الأقصى وحيداً أمام صهيوني يعربد بأريحية.. كاميرات مراقبة تكشف أعضاءَ الجسم بديلةٌ للبوابات الإلكترونية المزالة
المسيرة| تقرير| محمد الباشا:
عُرِفَ كيانُ العدو الصهيوني الغاصبُ منذ غرسه في البلاد العربية عام 1948م، ببجاحته وبوجهه السافر أمام الأشهاد من أرجاء العالم، حين يقترفَ جرائمَه وما أكثرَها.. لكن ذلك لا يكون منه إلا حالَ اطمئنانه بأن لا ردودَ فعل تجاه ما يُقدِمُ عليه.
وكما هي عادته أيضاً في المراوغة الخادعة.. يلجأ الكيانُ الصهيوني المزروعُ على أرض فلسطين السليبة، إلى حيل ومخارج أخرى.. ولا يفعل ذلك إلا طلباً لامتصاص غضب عربي إسلامي.. سريعاً ما يخبو هذا الغضب؛ تأثراً بحيلة صهيونية انطلت عليه.
وتواصُلاً للصلف الصهيوني وانتهاكات هذا الكيان المستجدَّة بحق المسجد الأقصى، أكّد متابعون على صلة بالشأن الإلكتروني، أن الكيانَ استبدل السيء بالأسوأ، إذ أن كاميراتِ المراقبة التي شرع كيان الاحتلال بنصبها في محيط المسجد الأقصى وعلى أسوار مدينة القدس التأريخية، تُعَدُّ أخطرَ من البوابات الإلكترونية التي أزالتها سلطات الكيانُ بعد أن لاقت سخطاً فلسطينياً وإسلامياً.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدأت، ظهر الثلاثاء، بتركيب كاميرات مراقبة أعلى سور القدس التأريخي من جهة باب الأسباط.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فإن آليات تابعة للاحتلال تنشغل بتوزيع كاميرات لتركيبها على مقاطع أخرى من سور القدس التأريخي، تحديداً في الجهة الشرقية والجنوبية من المسجد الأقصى.
رفضُ البدائل بشأن الاقصى
وفي السياق، قال نائبُ رئيس حركة “فتح” محمود العالول: إن القيادات الفلسطينية ترفُضُ قرار الاحتلال بتركيب كاميرات ذكية كبديل عن البوابات الالكترونية التي تم ازالتها صباح الثلاثاء عن مداخل الأقصى.
وأضاف العالول إن إزالة الاحتلال للبوابات الالكترونية يشكل تطوراً نتج عن صمود ونضال المقدسيين وموقفهم الحاسم الرافض لهذه الإجراءات التهويدية.
وكانت سلطاتُ الاحتلال قد أزالت في ساعة مبكرة من فجر الثلاثاء، البوابات الإلكترونية من أمام مداخل المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب الناظر (المجلس)، وباب الأسباط، وشرعت بتركيب جسور حديدية قرب بوابات المسجد لحمل كاميرات (ذكية) بديلة للبوابات الإلكترونية التي رفضها وقاومها أهل مدينة القدس ومرجعياتهم الدينية والوطنية.
تزايُدُ عدد الملتحقين بالاعتصام أمام الأقصى
وفي القدس المحتلة، تشهَدُ بوابات المسجد الاقصى المبارك من جهة باب الناظر “المجلس، والحي الافريقي الملاصق به مواجهات وتوتر شديد منع خلالها المواطنون المعتصمون قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال فتيات معتصمات في المكان.
وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية “وفا”، بأن موظفي وحراس المسجد الاقصى، والعشرات من المواطنين، واصلوا اعتصامهم في المكان، في الوقت الذي يزداد فيه عدد الملتحقين بالاعتصام.
وكانت البلدة القديمة، تحديداً في حارتي باب حطة والواد، إضافة الى حيي وادي الجوز والصوانة قرب سور القدس، شهدت مواجهات عنيفة فجر اليوم ضد الاحتلال، أصيب خلالها عدد كبير من الشبان، واعتقل الاحتلال شابًّا من سيارة اسعاف تابعة للهلال الأحمر.
المرجعيات الدينية: الصلوات أمام أبواب الأقصى مستمرة
أكدت المرجعيات الدينية في القدس المحتلة، صباح الثلاثاء، أن الصلوات ستستمر أمام بوابات المسجد الأقصى، وفي شوارع المدينة ومحيطها.
وقالت المرجعيات الدينية في بيان لها إنها “كلفت مديرية الأوقاف الإسلامية في القدس، تقديم تقرير أولي عن الحالة داخل وخارج المسجد الأقصى”.
وأكدت على “وحدة أهلنا في بيت المقدس وفلسطين، وتمسكنا بحقوقنا”، مشددةً على رفضها التام لكل ما قامت به سلطات الاحتلال من تأريخ 14/7/2017، وحتى الآن.
ودعت المرجعيات إلى فتح جميع بوابات المسجد الأقصى، لجميع المصلين بدون استثناء، وبحرية تامة.
الدعوة لمؤتمر عالمي حول القدس
من جهتها، هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أكدت أن كُلّ الإجراءات التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الحرم القدسي، باطلة شرعاً وقانوناً، ولا تستندُ إلى أيّ مبدأ إنساني أو حضاريٍّ، ومن ثَمَّ فإن الأزهر الشريف وباسمِ مليار وسبعمائة مليون مسلم في العالم يرفضُ هذه التصرفات اللامسؤولة والمستفزة، والتي درج الاحتلال على ممارستها، متحدياً كُلّ القرارات الدولية.
وقالت، في بيان الثلاثاء: نعيد التذكير بأن القدسَ الشَّريف والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله كما ورد في القرآن الكريم هو أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الإسلام والمسلمين صلى الله عليه وسلم، وأحد المساجد التي لا تشدُّ الرِّحالُ إلَّا إليها.
فيما قرر الأزهر عقد مؤتمر عالمي عن القدس، أواخر شهر سبتمبر المقبل، لبحث قرارات مهمة بشأن القضية الفلسطينية، يسبقه التواصل مع المؤسسات والهيئات ذات الشأن.
وطالبت الهيئة، الدول العظمى ومنظمة اليونيسكو والهيئات الإسلامية والعالمية ومنظمات حقوق الإنسان، بالقيام بواجبها نحو تحرير بيوت الله في القدسِ وفلسطين وسائر أماكن العبادة في العالم من التحكمِ والسيطرة السياسية والعنصرية، محذرًا العالَم كله من السكوتِ عن هذه الممارسات العدوانية التي تفتح الأبواب من جديد للحروب الدينية، وتهدد سلام العالَم وتأتي على الأخضرِ واليابس.
ودعا الأزهر الشريف، الهيئات العلمية والتعليمية ووزارات الأوقاف في كُلّ بلاد المسلمين، إلى زيادة الاهتمام بقضية القدسِ وفلسطين في المقررات الدراسية والتربوية وخطب الجُمعة في المساجِدِ والبرامج الثقافية والإعلامية.
وأعربت الهيئة، في بيانها، عن تقديرها لتضامنَ الكنائس مع المساجد في الأراضي المُحتلَّة، ورفْعِ الأذان منها، رغم فرض الصمت والحظر على مآذن المساجد، انتصاراً من المسيحين للقيم الروحية ومبدأ حُسْنِ الجِوار والاحترام المتبادل بين المؤمنين بالأديان السماوية.
الاحتلال يعتقل 19 مواطناً فلسطينيا في الضفة.. ومواجهات
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء حملة مداهمة واعتقالات واسعة في صفوف المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية حيث اعتقلت 19 مواطناً ونصبت الحواجز العسكرية على مداخل البلدات في حين، يشهد باب المسجد الاقصى المبارك من جهة باب الناظر “المجلس، والحي الافريقي الملاصق به مواجهات وتوتر شديد عقب محاولة الاحتلال اعتقال فتيات مقدسيات.