إسقاطُ المؤامرة
صدى المسيرة| إبراهيم السراجي:
أثبتت الوقائعُ والحقائقُ والتحوُّلُ الإعلامي للعدوان في أحد الجوانب، أن قواتِ الجيش واللجان الشعبية كشفت المؤامرة التي كان يعد لها العدوان لاستهداف العاصمة صنعاء عسكرياً وأمنياً، فالأمرُ لم يكن مجرد هواجسَ حول “نظرية المؤامرة” وليست مجرد شعور بوجودها، بل إدراك ملموس لخطواتها، فدول العدوان التي أثبتت أنها دول إجْرَام، أضافت لنفسها صفة “الغباء المطلق” عندما قامت بشن غارات متزامنة على كُلّ النقاط الأمنية الواقعة على مداخل العاصمة صنعاء في ظلام الليل.
سقط جزء من المؤامرة ويجري إسقاط فصولها الأخرى أيضاً وتتبع خيوطها، فالتعزيزات الكبيرة للمرتزقة المزودة بالعتاد والسلاح إلى نهم استقبلها صاروخ باليستي من طراز زلزال3 محلي الصنع أصاب هدفة بدقة عالية، وكانت الحرائق التي استمرت إلى الليل، شاهدة على طبيعة الاستقبال، أما في الساحل الغربي فالعين عن تحَرّكات العدوان، وتصريحاته بإرسال ألويةٍ من المرتزقة، في وقت تكثف طائراته بكل أنواعها “إف 16- أباتشي- استطلاع” طلعاتها الجوية على امتداد الساحل وبشكل خاصة فوق مديرية الخوخة.
أما في حجة، فأحزمةٌ ناسفة، ومواد متفجرة، بحوزة 4 أشخاص، وقعوا في قبضة الأمن واللجان الشعبية، هناك وجدت محادثات “مشفرة” وعبارات “مصرحة” تكشف اشتياق هؤلاء ومن يقف وراءهم، لدخول “جنة واشنطن” وهم يعبّرون عن جاهزيتهم لإراقة دماء اليمنيين في صنعاء، غير أن الطريقَ إلى العاصمة أمام الإجْرَاميين محفوف بـ “مخاطر” يقظة القوات الأمنية واللجان الشعبية.
إعلامياً، تشابهت الشاشات الفضائية وصفحات الصحف، ومساحات الفوضى بالمواقع الالكترونية ومواقع التواصل، من الرياض إلى أبوظبي إلى فنادق الإصْلَاح وأوكار القاعدة كلها تتفقُ على أن ثمة فرصةً في صنعاء، بإمكانها حفظ ماء وجه 17 دولة مرغ أبناء الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية أنوفها في جبال وصحارى وسواحل اليمن، كُلّ هذا كان يحدث فيما “الشريك” يتجاهل أَوْ يعجبه ما يحدث.
هذا ما كان ظاهراً وبعضه جرى إظهارُه رغماً عن العدو بكشف بعض تحَرّكاته، أما ما لم يظهر للناس، فقد تولت اللجان الثورية والقبائل اليمنية القضاء عليه دون إثارة القلق لدى المواطنين، فكانت أول فصول قلب الطاولة على رأس العدوان بنصب خيام الانتباه والاستعداد والتعبئة في الصباحة وشارع الرسول الأعظم وبني الحارث وهمدان وغيرها، وفيما كانت ترفع سقوف الخيام كانت تسقط آمال العدو.
وما إن بدا لدول العدوان أنه جرى ضبطُ مؤامرتها “متلبسة” بمحاولة يائسة حتى عاد إعلامها لنقطة متأخرة، بعدَ ما كانت مندفعةً بشكل كبير لدرجة أنها شعرت أن قواتِها باتت في ميدان السبعين.
أحدُ أبرز نشطاء مؤيدي العدوان، يُدعى “حزام عاصم” ممن يحتفظُ لنفسه بخط يزعج زملاءَه من المرتزقة من خلال ما عُرف عنه بأن لديه جانباً من المصداقية في نقل أخبار الجبهات، خصوصاً عندما يشطَحُ إعلام المرتزقة باختلاق انتصارات وهمية يضطر إلى نفيها، كان الأكثر صراحةً في إعلان أن اللجان الشعبية تمكنت من إفشال مُخَطّط دُرِسَ بعناية في الرياض وأبوظبي لإسقاط صنعاء.
وكتب عاصم في صفحته بموقع الفيسبوك “من زعل يزعل.. الحوثيين نجحوا نجاحاً كبيراً في افشال مُخَطّط كان مدروساً ومعدا له إعداداً كاملاً.. والمُخَطّط كان من الرياض إلى دبي إلى مأرب.. تحت مسمى الدخول إلى صنعاء من الباب الثامن” انتهى كلامه. لم يكن كلام ناشط العدوان دليلاً لليمنيين على وجود مؤامرة، فمن أفشلها أدرى بها لكن ذلك يؤخذ من باب “شهادة الأَعْدَاء”.
ومن موقع الاطلاع والقيادة والدراية بخفايا الأُمُوْر، تحدث الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام لقناة الميادين عقب مجزرة العدوان في أرحب وغاراته المتزامنة على النقاط الأمنية بمداخل العاصمة، موضحاً علاقة الغارات بانتكاسة العدوان لسقوط فصل من فصول مؤامرته. وقال عبدالسلام “هم يستهدفوننا لأننا أسقطنا مشروعَهم التآمري”، مضيفاً أن مجزرة أرحب “تؤكد المؤامرة التي يتعرضُ لها اليمن وعاصمته”، وتؤكد أيضاً -حسب ناطق أنصار الله- أن الجميع مستهدَفٌ في اليمن، وهناك من يسعى إلى تفريقهم. ولأن للمؤامرة فصول أخرى يجب إسقاطها، أكد عبدالسلام أنه “يجب أن تتحَرّك نحو التعبئة لوقف العدوان ونحن على أبواب النصر”.