الجامعة العربية من الزمن العربي إلى الزمن الخليجي
عبدالملك العجري
في الزمن العربي كان العربُ يجتمعون لمناقشة التهديدات الصهيونية على الأمن القومي العربي وفي الزمن الخليجي يجتمع العربُ لمناقشة تهديدات حرَكات المقاومة الفلسطينية واللبنانية على الأمن القومي العربي.
ما الذي تغير؟
هل تحرّرت الأراضي الفلسطينية؟ لا.
هل زال خطرُ إسرائيل؟، إسرائيل اليوم تملك أقوى ترسانة عسكرية ونووية في الشرق الأوسط وطموحاتها تعدت السيطرة على فلسطين إلى قيادة الإقليم وتخطط لأن تكون الدولةَ السيِّدة في المنطقة.
إذاً ما الذي تغير؟
الجواب ببساطة الذي تغير هم العرب.
في الزمن العربي كانت الجامعةُ عربيةً والأنظمة عاجزة، وفي الزمن الخليجي احتفظت الجامعة بعجزها وفقدت الأنظمة ذاكرتَها العربية فصارت ريبوتات آليةً تعمل بالوقود السائل ومسوخاً بلا ملامح ولا هُوية ولا ذاكرة ولا عقل ولا شرف ولا كرامة.
في الزمن العربي كان العربُ يتعاطفون مع المقاومة ولا يضرون إسرائيل، وفي الزمن الخليجي يتحالفون مع إسرائيل ولكنهم عن الإضرار بالمقاومة أعجز.