اجتثاثُ الفساد الذروةُ الأعلى للأمر بالمعروف
عبدالله سلّام الحكيمي
استشرى الفسادُ وتغوَّلَ في كُلّ مفاصلِ الدولة والمجتمع؛ لأنه كان محميًّا ومدعومًا من السلطات الحاكمة على مدى عقود من الزمن صارت فيها مُؤَسّسة الفساد، الشبحيةَ غير المرئية، فوقَ كُلّ المُؤَسّسات، وأن شعرت تلك المُؤَسّسة الرهيبة المتغولة بشيء يهدّدُها من فرد أَوْ جماعة تمت تصفيتُهم دون معرفة الجُناة وكيف يمكن أن يعرفوا وحاميها حراميها!
كانت كُلّ الحلقاتِ في سلسلة أجهزة الدولة ومُؤَسّساتها التي من المفترض أن تمر عليها أي جريمة فساد أَوْ مخدرات مُحكمة الاغلاق لا يعين فيها الا من كان موثوقاً يؤمن ايماناً أعمىً بالقاعدة الرأسمالية المعروفة (دعه يعمل دعه يمر) إنما على نطاق الجريمة والفساد، وهكذا أول ما تصل الجريمة إلى أول حلقة يتم دفنُها وإن فلتت لقوة البراهين دفنتها الحلقات الأعلى البحث الجنائي، الشرطة، الطب الشرعي، مروراً بالنيابة العامة والقضاء، أخطبوط مافوي رهيبٌ يمسك بأذرعه المتعددة كُلّ شيء ولا يفوته شيءٌ وإن فاته شيءٌ، إذ سُبحان من لا يسهى ولا ينام، وفاحت الروائحُ توصلت الرصاصاتُ كتم الأنوف والألسن!.
ذلك كان حالَ واقع الفساد الذي تغوَّل واستأسد وتجبَّر في بلادنا، وقد تم بناؤه حجراً حجراً وطوبةً طوبة بعلم وإدارة سلطات حاكمة مطلق لا ينازعها أحد، بل لا يجرؤ احد على مجرد استفسارها عما تفعله وإلّا قدّم رأسه على نطع ليُجَزَّ!
ولهذا فإن مهمةَ مقارعة هذا الغول المتوحش والمتغلغل في كُلّ مناحي حياتنا يحتاجُ إلى رجال فدائيين مجاهدين صدقوا الله ما عاهدوا عليه ليُخَلِّصوا شعبَهم ووطنَهم من (مثّلث برمودا) المخيف الذي يلتهم كُلّ مَارٍّ بجانبهِ أَوْ محلق في سمائه كبيراً أكان ام صغيراً!
رجالٌ طلقوا الدنيا وبهارجَها الفارغة وباعوا أنفسهم لله ليُخَلِّصوا خلقَ الله من مصدر وسبب كُلّ الموبقات والشرور الاجتماعية والأخلاقية والدينية والسياسية والاقتصادية والإنسانية.. إنه الذروة الأعلى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لا تستقيم الحياة وتصلُحُ إلا به ومن خلاله!