تصريحاتُ سفير واشنطن تكشِفُ أهدافَ تجزئة الحل وإطالة أمَد العدوان
صدى المسيرة| خاص:
جاءت تصريحاتُ السفير الأمريكي لليمن، ماثيو تولر، حول مقترح ولد الشيخ بتسليم ميناء الحديدة، وتلقّي واشنطن لمؤشرات إيجَابية من بعض الأطراف، لتكشفَ علاقةَ الولايات المتحدة بالمقترح المنسوب للأمم المتحدة وعلاقتها بما يسمى “الطرف الثالث”، بالإضَافَة إلى أن تلك التصريحات كشفت كيف أن ما يسمى “مبادرة مجلس النواب” فتحت الطريق أمام التوجه نحو اجتزاء الحلول خلافاً لخارطة الأمم المتحدة المنبثقة عن اتفاق مسقط الذي نص على حل شامل للأزمة اليمنية ووقف العدوان.
ففي مؤتمر صحفي عُقد، أمس الأحد، في الرياض، قال السفير الأمريكي بأن بلادَه تدعم بقوة مقترَحَ ولد الشيخ بخصوص تسليم ميناء الحديدة لطرف ثالث.
وكان السفير الأمريكي أَكْثَـر صراحةً في حديثه عن الطرف الثالث المزعوم عندما قال إنه “يوجد جهازٌ محليّ أمني وإداري يمكنه -بالتعاون مع قوى أُخْرَى- القيام بإدارة الميناء”.
وأمام علم واشنطن بطبيعة الطرف الثالث، تجهَلُ القوى اليمنية بمختلف توجّهاتها هُوية ذلك الطرف، الذي يبدو أن طرفاً أمريكياً جرى إعدادُه خلال فترة العدوان للظهور في الوقت المناسب لمحاولة منْحِ العدوان انتصاراً مجانياً.
ودعا السفيرُ الأمريكي جميع الأطراف إلى “قبول الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة”، وهي مغالطة جديدة، فالقوى الوطنية أعلنت رفضَها لدور ولد الشيخ؛ بسبب انحيازه الواضح، ولم ترفض دور الأمم المتحدة، بل طالبتها بتعيين مبعوث جديد لا تكون لديه ارتباطات بدول العدوان كما هو حال ولد الشيخ.
تصريحاتُ السفير الأمريكي أكدت أن موقفَ الشعب اليمني الذي رفض مبادرةَ البرلمان كان موقفاً صائباً وحاسماً في اتجاه رفض أيّة حلول مجتزَأة لا تتضمن الحلَّ الشامل ووقف العدوان والحصار، فالبند الثاني من مبادرة البرلمان ما هو إلّا صورةٌ أُخْرَى لمقترح ولد الشيخ الذي يتعلق بتسليم ميناء الحديدة ومحافظة الحديدة بكلها، خلافاً لما يتم ترويجُه لتضليل الشعب اليمني باستخدام شعارات كاذبة تتعلق بالحرص على ضمان صرف المرتّبات التي جرى قطعُها أصلاً بنقل البنك المركزي دون أن تتمكنَ الأمم المتحدة من تغيير شيء في هذا الاتجاه.
كما ان الواقع الذي تعيشه اليمن في ظل العدوان، والفرز الحاصل بين معسكر العدوان ومعسكر الشعب الرافض لذلك العدوان، يؤكد أن فرضية وجود طرف ثالث محايد غير موجودة ولا منطقية، فهذا الطرف لا يعرف اليمنيون هُويته، ويحظى بقبول أمريكي مسبَق رغم أن الولايات المتحدة طرفٌ واضحٌ في العدوان.