محميّة الناصريين
عباس السيد
حضورُ الناصريين وتأثيرُهم في الشارع اليمني يتلاشى منذ عقود، مع أن تأريخ نشاطهم السياسي في اليمن يعود إلى عهد المملكة المتوكلية اليمنية.
وبالتوازي مع هذا الانحسار، تلاشت المبادئ التي طالما تغنوا بها، وانحرفوا عنها 180 درجة. وتحولوا من ناصريين إلى ناصبيين.
نسَوا القومية والتقدمية والوَحدة والاشْترَاكية والرجعية والإمبريالية والاستعمار والصهيونية ووجّهوا المعركة نحو الحوثيين وإيرَان وحزب الله.
مثلَ النباتات النادرة، يتواجد الناصريون في مناطقَ وقرىً محدودة.. يبدو أن حاجة السلطة لهم، جعلها تبقي على هذا التواجد تواجدهم المحدود في بعض القرى، واعتبرتها بمثابة محميات سياسية أَوْ حزبية للناصريين، على غرار المحميات الطبيعية؛ كي لا ينقرضوا.
التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الذي ظهر “رسمياً” قبل 26 عامًا هو بمثابة هيئة لإدَارَة المحميات الناصرية بمشاركة ممثلين لقوى سياسية أُخْرَى بأقنعة ناصرية.
ففي الانتخابات الأَخيرة لاختيار أمين عام للتنظيم، كان رَجُلُ علي محسن في التنظيم منافِساً قويًّا لعبدالله نعمان الذي خدمته جغرافيا المحميات الناصرية.
ومثلما لعلي محسن رجالُه في محمية الناصريين، لحميد الأحمر أَيْضاً أسهمٌ ورجالٌ في المحمية، وبدرجة رؤساء دوائر.
وحين بدأ العدوان على اليمن في مارس 2015، كانت المحمياتُ اليمنية ضمن أَهْدَافه وأطماعه، فسقطت محميةُ الناصريين بأيدي الغزاة قبل عامَين من سقوط من سقوط محمية سقطرى الطبيعية.
حتى الآن، لا يعترفُ الناصريون بوجود عدوان أَوْ احتلَال. وكل ما يحدُثُ من خراب وقتل ودمار منذ أَكْثَر من عامين، هو بالنسبة لهم عملٌ شرعي مبرر.
هذا ما تعتقده قياداتُهم وكثيرٌ من نُشطائهم. وحين تقرأ أو تسمع مواقفهم، تشعُرُ بالحيرة، هل أنت أَمَـام شخص غبي، معتوه، مريض، مرتزق، عميل..!!
كبيرهم عبدالله نعمان الذي يصف نفسه بـ “محامي الشعب اليمني” يدعو إلى تزويد “الجيش الوطني” بسلاح مكافئ للأسلحة التي تستخدمها قواتُ “صالح والحوثي”.
كي يتم الحسم العسكري، كما قال.
ما هي الأسلحة المتطورة لدى قوات صالح والحوثيين؟!.
ما يكونش نعمان يعتقد أنه البوارج والطائرات تعمل لتغطية “الحوافيش”.!. الله اعلم.
قيادي ناصري آخر، يصفونه بالمفكر السياسي، يرى أن التحالفَ والشرعية يمتلكون أوراقاً كثيرةً، لكنهم لا يجيدون استغلالها.!.
ما هي هذه الأوراق، وما الذي لم تجرّبه قوى العدوان بعدُ؟!. الجواب لدى المفكر السياسي.
بينما يؤكّد صحفي ناصري أنه لن يتردّد عن انتقاد القوات الإماراتية أَوْ السودانية أَوْ السعوديّة “إذَا اتضح له أنها تتصرف كقوات احتلَال”.
حتى الآن لم يرَ صاحبنا شيئاً!.