السعودية: من مزاعم استهداف مكة والمدينة إلى فتح أبواب المسجد النبوي للصهاينة
المسيرة: إبراهيم السراجي
تبدو الرياضُ وتل أبيب على عجلة من أمرهما للوصول إلى مرحلة التوقيع على التطبيع العلني وسط موجة متسارِعة من الخطوات في الاتجاه عقب قمة الرياض التي ترأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو الماضي التي كشف عنها الأخيرُ بأنها خطوة جديدة لتحالف سعودي إماراتي إسرائيلي، وعلى مدى خمسة أشهر أعقبت القمة لم تتوقف التصريحات الإسرائيلية العلنية عن وجود تطور في العلاقات مع دول عربية على رأسها السعودية.
لكن اليوم وصل الإفصاح الإسرائيلي عن هذه العلاقة إلى نقطة غير مسبوقة تمثلت بالإعلان الرسمي لأول مرة عن وجود اتصالات سرّية بين إسرائيل والسعودية، وتفصح الأولى صراحةً أنه لا مشكلةَ لديها من الإعلان عن ذلك، وأن بقاء الاتصالات سرّية يتعلق بظروف الطرف الثاني الذي هو السعودية.
أمَّا السعوديةُ ودولُ العدوان على اليمن وبعد فشلها في تأليب العالم الإسلامي ضد اليمنيين بزعمها استهداف الصواريخ اليمنية لمكة المكرمة والمدينة، فيفاجئ النظام السعودي العالم باستفزاز موثَّق يتعلق بالسماح لصحفي إسرائيلي بزيارة المدينة المنورة بل والتقاط الصور من داخل المسجد النبوي الشريف.
وتولى عضو الكنيسيت ووزير الطاقة الإسرائيلي “يوفال شتاينتز” الإعلان لأول مرة في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، السبت الماضي، عن وجود اتصالات سرّية بين إسرائيل والسعودية ودول عربية التي توصف إسرائيلياً بالدول المعتدلة.
وقال الوزير الإسرائيلي “هناك اتصالات سرّية بين إسرائيل والسعودية ودول عربية وإسلامية كثيرة”. وفي إجابته حول أسباب إعلانه عن ذلك، أجاب بأن “إسرائيل لا يضرها الإعلان عن ذلك، وفي نفس الوقت نحترمُ رغبة الطرف الآخر سواء السعودية أو الدول الأخرى في عدم الإعلان من جانبها عن ذلك”.
وتعليقاً على تطور العلاقات، قالت قناة “كان” الإسرائيلية إنه ليس غريباً أن يردد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير باللغة العربية ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون باللغة العبرية؛ لأن إيران باتت عدواً مشتركاً، وذلك أدّى لتطابق كامل للمواقف بين الرياض وتل أبيب لدرجة يمكن القول إنه يتم تنسيقُ التصريحات بين الطرفين بشكل مسبق.
هذا الإعلانُ الإسرائيلي جاء بعد أيام من أول لقاء تجريه صحيفة سعودية “إيلاف” مع رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الذي كرّر الكلامَ الذي يقول المسؤولون الإسرائيليون عن التقارب غير المسبوق مع السعودية.
أمَّا الرياضُ التي تفضِّلُ عدمَ الإعلان من جانبها عن الاتصالات مع إسرائيل لتجنب ردود الأفعال، إلا أنها تواصل إرسال الرسائل التدريجية المستفزة للعرب والمسلمين من خلال السماح لصحفي إسرائيلي بالتجول في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.
ونشر الإسرائيلي “بن تسيون سبيت” الصحفي بصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عدة صور له في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة وارتدى في بعض الصور زياً عربياً يظهر فيها إلى جانب سعوديين داخل المسجد النبوي بعد مشاركته في “منتدى مسك العالمي” الذي أُقيم في فندق بالعاصمة السعودية الرياض منتصفَ الشهر الجاري.
وإذا كان العالَمُ شهد على زيف ادّعاءات النظام السعودي بزعمه استهدافَ صواريخ اليمن لمكة المكرمة والمدينة فإن العالم ذاته شهد على استضافة النظام السعودي لصحفي إسرائيلي وأدخله للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.