السيد نصرالله: الحل السياسي في اليمن ممكنٌ لكن هناك من يريد إذلال الآخرين، والمطلوب صرخة عربية إسلامية عالمية لوقف العدوان
صدى المسيرة| خاص:
رغم أهميّة الذكرى التي يتحدَّثُ عنها الأمين العام لحزب الله السيدُ حسن نصر الله وكثرة القضايا الحادثة في أكثر من قُطر عربي وإسلامي، والمؤامرات التي تواجهها المنطقة برُمِّتها من قبل أعدائها، إلا أن الوضع الذي تعاني منه اليمن ظلَّ ضمن أولويات سيد المقامة الذي جَزَمَ أن اليمنَ يعيشُ مأساة إنْسَانية هائلة؛ بسبب الحرب والحصار اللذين يقف وراءهما السعودية وأميركا.
في الاحتفال المركزي الذي أقامه حزبُ الله بالذكرى السنوية الحادية عشرة للانتصار عام 2006 في بلدة الخيام بجنوب لبنان، اعتبر السيد نصرالله أن الحل السياسي في اليمن ممكنٌ لكن هناك من يريد إذلال الآخرين.
وقال الأمينُ العام لحزب الله في خطابه مساء أمس: أنه يجبُ وقفُ الحرب وفك الحصار عن اليمن والذهاب نحو حل سياسي وهو ممكن، لكن هناك من يريد إذلال الآخرين، قائلاً: “أجل ايقاف الكارثة الإنْسَانية في اليمن يجب ان يطالب العالم كله امريكا والسعودية بوقف العدوان”.
وإذ نبّهَ أن المطلوبَ صرخة عربية واسلامية وعالمية لوقف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.. انتقد “كُلّ الساكتين في العالم عما يجري في اليمن”، معتبراً بأنهم يتحملون مسؤولية أبشع عدوان على هذا البلد.
وعن الذكرى المحتفى بها، كان بدأ السيد نصر الله خطابه بالحديث عن خصوصية المكان الذي أقيم فيه الاحتفال، وقال “سهل الخيام شهد الانجاز الميداني الكبير الذي هو جزء من مجموعة الانجازات الميدانية التي شكلت المعركة وحسمت نتيجتها”، وأضاف “سهل الخيام ينسب لبلدة الخيام وهي بلدة العلم والجهاد والمقاومة والصمود والعيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين”.
وأَكَّدَ أمين حزب الله، أن كُلَّ مَن راهن اليوم على سحق المقاومة من خلال ضرب محورها خابت آماله، مُشيراً في الجانب الإسرائيلي إلى أن أي قوات برية إسرائيلية ستدخل إلى لبنان ستلحق بها الهزيمة.
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن المقاومة تزداد قوة وكل من راهن على سحقها خابت آماله، وميزةُ هذه المقاومة أنها وضعت أهدافاً وطنية نصب أعينها.
وأردف قائلاً: أي قوات إسرائيلية ستدخل لا ينتظرها سهل الخيام ووادي الحجير كما في العام 2006 بل مضروبا بالمئات. معتبراً أنه سيلحق عار أشد بالإسرائيليين من الذي لحق بهم في العام 2006، “القصة ليست في العدد ولا الدبابات لكن القصة في الثبات وقلة من الرجال قاتلت رغم كثافة الغارات الجوية”.
واعتبر السيدُ نصر الله أنه “لو لم يكن لدينا مقاومة جدية تقاتل في الميدان إضافة إلى الصمود السياسي لما أمكن تحقيق الانتصار، وفي كُلّ وقت يتحدث فيه الإسرائيلي عن تعاظم قدرة حزب الله هو يعترف فيه بهزيمة العدو في عام 2006.
وأضاف الأمين العام أن إسرائيل هي الأكثر حزنا جراء الانتصار في جرود عرسال وفليطة، وإسرائيل وأمريكا تبكيان جراء فشل الجماعات الإرهابية في سوريا، والإسرائيلي وصل اليوم إلى الحضيض وشعبنا وصل إلى قمة القوة النفسية.
وحول الأمونيا في كيان الاحتلال، رأى السيد نصر الله أن “قرار إخلاء إسرائيل حاويات الأمونيا في حيفا يعكس خوفها من قوة المقاومة واحترامها لأنها قوية”، وكشف أن “الصهاينة يدرسون بدائل وخيارات لإخلاء الأمونيا وبعد مناقشات طويلة ومحاكمات حكمت المحكمة بإخلاء هذه الحاويات في ايلول”، واستدرك بالقول “بعد الامونيا أيضاً هناك ديمونا وهو أخطر وعلى العدو أن يعالج هذا الأمر أيضاً”.
وفي سياق آخر، رأى نصر الله أن “العدو يلجأ إلى اساليب أخرى غير العسكرية وهو ضغط الإدارة الأميركية على حزب الله والحكومة والشعب اللبناني وأصدقاء حزب الله وداعميه”، ولفت إلى حديث ترامب عن أن أميركا والحكومة اللبنانية تشتركان في محاربة الارهاب بينهما “داعش” وحزب الله، وقال “(ترامب) لا يعلم أن حزب الله موجود في الحكومة وجزء من الحكومة”، وأكد أن “الادارة الاميركية لن تستطيع المس بقدرة المقاومة وتعاظم قوة المقاومة في لبنان”.
ورداً على قول ترامب بأن “حزب الله قوة هدامة وخطرة”، قال السيد حسن “نعم حزب الله قوة هدامة ومدمرة وخطيرة على المشروع “الإسرائيلي” كان ولازال وهو من دمر وهدم مشروع “إسرائيل الكبرى” في عام 2000″، وأضاف “حزب الله قوة هدامة ومدمرة على مشاريعكم وهو اسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد”، وتابع “حزب الله قوة هدامة ومدمرة واسقط المشروع “الإسرائيلي” عام 2006 وكما فعلت المقاومة الفلسطينية ايضاً”، مشدداً على أن “حزب الله هو قوة خير وحماية”،
وتطرقاً للمعركة المنتظرة لتحرير بقية الجرود، قال نصر الله “نحن ننتظر قرار الجيش اللبناني الذي سوف يعطي الوقت ببدء المعركة ضد “داعش” لتحرير بقية الجرود”، متمنياً أن “لا يضع أحد مدى زمنياً للجيش بالحسم وأن لا يضع أحد مقايسات بين المعارك الحاصلة ونحن ذاهبون إلى معركة وطنية فيها دم شباب”، وطمأن أنه “سنكون أمام انتصار حاسم جديد والمسألة هي مسألة وقت والتعاطي بروح وطنية وإنْسَانية”.
وفيما أعلن أنه “خلال ايام سوف يخرج بقية المسلحين من جرود عرسال إلى سوريا بعد التسهيلات التي قدمتها الدولة السورية”، جدد التأكيد أنه “بمجرد أن يدخل الجيش ويستلم المواقع نحن سوف نخليها”.
وبينما كشف السيد نصر الله أن “إسرائيل” وأميركا حريصتان على انتصار الجماعات المسلحة في سوريا ويدعمانها خصوصاً في الجنوب السوري”، لفت إلى أن “إسرائيل” خائبة من الانتصارات وما يجري في سوريا وخائبة من الجماعات المسلحة التي تعول عليها وهي حريصة على انتصار “داعش” و”النصرة” في سوريا”، وشدد على أن “داعش” لن تجد من يدافع عنها في العالم بعد كُلّ المجازر التي ارتكبتها”، وأكد أن “المعارضة المسلحة أمامَ خسائر والمعارضة ضعيفة ودول الخليج تسحب يدها”.
وحولَ العلاقة مع سوريا، وفيما دعا بعض السياسيين لوضع حساباتهم الشخصية والنكايات جانباً؛ لأن سوريا هي جارتنا الوحيدة”. قال “بحكم الجغرافيا والتاريخ فإن مصالح لبنان مع سوريا أكبر بكثير من مصالح سوريا مع لبنان وبأغلب الملفات لبنان محتاج للحديث مع سوريا”، وأضاف “مصلحة لبنان أن تكون الحدود مع سوريا مفتوحة وأن يتفاهم لبنان مع سوريا في المشاريع الزراعية وكذلك ستفتح الحدود مع العراق والأردن وهناك صادرات لإخراجها عبر سوريا”، وتابع “في الموضوع الأمني نحن محتاجون للحديث مع سوريا وكذلك حول معامل الكهرباء في الشمال”.