَ الوفد الـيَـمَـني المتجه إلى جنيف، حيثُ ظل ساعاتٍ طويلةً في جيبوتي، ولولا تدخُّل عُمان لكان الوفدُ عادَ إلى صنعاء وهو ما تريده الرياض.
وكما هو معروفٌ فقد انطلق وفدُ أنصار الله والمكونات السياسية بعد توضيح من الأمم المتحدة بأن ما يحدُثُ هناك هو مشاوراتٌ بين المكونات السياسية (المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، اللقاء المشترك وشركائه، أنصار الله، الحراك السلمي)، وهذه المكونات كانت على وشَكِ التوصل لاتفاق يُنهي مسألة الفراغ في السلطة في موفمبيك وحسم مسألة المجلس الرئاسي، غير أن العدوانَ السعودي الأمريكي جاء فأفشل كُلَّ شيء وقضى على كُلَّ شيء، وأكد ذلك المبعوث السابق للـيَـمَـن جمال بن عمر.