هل عادت روح الثورة، بخطاب السيد القائد !؟
بقلم: بلال محمد الحكيم
شخصياً كنت أعرف انها لا تزال باقية، وعبرت عن ذلك أمام كل من أعرفهم أو التقي بهم، ممن تثاءب أو تشاءم من تأخر تنفيذ الخيارات الثورية، قلت لهم بأنه سيكون من الكافي خطابا واحدا من السيد “عبد الملك بدر الدين الحوثي” لتعود مشتعلة ونقية كما كانت أول مرة، وها هو قد تحقق الخطاب، وعادت الروح، وسيعود الأمل الكبير.
لي تقديرات ليست خاصة بالطبع ولكن من منطلق التقدير المتوازي والموضوعي مع ما يترجم من بطولات وصمود في المعارك الشرسة وفي الواقع المعيشي الصعب والقاسي، إذ كيف يكون كل ما سمعناه وشاهدناه بأم اعيننا وعشناه من تضحيات ومن عجائب القصص في خوض التحدي ومواجهة الهجمة العالمية الشاملة والعنيفة ثم في الصبر والتحمل ورصانة الموقف، ثم وفي مقابل ذلك يقال أو يُعتقد بأن النفوس قد فترت أو أن المسار قد تاه وضل طريقه!!.
السيد قائد الثورة يقول في خطابه الاخير وأمام جمع من حكماء اليمن: ” أنا لست واعض أنا رجل قول وفعل”، يقولها وهو كما يبدو ممتعضا من الجميع ممن وجه لهم خطابات سابقة وتوصيات ونقاط ولم يعيروها الاهتمام أو ينفذوا عليها برنامجا للعمل، يقولها أيضا لمن تساهل من تحذيراته وتنبيهاته من الفسدة والمتلاعبين، أنكم تضنوني لست سوى خطيب وواعظ أو داعية اسلامي تلفزيوني، قال أيضا في ذات السياق ” رأسي فدا للوطن وللشعب” يقصد من وراء كل ذلك انكم فيما لو استمريتم في تقاعسكم وتساهلكم ستجدونني قد باشرت بالتنفيذ المباشر.
السيد يعرف وكما هو واضح من خطابه أن الجميع بات ينظر اليه باعتباره القائد وان الكلمة الفصل بعد كل هذه الاحداث والحروب وما قدمه الشعب اليمني تحت راية وتوجيه هذه القيادة، انها تفويض كامل للمضي في الخيارات الثورية بدون أي تردد أو مراعاة لأي اعتبارات من شانها التأخير في تنفيذ تطلعات الشعب المظلوم.
والاهم من كل ذلك ان السيد القائد قد ازال الكثير من الالتباسات التي كان يظن البعض أن حركة وقيادة أنصار الله قد تورطوا فيما يناقض أدبياتهم وتاريخهم، من ذلك الاعتقاد بدخول انصار الله في مبادرات او تنازلات استسلامية وانهزامية حين قال ” لا حياد في معركة تنتهي باحتلال اليمن …. الحياد يعني التنصل من المسؤولية” وقال ” نحن نمد ايدينا للسلام المشرف وليس للاستسلام ” وفي ذلك تطمين وتوضيح بأن النهج ثابت وانه لن يتبدل بعد كل هذه التضحيات وبعد كل هذا الصمود والذي من الطبيعي ان تكون نهاية ذلك الانتصار وليس الاستسلام، الثبات الى اخر المشوار مع العدو إن صعد قام الشعب اليمني ليصد تصعيده ويضرب حشوده ويدمر ترتيباته.
وكما هو عادة خطاباته، في توازي الحديث عن الجبهة الخارجية في مواجهة العدو وفي الحديث عن جبهة الداخل ومشاكل الداخل والاختلالات والتأزمات، ولكن هذه المرة بوتيرة اعلى يتحدث عن ضرورة التعجيل في تفعيل مؤسسات الدولة، وبالأخص مؤسسة القضاء في تطهيره من العملاء ومن المعرقلين لتنفيذ الاحكام العادلة وفي تطوير الاداء ايضا للأجهزة الرقابية، وقال في هذا السياق عبارات قوية وصارمة ” اخلسوا ظهره، ان كان الفاسد من انصار الله اخلسوا ظهره”، هنا في هذه العبارة تتجلى صورة القائد الشجاع والشهم والماضي في مساره بثبات، في عدم قبول اي غطاء للفاسد أو المتساهل أو العميل الخائن .
وجه رسالته أيضا للشركاء ممن يتعمدون الطعن في الظهر قائلا لهم أنتم في مؤسسات الدولة ونحن لا نمثل واحد في المئة من موظفيكم واداريكم ومسؤوليكم، أما في الجبهات وفي من يقاتل الغزو والعدوان الخارجي فاذهبوا الى مقابر الشهداء وانظروا بأنفسكم من هم والى اي الانتماءات ينتمون، لتعرفوا باننا لسنا عشاق مناصب وليس منا من يتسلق على تضحيات الشعب وعلى مبادئه ونضالاته، وان المبادرات لن تفيد مع هكذا عدو، لان هكذا عدو لن يقبل الا بالاستسلام والتنازل والخنوع؛ تحية لهذا القائد الهمام وتحية لأصالة طبعه ولنقاء سجيته ولروحه الوثابة دوما التي بعثت فينا روح الثورة من جديد وروح النشاط والعمل والبذل والتضحية.