ناطقُ أنصار الله: ذهبنا إلى ظهران الجنوب ومعنا المؤتمرُ من أجل وقف العدوان وكانت السهامُ تطعنُنا من الخلف وتتهمُنا بالخيانة والتفريط
صدى المسيرة| خاص:
كشف محمد عبدالسلام – الناطقُ الرسميُّ لأنصار الله ورئيسُ الوفد المفاوض، عن كواليس مفاوضات الوفد الوطني بمؤتمر جنيف والكويت ومسقط، في مساعيَ حثيثةٍ لوقف العدوان، حيث كانت آخر الجلسات في دولة الكويت بحضور السفير الأمريكي ماثيو تولر وَسفراء الدول الـ18 التي وُضِعَ فيها الوفد الوطني أمام خيارين، إما الدخول في صفقة تتمثل بتوقيع الاتفاقيات المطروحة لصالح العدوان، وإما الحصار الاقتصادي ونقل البنك ومنع الإيرادات وإغلاق مطار صنعاء، مضيفاً أن السفيرَ الأمريكيَّ قال هذا الكلام بالحرف الواحد وفي حضور الجميع، ما دفعنا للرد عليه بأن اقض ما أنت قاضٍ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا، لن نستسلم أبداً مهما كان.
وأضاف عبدالسلام، في كلمته أمس خلال لقاء السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالمشاركين في مؤتمر حكماء وعقلاء اليمن المنعقِد بالعاشر من رمضان الفائت، بأن المبعوث إسماعيل ولد الشيخ أخبرهم خلال عملية المفاوضات بأنهم لو وقّعوا ورقة يقبلون فيها بقرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن فإن الحرب ستنتهي، مشيراً إلى أنهم ناقشوا مع الحلفاء بعد ذلك كيف يتم الإعْلَان عن وقف الحرب دون أن يكون هناك حل، ثم اتفقوا بعد ذلك إلى إصدار ما يسمى بمبادرة “مسقط” السبع النقاط وفي أولها الالتزام بقرارات مجلس الأمن، لكنهم لم يكتفوا بذلك، مبيناً أنها جاءت إليهم سفيرة الاتحاد الأوروبي والأشقاء في سلطنة عمان وأخبروهم بأن الطرفَ الآخرَ في الرياض وعلى رأسهم المملكة السعوديّة ترفض ذلك إلا ببيان موقَّع، وبعد استشارة القيادة التي لم تمانع طالما وهناك جلسة أُخْرَى للحوار والسلام، قبل أن يقوموا بإرسال رسالة رسمية في 3 أكتوبر 2015م إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وإلى سفراء الدول 18 بما فيهم دول الخليج بأنهم موافقون على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216 ومستعدون للحوار.
ولفت ناطق أنصار الله، إلى أنه ورغم تعثر المفاوضات لم يتوقفوا عن بذل الجهود والبحث عن السلام وطرق كُلّ الأبواب رغم إدراكهم بأن مشروع الحرب ليست له علاقة بهذه المبادرات، منوهاً إلى أنهم حاولوا قطع كُلّ الذرائع التي تتهم أنصار الله بعدم البحث عن السلام، وكل ما يؤدي إلى وقف العدوان، وقاموا بفتح علاقات مباشرة مع السعوديّة حتى وصلوا إلى تواصل مباشر مع القيادة السعوديّة والتي تم إخبارها بأن قرارهم وطني ومستقل وما يتم تخويفُهم به من إيرَان سببُه قوىً سياسية تريد أن تستمر الحرب ولها مصلحة مادية وعسكرية في استمرارها، مشيراً إلى أن اللقاءات المباشرة بحضور وفد المؤتمر الشعبي العام أثمرت عن تفاهمات على مرحلتين: المرحلة الأولى يتوقف فيها وقف الغارات الجوية على المحافظات الشمالية ويتم أيضاً تبادل الأسرى وكذلك تبادل الجثامين، وفعلاً فعلنا، وللأسف لم تتوقف الغارات، ولكن مع ذلك صبرنا وكانوا يتعللون ويتعذرون أن هناك أخطاءً أَوْ لديهم احداثيات أَوْ ما شابه ذلك.
وأوضح عبدالسلام، أنهم حاولوا التهدئة وقاموا بالذهاب برفقة حلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي العام، في سبع لجان، منها شخصيات اجتماعية معروفة إلى منطقة ظهران الجنوب، وتم التوقيع على 7 اتفاقيات في المحافظات المشتعلة “شبوة والجوف وحجّة ومأرب وتعز”، مضيفاً أنهم وأثناء ما كانوا يقومون بالمفاوضات في ظهران الجنوب من أجل التوصل لتهدئة ووقف الحرب كانت السهام تطعنهم من الخلف وتتهمهم بالخيانة والتفريط “وأننا بعنا الوطن وما إلى ذلك، رغم القول المتكرر بانه يجب أن يفتح أنصار الله علاقة مباشرة مع السعوديّة لإيجاد الحلول”!.
وقال ناطق أنصار الله، بأن الوفدَ الوطني ظل ولا يزال متمسكاً بالثوابت الأدنى لشعبه ولجمهوره ولتضحياته ولمعاناته ولا يريد الحرب مطلقاً وليس له منها أية مصلحة، وكان حريصاً على الدوام لإيجاد حل يُرضي الجميعَ، وقد حفظوا للسعوديّة ماء الوجه وذهبوا إليها وقدموا تنازلاتٍ كبيرةً ووقّعوا على قرارات مجلس الأمن وأعلنوا التزامَهم بقرار 2216، ثم اتضح فيما بعدُ أن الحلَّ بيد أمريكا فإذا اتجهت هي نحو الحل فإنه سيأتي.
وفيما يلي تنشر “صدى المسيرة” نص الكلمة:
لا زالت المخاوفُ التي توجد لدى الأشقاء في المملكة العربية السعوديّة من ثورة 21 سبتمبر، وللأسف في شهر مارس من ذات العام اندلعت الحربُ، وبعدين شهرين فقط خرجت أنا والأستاذ رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصمّاد وأعضاء المجلس السياسي لأنصار الله إلى مسقط والقينا بالوزير المسؤول للشؤون الخارجية في عمان وطرحنا أننا مع السلام ونريد الحوارَ، وأن السيد جمال بن عمر أعلنها صراحةً في مجلس الأمن أن أزمة سياسية كانت موجودةً وأن الحل كان قاب قوسين أَوْ أدنى لولا أن الحربَ جاءت فخلطت الأوراق..
ثم التقينا بالمبعوث الجديد إسماعيل ولد الشيخ أحمد وذهبنا إلى روسيا وعرضنا أن تتوقف الحرب وأن نعود إلى السلام والحوار وفقاً لما كان قائماً في موفمبيك، بعد ذلك اتفقنا أن تذهب المكونات السياسية إلى مؤتمر جنيف الأول في شهر 6 من العام 2015 وذهب الوفد من صنعاءَ إلى جيبوتي إلى القاهرة إلى جنيف وأنتم تعلمون كم تمت عرقلتهم، ثم اجتمعوا أُسبُوعاً، وكان الطرح من قبل العدوان أن تعلنوا الموافَقة الرسمية على القرار 2216 ثم ما بعد ذلك ينتهي، وفقط وضع أُسبُوع ثم انتهت ثم عُدنا للاجتماع في مسقط نحن والحلفاء لمناقشة ما هو سبب فشل جنيف 1.
قال لنا المبعوث إسماعيل: لو وقعتم ورقةً تقبلون فيها بقرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن فإن الحرب ستنتهي.. ثم ناقشنا كيف نعلن بدون أن يكون هناك حل، وناقشنا هذا نحن والحلفاء، ثم اتفقنا بعد ذلك أن نصدرَ ما يسمى بمبادرة مسقط السبع النقاط وفي أولها التزام بقرارات مجلس الأمن لم يكتفوا بذلك، جاءت إلينا سفيرة الاتحاد الأوروبي والأشقاء في سلطنة عمان قالوا إن الطرف الآخر في الرياض وعلى رأسهم المملكة السعوديّة ترفض ذلك إلا ببيان موقّع واستشرنا القيادة وقالت لا مانع طالما هناك جلسة أُخْرَى للحوار والسلام، فليتم وبعثت رسالة رسمية في 3 أكتوبر 2015م إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وإلى سفراء الدول 18 بما فيهم دول الخليج أننا موافقون على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216 ومستعدون للحوار، بعدها جاءت الهدنة وفي نهاية العام كما تعلمون حصلت تهدئة أَوْ هُدنة من قبل الأمم المتحدة خرج الوفد الوطني وتذكرون أنني في مؤتمر صحفي في صنعاء كيف قدمت تفاؤلاً ينبئ عن صدق نوايانا نحو الحل وكنت أسوّق أن الحل قاب قوسين بناءً على ما لدينا وقلنا قد وقّعنا ورقة والتزمنا بقرارات مجلس الأمن فماذا يريد ذلك بعد.
ذهبنا إلى قرية اسمها بيل في سويسرا وأدى ذلك أن يكون اجتماعنا لأُسبُوع كان السفير الأمريكي حاضراً، قلنا: ماذا تريدون؟، أوقفوا الحرب وفكوا الحصار وتعالوا نتحاور، الحل قائم من يكون ومن يبقى، قالوا: لا نريد أن تفرجوا عن أسرانا فقط بلا أسرانا نحن، ونريد أن تقدموا مساعداتٍ لبعض المناطق واختلقوا لنا الحُجَج وتذكرون أننا في اليوم الأول أَوْ الثاني عندما التزمنا نحن بالتهدئة حصل الزحفُ الكبيرُ على صحراء الجوف وسقطت كثيرٌ من المناطق، وهذا ما يؤكّد أنهم لم يكونوا جادين في السلام.
وقلنا هذا أمام المبعوث وسفراء الدول، ولكن للأسف لم يلتزموا على الإطلاق، وأنتم شهود معي في هذه التواريخ التي أذكرها.
اجتمعنا وقلنا لا مشكلة لتعود التهدئة ولو أن الطرف الآخر قد تقدم في ظل إعْلَان من الجميع، قالوا كانت الجبهة لا علم لنا وليس لنا أي خبر، جاء السفير الأمريكي في نهاية شهر ديسمبر أي في نهاية العام وقال لا تجديدَ لهذا الأُسبُوع، رغم أن السلطات السويسرية قالت يمكن أن تجددَ لما فيه مصلحة اليمنيين، وكانت الوفود اليمنية وبالذات الوفد الوطني والأمم المتحدة موافقة، لكن السفير الأمريكي قال: انتهى فأمامنا عيد الميلاد ولا يمكن أن نبقى.
استمرت الحرب وعُدنا إلى مسقط لم يتوقف جهدُنا أَوْ بحثنا عن السلام، طرقنا مختلف الأبواب والجهات الدولية رغم إدراكنا أن مشروعَ الحرب ليست لها علاقة بهذه المبادرات، ثم قيل لنا يا أنصارَ الله الحربُ بسببكم أنتم، لو تفتحون العلاقات المباشرة مع السعوديّة، هي تتهمكم بالعمالة لإيرَان وتقول إن لكم سلاحاً مكدساً بالحدود، لو تتفقون أنتم والسعوديّة لانتهت الحرب، بل كانت إعْلَانات تقول إن الحوار الحقيقي هو إنما هو مع الجانب السعوديّ.
وفعلاً فعلنا ذلك وطرقنا الأبوابَ حتى وصلنا إلى تواصُل مباشر مع القيادة السعوديّة، قلنا: ماذا تريدون منا، قرارُنا وطني ومستقل، وما يتم تخويفكم به من إيرَان هي قوى سياسية تريد أن تستمر الحرب ولها مصلحة مادية وعسكرية في الاستمرار، وكانت القيادة متابعة بدقة لأن نزيل هذه الشبهة، فلربما يكون هذا الطرح صحيحاً، واتفقنا على تفاهمات على مرحلتين: المرحلة الأولى يتم فيها وقف الغارات الجوية على المحافظات الشمالية ويتم أيضاً تبادل الأسرى وكذلك تبادل الجثامين وفعلاً فعلنا وللأسف لم تتوقف الغارات، ولكن مع ذلك صبرنا وكانوا يتعللون ويتعذرون أن هناك أخطاء أَوْ لديهم إحداثيات أَوْ ما شابه ذلك، تبادلنا، أخرجنا أكثر من 200 أسير من أبناء الجيش واللجان الشعبية، البعض منهم كانوا قد حُسِبُوا شهداء وتبادلنا المئات من الجثامين وحاولنا تهدئة الوضع، ثم ذهبنا نحن وحلفاؤنا في حزب المؤتمر الشعبي العام في سبع لجان، منها شخصيات اجتماعية معروفة إلى منطقة ظهران الجنوب ووقّعنا 7 اتفاقيات في المحافظات المشتعلة في شبوة والجوف وحجّة ومأرب وتعز، وقلنا لنبدأ الحوار السياسي إذا توقفت الحرب، وتعلمون في هذه المرحلة كانت السهام تطعننا من الخلف، تتهمنا بالخيانة والتفريط وأننا بعنا الوطن وما إلى ذلك، رغم القول المتكرر أنه يجب أن تفتحوا أنتم يا أنصار الله وتحلوا مشكلتكم مع السعوديّة.
كَانت هذه التفاهمات أسّست لان يكون هناك اتفاق أَوْ مشاورات في الكويت، ذهبنا إلى الكويت، وكان موقفنا أن يتم أولاً الإيفاء بالتعهدات ووقف الغارات بشكل صحيح، ولكن فرض علينا من بعض الأصدقاء والأشقاء وبعض الذين لديهم رؤية أننا إذا ذهبنا إلى الكويت ستتوقف الغارات والحرب، وصلنا إلى الكويت وطرحنا في أول جلسة أن لا نقاش إلا بعد وقف الغارات، وضغطنا لمدة أربعة أيام ودخلنا إلى أمير دولة الكويت وقال بأنه سيبذل جهودَه مع السعوديّين وقلنا لعل ذلك، وتوقفوا لأُسبُوع واحد فقط وتعلمون أنه خلالَ هذه التهدئة ارتكبت مجزرة مستبأ في سوق سقط فيها أكثر من 100 شهيد وقصف الجبل الأسود في مُخَطّط كان يعد كما في المشاورات السابقة في أيام جنيف أن يصلَ المرتزقة والمنافقون من الجوف إلى الجبل الأسود فيتم تقطيع هذه المناطق، حاولنا في كُلّ المشاورات التي تمت في الكويت أن نصلَ إلى نتيجة.
كانت الخلاصة خمسة أشهر، كُلّ ما طرح علينا أن تستسلموا، ولكن بلغة أُخْرَى سلّموا للموجودين في مأرب ثم سنأتي للحل السياسي، قالوا سلّموا وانسحبوا واعترفوا بالشرعية، ثم بعد ذلك اذهبوا للحوار السياسي، تعرفون خطورة هذا لو ذهبنا لحل أمني وعسكري فقط، فالحل السياسي سيرحَّل وسينتهي، ولكن قلنا لا وكان هذا موقفُ الوفد الوطني بالإجماع أن الحل يجب أن يكون شاملاً، سياسياً بما فيه الرئاسة والحكومة، وَأن يكون أمنياً، ولا مانعَ لدينا من أن يكون عسكرياً، بل قدمنا تنازُلاً أكبر، تعالوا لنتفق على حل إطار شامل، ثم ضعوا الخطوات الأولى مخاوفكم أنتم، ضعوا الترتيبات الأمنية قبل السياسية، لكن لا نوقّع على اتفاق واتفاق آخر لا نوقّع عليه، آخر الجلسات كانت مع السفير الأمريكي والسفراء الدول الـ18 وقال: أمامكم الآن صفقة إما أن توقّعوها، وإما الحصار الاقتصادي، سننقل البنك وسنمنع الإيرادات، وسنغلق مطار صنعاء. وقالها بالحرف الواحد، وفي حضور الجميع قلنا له: اقض ما أنت قاضٍ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا، لن نستسلم أبداً مهما كان.
إننا ونحن كنا في المشاورات ورغم حرصنا على السلام كنا ننظرُ بالعين الأُخْرَى حجم التضحيات والشهداء وما كنا نطلب تعسفاً، مَن هو الذي يريد الحرب ونحن في طليعة هذا الشعب مَن يقدم التضحيات، لكن مثلما قال السيد القائد نريد حلاً يحفَظُ بالحد الأدنى الحقوق.
بعد ذلك قدّموا لنا في آخر الأيام مشروعاً أمنياً وعسكرياً “انسحبوا وسلّموا السلاح ثم بعد ذلك حوار بعد شهرين وبعد أن تعود الحكومة”، قلنا لهم أيها الإخوة إن هذه الشرعية ما استطاعت أن تقدم نموذجاً في عدن، ليس بسلطتها مطار ولا ميناء ولا اتصال ولا شاطئ ولا جزيرة، وأنتم تعلمون، يذبحون ويذبحون ويقتلون وينكّلون، كيف ستستلمون هذه المناطق، لم يقدموا نموذجاً واحداً، هل تريدون أن نسلّم لكم وأنتم ما استطعت تقدموا نموذجاً في مناطق استلمتموها وتسمونها شرعية، هذا غير مقبول، ثم كيف يكون هذا الحل ليس مبنياً على حل كامل يزيل الالتباس المتمثل في الحل السياسي، لم يكن لنا مطلب، وهذه محاضر موقّعة واتفاقات معلنة، وهذا شيء معلوم ومعروف بالضرورة، لكن قالوا: لا، وقّعوا على اتفاق عسكري، انسحبوا وسلّموا السلاح وسلّموا حتى لما قلنا لمَن قالوا للشرعية الموجودة في مأرب.
ما لم يحققوه بالحرب، أرادوا أن يفرضوه علينا بالحوار، بعد ذلك ذهبنا إلى مسقط للعودة وحوصر الوفد الوطني 3 أشهر لم تتوقف جهودنا، وفعلاً تحقق ما قال السفير ونحن في مسقط، فنقل البنك وأغلق مطار صنعاء بالجُملة، وشدد من الحوالات والصرافة التي كان يتمتعُ بها الشعب اليمني كأقلّ حق بقي له منذ بدء الحصار.
ثم بعد ذلك بعد انتهاء هذه الفترة جاء إلينا المبعوث إلى مسقط ورفضنا أن نقابلَه إلا بعد الإيفاء بالتعهدات، فتقدمت سلطنة عُمان وهي مشكورة ولديها لدينا أيادٍ مأجورة بأن نحرص على السلام وَأن تستقبل الخطة، فالمبعوث يقول لديه خطة شاملة كما تدعون، حرصنا أن تكونَ سلطنة عمان في الصورة، وبعد جهد جهيد عُدنا إلا صنعاء، وبعدها بأُسبُوع جاء المبعوث وسلّمَنا رؤية ما تسمى بالخطة الأممية الشاملة وقال هذه خارطة طريق إذا وقّعتم عليها انتهت الحرب ولنبدأ وكان يقول هذا طرحكم بالكويت إذا قمتم بهذا انتهت المشكلة، قلنا لا بأس تشاورنا نحن والوفد الوطني مع المجلس السياسي الأعلى وكان السيد القائد يؤكد منذُ تشكيل المجلس السياسي الأعلى بالتشاور المطلق والوفد الوطني كما تعلمون هو مكون من الجميع فصدر منا بيان تحفّظ على بعض نقاط الخارطة ثم بعد ذلك بأُسبُوع طلبتنا سلطنة عمان عبرَ الوزير المسؤول أن نذهبَ إلى مسقط لنلتقيَ ببعض الدول الكبرى لمناقشة الخطة، وهناك ذهبنا والتقينا في مسقط بمجموعة من الدول وعلى رأسهم الدولة الكبرى التي تدعَمُ العدوان وقلنا لعمان: أنتم الوسطاء فأما هؤلاء فطرف قالوا نعم، وجاءت سلطنة عمان باعثةً برسالة إلى القيادات اليمنية أن تطلبَ منها أن نقبل أننا إذا وقّعنا على الخارطة فالطرف الآخر يقول أنتم تكذبون لا تريدون الحل لكن إذا وقّعتم ورقة قبلتم فيها بالخارطة وفقَ التزامين الذي طرحه الطرف الآخر فلن تكونَ هناك حجة بعد ذلك لاستمرار الحرب، وفعلنا وقّعنا الورقة وقّعتها أنا وزميلين الأخ عارف الزوكا، وبعدُ سلمناها لسلطنة عمان، وقلنا لعل الفرجَ أن يحصل ورغم ما في هذه الخارطة من ارهاصات كبيرة، ولكن قلنا على الأقل هذا أصبح شاملاً له ما لنا وعليه ما علينا، بعد ذلك عُدنا إلى صنعاء وذهبنا وقد انهينا كُلّ ما لديهم من طالب بدأ من قرارات مجلس الأمن ثم الحوار المباشر مع السعوديّة ثم التوقيع على خارطة الطريق ثم ماذا يريدون بعد.
جئنا وإذا بالمبعوث ليس قادراً أن يتجاوز هذه الازمة وأصبحت تحَرّكاته أنه يأتي إلى صنعاء قبل جلسة مجلس الأمن بيومين ليذهب ليقول للعالم لقد التقيت بكل الأطراف والسلام في اليمن قريب ويعمل بعض المداهنات فقرر رئيس المجلس السياسي الأعلى في جلسة العاشر من رمضان بحضوركم أيها الشرفاء أن نقاطع إسماعيل ولد الشيخ فحضوره وعدمه سواء ولم يعد منه فائدة.
فلبينا النداء ورحبنا بهذه الدعوة وها هو الآن موقوف في زاوية حرجة، مع هذا ما توقفت تواصلاتنا ولا نصائحنا إلى السفراء إلى المعنيين إلى سلطنة عمان إلى كُلّ الأطراف إذا كنتم تريدون السلام فإنا حاضرون لكن ما هو الذي يريدون النموذج الأخر الموجود في عدن وهذا ما لا يقبله أحد.
قدمتم لنا نموذجاً لا يقبله الشعب، ليست مشكلتنا نحن، تريدون حلاً فليأتِ حلٌّ يرضي الجميعَ وقد حفظنا لهم ماء الوجه وذهبنا إلى السعوديّة، وقد قدّمنا تنازلاتٍ كبيرةً ووقعنا على قرارات مجلس الأمن وكنتم تسمعونهم يقولون في القنوات: الحل أن تعلنوا التزامكم بقرار 2216، ثم الحل أن الآن أمريكا إذا اتجهت نحو الحل فإنه سيأتي الحل لم يحصل الحل ومع هذا نؤكّد لكم نحن في الوفد الوطني أننا متمسكون بالثوابت الأدنى لشعبنا ولجمهورنا ولتضحياتنا ولمعاناتنا لا نريد الحرب مطلقاً وليست لنا منها أية مصلحة هذا ما أحببنا ايجازه لكم أيه الآباء من المشايخ والعقلاء والعلماء والشرفاء ونشكركم على الحضور واعذرونا على التقصير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.