نتفهم غضب الوزير الأردني من دفاع السيد محمد الحوثي عن فلسطين
طالب الحسني
غضب الوزير الأردني السابق والنائب في البرلمان لأربع دورات صالح القلاب جداً؛ لأن رئيس اللجنة الثورية في اليمن محمد علي الحوثي انتقد دورَ الأردن ومصر، البلدين العربيين اللذين يجاوران فسلطين المحتلة في الحصار الصهيوني الإسرائيلي على قطاع غزة وتصمتان كثيراً، لا بل ويطبّعان بشكل علني مع إسرائيل.. نشر صالح القلاب هجوماً كبيراً في صحيفة الرأي الكويتية على رئيس اللجنة الثورية وإيران، نعم إيران، لم تكن موجدةً مطلقاً فيما كتبه الرئيس الحوثي، لكن أصبح هذا الأمر من لوازم الطرح “العربي” بالنسبة لهذا التيار الذي استبدل منذ زمن بعيد العداء لإسرائيل التي تحتل أرضاً عربية إسْلَامية، وأحد أهم المقدسات للمسلمين وللمسيحين معاً، القدس الشريف، ومدينة القدس، بالعداء لإيران الدولة الإسْلَامية التي دفعت الكثيرَ منذ نجاح الثورة الإسْلَامية فيها 1979م، تكلم كثيراً وأكمل القلاب كتابتَه حول ما يسمى الهلال الشيعي، هذه الفكرة غير الصحيحة التي أدخلت ضمن منظومة الكثير من التهم ضد إيران، لن أستغرق كثيراً في الكتابة عن هذه الأوهام التي غرق فيها هذا التيار مثلما غرق في وحل التطبيع مع الكيان المحتل وصولاً إلى الذهاب نحو الشراكة السياسية والإعلامية وربما العسكرية قريباً.
نعم، لقد أخطأ رئيس اللجنة الثورية اليمنية خطأ كبيراً عندما أعتقد أنه يمكنُ انتشالُ هذا التيار من حُضن إسرائيل منذ كامب ديفيد المشؤوم إلى أوسلو وصولاً إلى المبادرة العربية السعودية (بيروت 2012) التي تمنح الكيان أرضاً عربيةً إسْلَامية، وترك قضية إنسانية وليس فقط سياسية تعد من أَكْبَر القضايا الإنسانية في التأريخ، القضية الفلسطينية.
لن أذكّر القلاب هنا بالحادثة الأخيرة المؤسفة عندما أقدم أحدُ طواقم السفارة الإسرائيلية في الأردن على قتل شابين أردنيين وعاد بسلام إلى الكيان وتم تكريمُه كبطل، ومرّرتها الدولة الأردنية وكأنها حدثٌ عابرٌ، ولا أيضاً المئوية الأولى لوعد بلفور الذي مرت منذ أَكْثَر من أسبوع ولم تحرك قلماً من أقلام هذا التيار الذي لا يتوقف عن الكتابة ضد كُلّ من يدافع عن القضية الفلسطينية، إنما عليّ هنا أن أذكّر السيد محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية في اليمن، أن الأردن ومصر جزءٌ من تحالف العربي الإسرائيلي على اليمن، فهذا يعني أنهم في جبهة متقدِّمة لصالح الكيان وعلى مقرُبة من صفقة القرن التي تجهّز لها السعودية مع عباس والسيسي والملك الأردني لتصفية القضية الفلسطينية.
اليمن في هذه المحنة الكبيرة يدافِعُ عن فلسطين، ورئيس اللجنة الثورية ينتقد مصر والأردن وموقفهما المتخاذل من فلسطين، إنها معادلةٌ كبيرةٌ تستدعي أن تخرجَ كُلّ بيوتات إسرائيل العربية للدفاع عن إسرائيل المحتلة.