فتنة الخميس وقى اللهُ شرَّها!
علي المحطوري
إلى علي عبدالله صالح مع حفظ الألقاب.
يكتُبُ إليك شخصٌ ظلَّ في سجونك قُرابةَ ستِّ سنوات، ولا يحملُ لك غِلًّا، رغم اختلافه معك توجهاً.
واسمع مني.. وإن كنتَ لا تعرفُني شخصيًّا.
فصديقُك مَن صَدَقَك لا مَن صَدّقك.
بينك وبين أنصار الله حروبُ ست..
وقبل ذلك وبعد سلّطت على البيئة اليمنية جحافلَ الوهابية تجتاحُ ديارَ الزيدية والشافعية أخطر مما يقومُ به الآن طيرانُ العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي.
وتلك الحروبُ الست حاول أنصارُ الله تناسيَها، ومَدّوا لك يدَ الشراكة لمواجَهة عدوان يهدد اليمنَ ويهدد الجميع.
وأنت وقّعت اتفاقَ الشراكة وذهبتَ للعمل نقيضها، بقطع بطائق حزبية مطلقاً برنامج انتخابات، ولم تُشارك مع الناس للتصدي لما يقومُ به العدو من اقتحامات.
أعجبُ من الأمر أنك بادرت “بالسلام” مع العدو، فيما شعاراتُك لمحازبيك “مرتبات وملازم ومليشيا”، وهي تنتهي بالضرورة إلى صدام داخلي لستَ مضطراً إلى تفجيره لا مبدئياً ولا مصلحياً ولا حزبياً ولا وطنياً، وليس في ذلك عقل ولا حكمة.
يا علي عبدالله صالح احذر الداهيةَ فيك أن يقودَك إلى داهية. واللئيمَ فيك أن يطغى على ما ينبغي أن تكونَ عليه من مقابلة الوفاء بالوفاء.
لقد أشركَك أنصارُ الله معهم في إدارة شؤون الدولة وبينك وبينهم حروبٌ ودم، فلماذا تقابلُهم بالسخرية منهم ومن ملازمهم وتطعَنُ في اللجان الشعبية وتصفُها بالمليشيا، وترفع شعارَ المرتبات شرطاً للمشاركة في الجبهات، وتحرِّضُ محازبيك أن يتبندقوا ضدَّ أنصار الله على عصبية عمياء وبدون مرتبات!
تذكّر أنك رئيسٌ أسبق- وأنت حالياً زعيمَ حزب، فلا تجعلَنَّ لموتورين فاشلين من عيال الفيسبوك أن يحتلوا لديك مقامَ فلان وفلان من رجالات المؤتمر الذين بهم قام واشتهر.
يا علي عبدالله صالح، زمن كنت تفتعلُ فيه المشاكل ثم ترسل وسطاءَ وتدفع الديات وتشتري الذممَ ذهب وولّى.
والآن انظُر من حولك، لقد أثرت مشكلةً كادت تودي إلى فتنة، ولم تجدْ مَن تطلب منه أن يتوسَّط لك سوى رجل من خارج اليمن اسمه السيد نصر الله.
وأقول لك شيئاً من التأريخ:
كان عثمان بن عفان ضعيفَ الشخصية أمام أحد مقربيه وهو مروان بن الحَكَم، وفي كُلّ مرة يقع فيها بن عفان في أزمة يستنجد بالإمام علي عليه السلام ليُخرِجَه من ورطته، وفي ذات مرة قال الإمام عليٌّ عليه السلامُ شاكياً من عدم تجاوُب عثمان بن عفان لنصائح الصادقين: “والله لقد دفعتُ عنه حتى خشيتَ أن أكون آثماً”.
فانظر إلى أمرك، ولا تغامِرْ بما بقي لك بعدُ من فضل موقع أنك رئيسٌ أسبق، ولن يكونَ السيد نصر الله ولا غيرُه مستعداً لأن يخرجَك من كُلّ ورطة تقعُ فيها.
وختاماً، فالشراكة لها استحقاقاتٌ، والتنصُّلُ منها لها تداعيات.
وفتنةُ الخميس وقى الله شرها، ودابرها عندك إن لم تقطعه قطعَك.
فانظر مصلحتك أين هي؟، وما قدرتُه لنفسك، فعليك أن تتحمَّلَ عواقبَ ما قدرت.
اللهم اشهد، اللهم إنِّي بلغت.