صحيفة “فيلت” الألمانية: الحربُ على اليمن أَكْبَر خطأ ارتكبته السعوديّة وتحالفُها أصيب بالشلل العسكري منذ عامين
صدى المسيرة| خاص:
رأت صحيفة “فيلت” الألمانية أن العدوانَ السعوديّ الأمريكي على اليمن خطأٌ عسكري ليس له مثيلٌ في العالم، علاوة على تسببه بأزمة إنسانية مروعة، لافتةً في ذات الوقت إلى خطاب أنصار الله الديني الذي وصفته بأنه كان “منضبطاً”، مقارنة بالتعبئة الطائفية للأطراف الأُخْرَى على رأسها السعوديّة.
وتناولت الصحيفة الألمانية في تقرير مطوّل سلسلةً من الأحداث السابقة واللاحقة لفترة العدوان على اليمن، حيث أشارت إلى أنه وعقب ثورة 2011 كانت السعوديّة لا تريدُ أن “تكون هناك ديمقراطية شعبية مستقرة في اليمن. وأرادت الإبقاء على حليفها هادي في السلطة. ولذلك استمرت الأَزْمَة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد”.
وأضافت الصحيفة أن أنصار الله استطاعوا قيادةَ الغضَب الشعبي والإطاحة بالفار هادي، مضيفةً أنه وكي يحصل الأخير على الدعم قامت السعوديّة بإنشاء تحالف مكون من 12 دولة بدعم أمريكي بشن حرب على اليمن، غير أن هذا التحالفَ اصطدم بالمقاتلين اليمنيين بعدَ ما ظن أن سيطرته على عدن فتحت له أبوابَ اليمن، مضيفةً أن “المعارك في المناطق الجبلية في وسط اليمن أثبتت أن دولَ التحالف خاسرة إلى أبعد حد”.
وأشارت الصحيفةُ إلى أنه وإضافة للخسارة العسكرية في تضاريس اليمن “اتضح لدول التحالف السعوديّ أن شعبية هادي وحكومته في اليمن أقل مما كان متوقعاً”.
أمام هذه الهزائم والخيبات، تقول الصحيفة إن السعوديّة دفعت الفار هادي للتحالف مع الانفصاليين في الجنوب وتم “التعاقُدُ مع 1800 من المرتزقة من أمريكا اللاتينية، معظمهم من كولومبيا”.
على الرغم من التحالفات التي صنعتها السعوديّة واستقدام المرتزقة، تقول الصحيفة إنه ظهر منذ البادي أن “حجم ميزانية التدخل العسكري كارثية”. موضحة أنه وفي وقت مبكر من الحرب كانت قوات الجيش واللجان الشعبية قد تمكنت من “من تدمير 200 دبابة أمريكية حديثة جداً، وإسقاط عشر طائرات هليكوبتر وخمس طائرات مقاتلة وتم إلحاقُ أضرار بالغة بثلاث سفن حربية”. وتضيف الصحيفة أنه “وحتى وقت سابق، فقد التحالف العسكري بقيادة السعوديّة أَكْثَر من 550 جندياً وأَكْثَر من اثني عشر ألف مرتزق”.
وأكدت الصحيفة أن “التحالف السعوديّ أصيب بالشلل منذ عامين ولم يحدث أي تغيير في خطوط المواجهة. فالمعارك في تعز مستمرة. ومن فترة لأُخْرَى يدير المرتزقة ظهورهم للمعارك بسبب عدم صرف مرتباتهم”.
كما تؤكد الصحيفة أن تنظيم القاعدة مشارِك في القتال بصفوف التحالف السعوديّ والمرتزقة، مشيرةً إلى أن “العلاقة بين حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة تكاد تكون تكافلية”، مضيفة أنه فيما كان تنظيم القاعدة يسيطر على مدينة المكلا عاصمة حضرموت إلا أنه سلّمها للقوات الإماراتية والمقاتلين التابعين لها دون قتال.
بالمقابل، ترى الصحيفة أن خطابَ أنصار الله الديني كان الأَكْثَر انضباطاً، وأن “الجماعة استطاعت ان تلف حولها قاعدة جماهيرية كبيرةً من كُلّ التيارات الدينية وليس الطائفة الزيدية فقط”.
من جانب آخر، تقول الصحيفة إن التدخُّلَ السعوديّ في اليمن “ليس فقط غلطة لا مثيلَ لها”، فعلاوة على تسبّبه بكارثة في اليمن فإنه أدّى لتأسيس “حركة أحرار نجران” والتي فيها توحّد أفراد القبائل شمال الحدود اليمنية وفي جنوب السعوديّة، وهو ما يمثل خطراً كبيراً على المملكة.