سكود "2" ..
بقلم: عبدالرحمن الأهنومي
إدارة الصراع على قاعدة واستراتيجية “المهمة الاستراتيجية الواحدة ، تحقق جملة اهداف استراتيجية في وقت واحد ، وعلى عقيدة تحقيق هدف استراتيجي واحد “قادر على احداث تغيرا جذريا في مسار الصراع”
ملاحظة..إذا لم تقرأ المقال ما بش داعي للايك//.
معلومات للتبسيط
- يتحقق الهدف الاستراتيجي بواسطة القوات المسلحة إما بتحقيق عدة مهام استراتيجية على التوالي أو في وقت واحد ، وبمعنى أخر قد يٌجزئ الهدف الاستراتيجي الى اجزاء كل منها يعتبر مهمة استراتيجية وقد يتحقق الهدف الاستراتيجية مباشرة دون تقسيمه الى مهام كما هو الحال عند استخدام الاسلحة النووية في الحرب الشاملة.
- المهمة الاستراتيجية تؤدي إلى انجاز هدف قد يكون تدمير موقع حيوي للعدو ، او الاستيلاء عليه او استهداف تجمعاته وارباك تحركاته ، ينتج عن هذا تغيرا حادا في الموقف الاستراتيجي في منطقة معينة من مسارح العمليات ، ويمثل مرحلة في سبيل تحقيق الهدف الاستراتيجي.
- في العقيدة العسكرية للجيش اليمني فإن الهدف الاستراتيجي يتحقق إما
. بجملة من المهام الاستراتيجية – التي قد تكون نتاجا لعمل عسكري على أكثر من مسرح عمليات وفي وقت ممتد ، وقد تكون نتاجا لعمل سياسي ودبلوماسي وبتأثير عمل عسكري ميداني-
. وقد يُنجز الهدف الاستراتيجي بتحقيق مهمة استراتيجية واحدة ، ناتجة عن عمل عسكري واحد ، ترافقه ظروف ومواقف معينة تؤهله لإنجاز هذه الهدف الاستراتيجي..
=
بمجرد إطلاق أول صاروخ “سكود” يمني باتجاه السعودية وذلك في تاريخ “06/06/2015” حقق الجيش اليمني مهام استراتجية متعددة
تمثلت
في إدخال سلاح نوعي الى الصراع أولا
واطلاق الصاروخ من مناطق متاخمة للحدود السعودية تشهد ظروفا عسكرية يصعب دبيب النمل فيها ثانيا
ونوعية الهدف الذي تم استهدافه ولأول مرة ثالثا
إثبات فشل العدو الذي زعم تدميره لهذا السلاح رابعا.
هذه المهام الاستراتيجية انجزت هدفا استراتيجيا تمثل في تسديد ضربة انتقامية ضد هدف حيوي “قاعدة خميس مشيط” ، وأحدث خسائر في تجميعات جيش العدو السعودي وتحقيق هذه الاهداف خلق ظروف معينة أو ما تسمى عسكريا “بالظروف المناسبة” لإنجاز الهدف الاستراتيجي ، المتمثل في ايقاف العدوان وهزيمته.
كان يمكن ان يطلق “سكود 2″ باتجاه قاعدة خميس مشيط ، وسكود ثلاثة واربعة الخ ، لكن هذا لا يتسق مع إدارة الصراع أو ما يسمى بـ”مبادئ الإستراتيجية العسكرية” لمن يقود هذه الحرب ، والنابعة من عقيدة حددها السيد عبدالملك الحوثي في ثاني خطاب له بعد العدوان ، والتي تدرجت من مرحلة “إفشال العدو في تحقيق اهدافه” أو ما يسمى بالصبر الاستراتيجي ، الى مرحلة نقل المعركة الى الحدود ، ثم ادحال اسلحة نوعية الى المعركة ، وصولا إلى ضرب هدف حيوي في عمق العدو وبتلك الاهمية التي تمتلكها قاعدة سليل الصاروخية.
فبالنظر الى موقع قاعدة “السليل” الجغرافي ، والى كونها واحدة من قاعدتين فقط تملكها السعودية كقواعد صواريخ استراتيجية ، وبالنظر الى التوقيت الذي تم فيه استهدافها من قبل الجيش اليمني “أي بعد أكثر من ثلاثة اشهر من الحرب السعودية على اليمن” ، بالتحليل الدقيق للظروف السياسية والعسكرية التي يمر بها الصراع ، وكذا الموقف الدولي المصاحب ،
نكون امام مهمة استراتيجية واحدة لم تحقق هدفا استراتيجيا واحدا فقط كما كان يفترض وفقا للعقيدة العسكرية القائمة ، بل حقق اهداف استراتيجية متعددة ليس بمهمة استراتيجية واحدة كما كان يفترض ، بل بعمل عكسري واحد “اطلاق صاروخ سكود” 2 ، كان يفترض به الا يدخل اي تغيير في مسار الصراع كونه استخدم في وقت سابق ، انما بالنظر الى المعطيات التالية المتمثلة
في نوعية الهدف قاعدة صواريخ:
اهميتها تنبع في انها قاعدة لاطلاق الصواريخ البالستية وهي “واحدة من أهم قاعدتين من قواعد الصواريخ الاستراتيجية التي تملكها السعودية”
توقيت اطلاقه جاء بعد اشهر من الحرب على اليمن صاحبها الكثير من المزاعم السعودية زعمت تدمير هذه الصواريخ.
الظروف السياسية والعسكرية المصاحبة والموقف الدولي ايضا وبقراءتها عقب جنيف 1 ندرك اننا لا نملك زمام المبادرة فقط ، بل وبيدنا عنصر المفاجئة ، وبيدنا مسار المعركة ، ولدينا من التوجه الاستراتيجي ما يمكننا من تحقيق اهدافنا نحن ، وليس فقط الحؤل دون الاهداف السعودية..
واضافة الى كل ذلك نملك معجزة متمثلة في قيادة متكاملة ستدرس قدراتها في اشهر الجامعات والمعاهد..