قائدُ الثورة السيد عبدالملك الحوثي: العدو لن يقبلَ أصحابَ المبادرات إلا أن يستسلموا، واستهداف الجبهة الداخلية بإثارة النزاعات وإبراز اهتمامات ثانوية لإشغال الشعب عن مواجهة العدوان
صدى المسيرة| خاص:
حَثَّ قائد الثورة، السيدُ عبدالملك بدر الدين الحوثي، حكماءَ اليمن بأن يكون لهم دورٌ متميز حتى لا تستأثر القوى السياسية وقياداتها بأمر البلد، مؤكداً أنه “حقٌّ طبيعي للجميع أن يكون لهم دور في التصدي للعدوان، والحفاظ على الوحدة الداخلية”.
وَفي خطابه المتلفز الذي ألقاه أمام حشد من حكماء وعقلاء اليمن قال السيد عبدالملك الحوثي: إن الصمود الشعبي كان له قيمته في إفشال الكثير من مخططات الأعداء.
وعن الدور المنوط بعقلاء وحكماء اليمن أوضح السيدُ أنَّ دورَهم هو إعانة الدولة للقيام بواجبها، ومن يعطل فعلى الجميع ردعه كائناً من كان، قائلاً “نحن نأبى إلا أن يكون لحكماء وعقلاء اليمن دورهم وأن ينهضوا بالمسؤولية”.
وإذ أشار إلى أن بعضَ القوى السياسية لم تتفاعل مع الدور المسؤول والمطلوب لمواجهة العدوان.. كشف أن خطة العدوان الجديدة لها مسارات عسكرية يتزامن معها مسار استهداف الجبهة من الداخل.
وأردف بالقول: “كنا ندرك أن التصدي للعدوان موقفٌ يحتاج إلى جهود مستمرة من الجميع لمنع تفكيك الجبهة الداخلية”.
وفيما حذر السيد بأن قوى العدوان تحرص على خطة جديدة للخروج من إخفاقاتها، قال نحن على أعتاب مرحلة خطيرة، وقوى العدوان قد ملّت وكلّت نتيجة إخفاقاتها على كل صعيد.
وعن استهداف الجبهة من الداخل قال السيد بأنه يأتي بإثارة النزاعات الداخلية وإبراز اهتمامات ثانوية لإشغال الشعب عن مواجهة العدوان.. وقال “هناك أنشطة كبيرة تستهدف ضرب الداخل من خلال اختراق المكونات من قبل العدو وشراء ولاءات منتسبيها بما يجعلها تتماهى مع عناوين جانبية ثانوية على حساب عنوان التصدي للعدوان.
وعرّى السيد بعض القوى بأن ما تقوم به من نشاط مكثف لتجميد الجبهة الداخلية لتبقى الجبهات فارغة حتى يتمكن العدو من اقتحامها، معتبراً أن المشبوهين في بعض المكونات يعملون لتذليل الصعوبات أمام العدو لتنفيذ أهدافه.
وقَرَع السيدُ مسامِعَ جميع القوى حين قال بأن لا حيادَ في معركة تنتهي باحتلال اليمن، الحياد هنا يعني التنصل من المسؤولية.
وعن حضور أنصار الله في مؤسسات الدولة أوضح السيد القائد أنه يجري تلبيس على الناس بأن الهيكل الإداري للدولة هم من أنصار الله فقط.، مضيفاً “إني أقول بكل ثقة إن أنصار الله هم أقل الناس حضورا في مؤسسات الدولة لا تصل نسبتهم إلى واحد في المائة من مجموع الهيكل الإداري للدولة” “.
وفيما تحدّث السيد أن التصدي للعدوان أخذ جهودَ ومجهودَ أنصار الله لأن البلد “يواجه خطرا عظيما”، اعتبر أنه يجري تلبيس على الناس بأن الهيكل الإداري للدولة هم من أنصار الله فقط، عَــدَّ أنصار الله “مسؤولين إلى جانب الآخرين في تحمل المسؤولية في تسيير شؤون الدولة”، موضحاً في السياق عينه أنه “من الغبن أن يُحمَّل أنصار الله وحدهم فقط مسؤولية الاختلالات في الدولة”.
وعن الأجهزة الرقابية التي اعتبرها السيد مجمدة وفاشلة وضعيفة ولا تؤدي دورها، أكد أنها بحاجة إلى تصحيح، لافتاً إلى أن البعض لا يريد ذلك، بل يريد الأجهزة الرقابية مشلولة دون أي فعالية، ويرمي به الحفاة والذين يواجهون المعتدين في الجبهات، وتابع “قلنا من قبل المرحلة ليست انتخابات، وإنما اقتحامات”.
وتوعّد السيد القائد الفاسدين في أجهزة الدولة بالمحاسبة قائلاً ”لست رجل مواعظ، أنا رجل قول وفعل، وسأقف إلى جانبكم لإرغام الآخرين للقبول بتصحيح الأجهزة الرقابية وأن يُحاسب كل فاسد أيا كان”.
وفيما يتصل بالدور المطلوب لمواجهة الفساد، أكد السيد أنه “لا حماية لأحد سواءً من أنصار الله أو من غيرهم، ولن نقبل أن يحتميَ أحد بالمؤتمر”.
ونادى السيد بتصحيح وضع القضاء لمحاسبة الخونة، جازماً بأن “هناك مَن يُكبل القضاء ويمنع إجراء أي تصحيح والبعض يتيح للخونة أن يذهبوا للرياض ويقف في صف العدوان ومعه ظهر في صنعاء لا أحد يحاسبه ولا يحاكمه.. لماذا؟”، متسائلاً “آلاف مؤلفة من هذا البلد هل دماؤهم مستباحة حتى لا يحاسب الخونة”
وإذ نوّه بأن العدو لن يقبَلَ أصحاب المبادرات إلا أن يستسلموا، نفى المزاعم التي تكال لأنصار الله بأنهم أهل حرب بالقول: “كنا على الدوام نمد أيدينا للسلام المشرف وليس للاستسلام. نحن رجال إسلام وسلام لا رجال استسلام، لأن الاستسلام ليس له رجال، وإنما له دجاج”.. مضيفاً في سياق الرد على المزاعم “لسنا وحوشاً، وإنما رجال تضحيات، ومستعدون للتضحية حتى آخر رأس، وهذا رأس عبدالملك بدرالدين الحوثي حاضر أن يقدمه في سبيل الله وفداء لهذا البلد وفداء لهذا الشعب”.
وفي ختام خطابه أملَ قائدُ الثورة أن تتمكن الحكومة بمساعدة عقلاء وحكماء اليمن من تسليم ما تستطيعه من المرتبات قبل حلول عيد الأضحى المبارك.