إنكسارُ زحفَين لمرتزقة جيش العدو السعوديّ في ميدي وَعسير، ومصرع 4 جنود سعوديّين قنصاً ومصرعُ عشرات المرتزقة
صدى المسيرة| يحيى الشامي:
العملياتُ العسكرية في جبهات ما وراء الحدود متصاعدةٌ وفق مسارَيها المعتادَين، الأول وهو الأكثر نشاطاً والأبرز حضوراً والمتمثل في العمليات القتالية الهجومية، والثاني وهو مسار التصَدّي لمحاولات قوات العدو السعوديّ ومرتزقته اختراقَ خطوط وتحصينات الجيش اليمني واللجان الشعبية والذي تشهد تصعيداً متفاوتاً بين فترة وأُخْرَى، وفق عوامل من بينها توفر المرتزقة والمقاتلين المأجورين، وآخر هذه العمليات هجوم مرتزقة الجيش السعوديّ على أحد الجبال المحاذية لمنفذ علب الحدودي ويُعرف بجبل سبطل وهو جبل ينتهي سفحُه ببداية وادي الثعبان، وتحدث مصدر عسكري شارك في التصَدّي للزحف بوقوع أعداد كبيرة من القتلى والمصابين في صفوف المرتزقة، مضيفاً أن الزحف ورغم شراسته إلّا أنه لم ينجح في التقدم نحو الجبل، وانكسر فور تصَدّي المقاتلين اليمنيين له بالقُرب من الجبل.
ويأتي هجوم المرتزقة في محور عسير بعد تحشيد كبير استمر التحضير له منذ أشهر، في محاولة من العدو السعوديّ لإحداث خرق في الجبهة الحدودية، المصدر أكد أن العملية أشرف عليها ضباط سعوديّون وساندها طيران العدوان بسلسلة غارات مكثفة استهدفت مواقع مفترضة للجيش واللجان الشعبية وخطوط إمداد في عمق الأراضي اليمنية باتجاه مديرية باقم.
وكانت وسائل إعلام سعوديّة نشرت أسماء عدد من الجنود السعوديّين قالت إنهم قُتلوا في الأراضي الجنوبية للمملكة, هذه أسماء البعض منهم (الملازم أول عبدالملك الشتوي، الرئيس رقباء علي بن سعيد الشدوي الغامدي، محمد علي عمير مشيخي).
العملية الثانية خلال الأربع وعشرين ساعة في محور صحراء ميدي، حيث شنّ مرتزقة البشير هجوماً واسعاً على شمال الصحراء، وقد أكد مصدر ميداني لصدى المسيرة مصرع تسعة من مرتزقة الجيش السوداني بينهم ضابطان، بالإضَافَة إلى عشرات المرتزقة اليمنيين، مضيفاً أن العشرات أُصيبوا في العملية بجراح متفاوتة، ووفق المصدر فالخسائر ناجمة عن هجمات مرتدة وقصف صاروخي ومدفعي استهدف مجاميع المرتزقة مساء الخميس.
ولاحقاً عاودت قوات المرتزقة السودانيين بمشاركة مرتزقة يمنيين هجوماً، ووفقاً للمصدر فقد استمر الهجوم من منتصف الليل وحتى صباح السبت، وشهد مشاركة كبيرة وفاعلة لسلاح الطيران بأنواعه الثلاثة: الأباتشي والحربي والاستطلاع، وبرغم كثافة الطيران وشراسة الزحف بأعداد آلياته الكبيرة فإن قوات المرتزقة انكسرت وتكبدت الخسائر دون تحقيق تقدُّمٍ ميداني يُذكر.
وكان المصدر في حديثه لصدى المسيرة أشار إلى أن قادةً وضبّاطاً من الجيش السعوديّ أشرفوا على الهجوم وإدارة النيران، وذكر المصدر أن المرتزقة أصيبوا بحالة انهيار معنوي ناتج عن مراوحة المعارك مكانها منذ عام وأكثر، وتزايد عدد قتلاهم، ما استدعى تدخُّل قيادات سعوديّة لإدارة الهجوم ورفع معنويات المرتزقة، وهو ما لم يُغيّر شيئاً من واقع الميدان في ميدي، سوى تزايد أرقام الخسائر اللاحقة بعتاد الجيش السعوديّ وأعداد الهلكى من المرتزقة.
ومن بين مَن عُرفت هُوياتهم من القتلى السودانيين الأسماء التالية (الرائد السوداني/ عبدالرحيم طه، المرتزق السوداني/ آدم أحمد حسين).
على صعيد متصل، بلغ عدد العمليات العسكرية التي نفّذتها وحدات قتالية من الجيش واللجان الشعبية، خلال أيام تقدَّر بأقل من أُسبُوع، الخمسَ عشرة عملية متنوّعة، مُستثنى منها عمليات القصف الصاروخي والضرب المدفعي التي تدك على مدار الساعة مواقع ومعسكرات وتجمعات جيش العدو السعوديّ ومرتزقته في العُمق أَوْ على تخوم الحد الشمالي، العمليات توزعت على كامل الجبهات وخطوط النار ومحاور القتال على امتدادها من جيزان وعسير ونجران، وتنوّعت بين اقتحامات وكمائن وعمليات قنص.
ففي الوقت الذي يواصل الإعلام الحربي توزيعَ مشاهدَ جديدة خَاصَّة بهذه العمليات، بلغ عدد الآليات العسكرية السعوديّة التي دمرها المقاتلون اليمنيون سبع آليات، معظمها جرى إحراقها في العملية النوعية التي شهدها موقع طلعة رجلا إلى الشرق من نجران، وروى مصدر عسكري لصدى المسيرة جانباً عن العملية، مؤكداً أنها باغتت دورية للجيش السعوديّ تُقل عدداً من الجنود السعوديّين على متن عدد من الآليات العسكرية المتنوّعة من بينها جرافة عسكرية مدرعة تعمل على شق طرق جديدة صوب مواقع حرس الحدود، وتحدث المصدرُ عن إحراق ثلاث آليات، بالإضَافَة إلى الجرافة، بينما لاذت البقية بالفرار بعد أن حملت جثث القتلى والمصابين، وقد أظهرت مشاهد الاعلام الحربي تفاصيلَ أكثر عن العملية، حيث بدا المقاتلون في المكان وهو طريق صحراوي يربط بين موقع مركَز عسكري وبين الموقع الجبلي طلعة رجلا، ويظهر أن وحدة قتالية قوامها لا يزيد عن الأربعة أشخاص هم من نفذوا الكمين، بينما تكفلت وحدة هندسة الدروع بتفجير بقية الآليات التي تُرِكَت في الموقع بعد أن وضعت يدَها على ما فيها من أسلحة وذخائر يبدو أنها كانت في طريقها إلى موقع الجنود السعوديّين.
ومع أن عدد القتلى السعوديّين لم يُعرف بالتحديد، إلا أن المصدر أكد أنهم لن يقلوا عن خمسة، وكانت وسائل إعلام سعوديّة نشرت أسماء ثلاثة جنود سعوديّين ذكرت أنهم قُتلوا في الحد الجنوبي للمملكة.
وفي وقت سابق أعلنت وحدة الهندسة تفجير آلية تابعة للمنافقين في منطقة خليقا، مضيفة أن الآلية كانت محملةً بمرتزقة يمنيين يقاتلون إلى جانب الجيش السعوديّ، وقد قتلوا جميعاً في الكمين، بالإضَافَة إلى تفجير كاسحة ألغام في العملية ذاتها.
ولاحقاً أعلنت وحدةٌ من القوة الصاروخية في جبهة الربوعة بعسير تدمير دبّابة سعوديّة إثر استهدافها بصاروخ موجّه أصابها بشكل مباشر.
كما أن عددَ الآليات العسكرية المُدمرة لا يشمل عدداً من الآليات أصيبت باستهدافها من قبل المدفعيّة اليمنية كانت متجمّعةً مع عدد من الجنود السعوديّين خلف معسكر الطويلة.
وأعلنت وحدة القناصة قنصَ ستة جنود، اثنان من المرتزقة في موقعَي الطلعة ورشاحة، وأربعة من حرس الحدود السعوديّ غرب موقع الفواز وفي مرتفعات رجلا واثنان من الجنود السعوديّين في موقع على جبل الدخان جرى قتلهم خلال الثلاثة الأيام الأخيرة.
وفي ميدي استهدفت مدفعيةُ الجيش واللجان الشعبية تجمعاتٍ للمنافقين شمال الصحراء، حيث تتواجد عشرات المواقعِ والمخيمات العسكرية التي ينصُبُها الجيش السعوديّ لمرتزقته، محاولاً الدفع بهم إلى آخر نقطة حدود من منطقة الموسم المقابلة لصحراء ميدي جهة الشمال، وغالباً ما تستهدف الصاروخية اليمنية والمدفعية هذه التجمعات موقعةً في صفوف المرتزقة خسائرَ كبيرةً في العديد والعتاد، وشاركت الصاروخية في قصفها خلال الأيام القليلة الماضية بعدد من صواريخ زلزال 1 وَ2 محلية الصنع.