بين مجازر اليمن وفلسطين.. ومجازر ميانمار: الظلم واحد والمظلومية واحدة!
متابعات| مقالات| توفيق حسن علوية*
بينَ مجازر اليمن والبحرين والحجاز وفلسطين وسورية ولبنان وليبيا والبوسنة وغيرها ومجازر مينامار: الظلم واحد والمظلومية واحدة.
لقد قيلَ الكثير حول مجازر النظام البورمي بحق الروهينجا المسلمة في مينامار، فمنهم من يقول: إن كُلّ وحشية شاهدناها في الإعلام هي بعين ذاتها حصلت وتحققت.
ومنهم من يقول إن المجازر التي شوهدت عبر الاعلام مبالغ فيها كَثيراً، إذ أنها مؤامرة سعودية أمريكية لعدة أَهْدَاف، منها مضايقة الصين، وإظهار مظلوميات أعظم وأَكْبَر من مظلوميات اليمن وسوريا وفلسطين وغيرها، وللتغطية على انكسار المشروع السعوأمريكي في سورية.
ومنها أن حصول المجازر انما هو بسبب التكفيريين الذين انتدبتهم السعودية لزعزعة الأمن والاستقرار ونشر الكراهية في تلك البلاد، ومنها غير ذلك.
ولكن مع كُلّ الآراءِ التي قد تكون ممكنة هناك قدر متيقن من الجريمة بحق الروهينجا المسلمة من قبل النظام البورمي، وهذا القدر المتيقن من الجريمة يدل على وجود ظالم ومظلوم، الظالم هو النظام البورمي والمظلوم هو الإقلية المسلمة.
فهناك مظلومية في بورما، وهذه المظلومية لا تنفك عن مظلومية الشعب اليمني الذي يظلمه آل سعود ظلماً شديداً، حيث سفك دماء الأَطْفَال وازهاق أرواح الرجال والنساء، فضلا عن الحصار والجوع والحرمان، كما أن مظلومية كُلّ من الشعب الروهنيجي واليمني لا تنفك عن مظلومية الشعب البحريني الذي يقع تحت نير حقد آل خليفة الذين قتلوا شباب البحرين وانتهكوا الأعراض، وجوعوا وطردوا وحاصروا وسجنوا رموز الشعب، ومظلومية كُلّ من الشعب الروهينجي واليمني والبحريني لا تنفك عن مظلومية الشعب الفلسطيني الذي تعمل فيه إسرائيل قتلا وجرحا وحصاراً وسجنا وطردا وهدما للبيوت.
كما إن مظلومية كُلّ من الروهينجا والشعب اليمني والبحريني والفلسطيني لا تنفك عن مظلومية الشعب السوري الذي أفلتوا عليه كُلّ التكفيريين في العالم فأذاقوه القتل والدمار والجرح والجوع والحصار والطرد والنزوح، كما أن كُلّ هذه المظلوميات لا تنفك عن مظلومية الشعوب اللبنانية والعراقية والليبية والمنطقة الشرقية في الحجاز، فهذه الشعوب لاقت القتل والاذى على ايدي التكفيريين المرسلين من قبل آل سعود والمدعومين من قبلها، ومن خلفهم أمريكا التي تحرك الجميع وتدعم الجميع.
وكما إن هذه المظلوميات لا تنفك عن بعضها البعض وهي واحدة متحدة، فإن الظلم أيضاً واحد متحد لا ينفك عن بعضه البعض، فإن النظام البورمي متحد مع النظام السعودي في الظلم، وظلمهما واحد من منبع واحد، وظلمهما لا ينفك عن ظلم التكفيريين في كُلّ من سوريا والعراق ولبنان وليبيا، وظلم آل سعود والنظام البورمي وأهل التكفير لا ينفك عن ظلم الكيان الصهيوني للفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، وظلم كُلّ هؤلاء الظلمة لا ينفك عن ظلم من ظلم أهل البوسنة، وبطبيعة الحال لا ينفك عن ظلم آل خليفة في البحرين، وعن ظلم أمريكا لكل الشعوب لا سيما للشعب الفنزويلي والشعب الكوبي والفيتناني والياباني في هيروشيما وناكازاكي.
فالظلمُ واحدٌ مهما تعددت صوره، والمظلومية واحدة مهما تعددت صورها، وإذا تمعنا ودققنا فإننا بلا ريب سنجد أن منبع كُلّ الظلم في مينمار وفلسطين والحجاز والبحرين وسورية واليمن والعراق وليبيا وغيرها انما هو الإدَارَة الأمريكية، وما أسماء ظالمين كآل سعود وال خليفة والتكفيريين والصهاينة وبورما وغيرها إلّا قوالب وعكوس لجهة واحدة هي الإدَارَة الأمريكية.
ومن هذا المنطلق فإننا ندعو إلى عدم التفكيك بين المظلوميات وبين الظالمين، لان المظلوميات متحدة والظلم متحد، وفي أي مكان فتش فيه عن ظالم تجده تابعا للإدَارَة الأمريكية، طبعاً نحن لا نعفي الشعوب التي للاسف تقع كَثيراً في فخ العصبيات والمذهبيات التي تحرك هوجائها الإدَارَة الأمريكية، فإن لهذه الشعوب الدور الكبير في إنجاح المشروع الأمريكي وفي افشاله، ولكننا في نفس الوقت نقول أن كُلّ مظلومية يحدثها ظالم هو بالبداهة تابع للإدَارَة الأمريكية.
* العالم