طيران العدوان يبدأ تصفية أتباعه بقصف مواقع جماعة أبي العباس الإجرامية في تعز
المسيرة| خاص
قصف طيرانُ العدوان، أمس الثلاثاء، أحدَ المواقع العسكرية التي يسيطر عليها مرتزقة العدوان في تعز، وتناقلت بعض وسائل إعلام المرتزقة أنباءً عن سقوط قتلى وجرحى جراء القصف، الذي استهدف مواقع جماعة أبي العباس الإجرامية التي شكّلها الاحتلال الإماراتي، ويأتي هذا الاستهداف بعد أن أعلنت دول العدوان وضْعَ قائد الجماعة في قائمة داعمي ما يسمى “الإرهاب”.
ليس الجديد في الأمر قصف أحد المواقع التابعة لمرتزقته، إذ لطالما تكرر الأمر منذ بداية العدوان، ولكن الملفت في هذه العملية هو أن الثلاث الغارات استهدفت موقعاً يسيطر عليه مرتزقة “أبي العباس” في منطقة العروس بجبل صبر، وهي منطقة لا يكون بها أي تواجد للجيش واللجان الشعبية، وذلك يقطع أية احتمالات تفيد بأن التحالف سيلجأ للادعاء بـ “الخطأ”.
عملية القصف جاءت بعد أقل من شهر من قيام السعودية بإدراج جماعة “أبي العباس” ضمن ما يسمى “قائمة الإرهاب”، وكذلك بالتزامن مع أنباء عن تشكيل قوات تابعة للإمارات في تعز على غرار “الحزام الأمني” في عدن، وهو ما قد يعني أنها بداية واضحة للتخلص من أبي العباس.
البعض من نشطاء المرتزقة قالوا إن عملية القصف جاءت كرسالة تهديد من تحالف العدوان لجميع فصائل المرتزقة، لكي لا يقفوا ضد تشكيل قوات تابعة للإمارات في تعز، وحتى إذا صح ذلك التفسير، فهو يتضمن التخلص من “أبي العباس” أَوْ إبقاءه في منطقة ضيقة معينة، بعد أن اشتهر في فترة ما بارتباطه الوثيق بالإمارات، خصوصاً وأن القصف جاء بعد خطوات متتابعة اتخذها تحالف العدوان للتضييق على الجماعة، بدءاً من تخفيف الدعم عنها، وانتهاءً بوضعها في القائمة السوداء.
وتجدر الاشارة إلى أن أفراد وقيادات الجماعة الإجرامية تعرضوا خلال الفترة الماضية لموجة اغتيالات واسعة داخل مدينة تعز قبل أشهر، فيما انكفأت الجماعة على إصدار بيانات التنديد والنعي، ومحاولة الترويج لتأريخها الحافل بالإخلاص لدول العدوان، كما لو أنها تريد تقديم نفسها من جديد للتحالف، غير أنه، وكما يبدو بوضوح، لم تعد دول العدوان ترى في “أبي العباس” وجماعته أدوات صالحة للسيطرة، ومثلما يحدث مع الكثير من فصائل وتنظيمات المرتزقة، صار على أبي العباس أن ينسحب بالقوة من المشهد مذعناً لرغبات تحالف العدوان.
ويبقى الجانب الثابت فيما وراء العملية هو أن التخلص من أبي العباس أَوْ استبداله، ليس مجرد قرارات عشوائية لتحالف العدوان، إذ تشير كُلّ الدلائل إلى خارطة تقسيم يسعى العدوان لفرضها على جغرافيا المناطق الواقعة تحت سيطرة مرتزقته، عبر خلق انقسامات وتوترات ستكون المواجهات العسكرية نتيجة منطقية لها، وبالتالي سيلجأ التحالف إلى لعب خدعة “مكافحة الإرهاب” لإدارة الصراعات بين فصائل المرتزقة.
صحيفة المسيرة كانت قد نشرت في عدد أمس الثلاثاء، تقريراً حول منع الاحتلال الإماراتي لرئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، من دخول سقطرى، وهي خطوة تدخل في سياق مخطط تقسيم اليمن وتقسيم المحافظات الجنوبية عبر فرض حدود معينة لسيطرة فصائل المرتزقة وتحديد مناطق محدودة لتواجدها.