الناطق باسم حكومة الإنقاذ: العدوان يهدف لتضييق الخناق على اليمنيين واستهداف مطار صنعاء تحدٍّ للأمم المتحدة .. مكتب الشؤون الإنسانية يجدّد الدعوة إلى رفع الحصار على اليمن والسماح بإدخال المساعدات:
المسيرة: إبراهيم السراجي
رَدَّ تحالُفُ العدوان السعودي الأمريكي على دعوات الأمم المتحدة إلى الرفع غير المشروط للحصار على اليمن والسماح بدخول المساعدات عبرَ ميناء الحديدة ومطار صنعاء، بغارات على المطار صباح، أمس الثلاثاء، أدّت إلى تدمير منظومة الإرشاد الملاحي، وبالتالي أصبح المطارُ غيرَ قادر على استقبال الطائرات بما فيها التابعة للأمم المتحدة.
الهيئةُ العامة للطيران المدني والأرصاد قالت في بيان إن طيران العدوان استهدف مطارَ صنعاء بغارة على منظومة جهاز الإرشاد الملاحي، ما أدّى لتدميرها كلياً؛ بهدف “إيقاف الحركة الوحيدة الموجودة في مطار صنعاء وهي رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الخاصة بالمساعدات والإغاثة والإنسانية”.
واعتبرت الهيئة أن القصف ينتهكُ بشكل صريح المواثيقَ والمعاهدات الدولية ويعد “تحدياً صارخاً للأمم المتحدة والمجتمع الدولي واتفاقية شيكاغو المادة (3) التي تنص على عدم استهداف المطارات المدنية”.
وطالب البيانُ المجتمعَ الدولي ومجلس الأمن لتحمُّل المسؤولية وإجراء تحقيق دولي فوري واتخاذ موقف حاسم تجاه الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان ضد الإنسانية.
وأكد مسؤول بالأمم المتحدة، في تصريح لصحيفة المسيرة وطلب عدم ذكر اسمه؛ كونه غير مخوّل بالتصريح، أن استهداف طيران التحالف السعودي لمطار صنعاء يستهدف الأمم المتحدة ودفعها والمنظمات التابعة لها إلى وقف أعمالها الإنسانية، مشيراً إلى أن بين أهداف قصف المطار منع فرق المنظمات من الاطلاع على استهداف المدنيين.
وأشار المسؤول إلى أن قصفَ المطار لم يكن يستهدف أياً من أطراف الصراع، وبالتالي كان الهدف هو وقف المطار عن العمل بشكل يخالف اتفاقيةَ “شيكاغو” الدولية التي تحرّم استهداف المطارات المدنية.
وعبّر المسؤول الأممي في حديثه للصحيفة عن قلق الأمم المتحدة من تداعيات قصف مطار صنعاء على تفاقم الوضع الإنساني الصعب في اليمن.
وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة ومنظماتها لا تمارس دورها التنفيذي وتكتفي بأدوار المنظمات الحقوقية في الدعوة إلى رفع الحصار والسماح بدخول المساعدات إلا أن ذلك لم يعجب تحالف العدوان السعودي الأمريكي، حيث جاء استهدافه لمطار صنعاء بعد ساعات قليلة من تصريحات للمتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك دعا فيها إلى فتح غير مشروط لمنافذ اليمن.
وفيما قال تحالف العدوان، يوم الاثنين، إنه أعاد فتح ميناء عدن ومنفذ الوديعة، واضعاً شروطاً على السماح بدخول المساعدات عبر ميناء الحديدة ومطار صنعاء واللجوء لميناء عدن لإدخال المساعدات، إلا أن الأمم المتحدة رفضت ذلك، وقال متحدثها “دوجاريك” إن ميناء عدن غير مزود بإمكانيات استقبال شحنات تجارية وإنسانية. وأضاف أن الأمم المتحدة لن تتمكنَ من إطعام 7 ملايين شخص شهرياً، إذا لم يتم فتح ميناءَي الحديدة والصليف على الفور”. ولم تمر ساعات على تصريحات المتحدث الأممي حتى شن طيران العدوان، صباح الثلاثاء، غارة على منظومة الملاحة بمطار صنعاء.
ولم تعلق الأمم المتحدة بشكل مباشر على قصف العدوان للمطار بشكل رسمي مباشر، لكن مكتب الشؤون الإنسانية دعا في بيان أمس الثلاثاء “إلى إعادة فتح حدود اليمن البحرية والجوية والبرية على سبيل الأولوية لاستئناف توفير الإمدادات التجارية والإنسانية وحركة عمال الإغاثة”.
وقال جيمي ماكغولدريك منسق الشؤون الإنسانية في اليمن إن إغلاق منافذ اليمن ”أدّى إلى تعطيل الإمدادات الحيوية لـ27 مليون شخص معرضين للخطر”
وأضاف قائلاً “يساورني القلق من أن إغلاق الموانئ البحرية والجوية والبرية سيؤدي إلى تفاقم معاناة اليمنيين بقطع الإمدادات التجارية والإنسانية المنقذة للحياة”.
من جانبه أكد الناطق الرسمي لحكومة الإنقاذ الوطني، أحمد حامد، أن استهدف تحالف العدوان لمطار صنعاء يعد عملاً إجرامياً مداناً وانتهاكاً لكافة المواثيق الدولية والإنسانية واتفاقية شيكاغو للطيران.
وأشار ناطقُ الحكومة في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية، إلى أن “الهدفَ الرئيسي من هذا القصف هو تضييق الحصار على أبناء الشعب اليمني ومنع وصول المساعدات الإنسانية والدواء، خاصة دواء مرضى الفشل الكلوي والأمراض المستعصية”.
وكشف أن هدفَ العدوان هو إظهار مطار صنعاء بأنه “خارج الجاهزية الفنية وفي حالة لا تسمح بإعادة تشغيل الرحلات عبره، وهو الأمر الذي يعد تحدياً سافراً للهيئات والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة والتي أكدت أن استمرار الحصار على الشعب اليمني سيؤدي إلى أَكْبَر مجاعة في العالم”.