مجزرة الأسرى.. من القتال في صفوف العدوان إلى الموت بصواريخه!
المسيرة| خاص:
قبيل ساعات من تنفيذ اتّفاق تبادل أسرى بين اللجنة الوطنية وقيادات المرتزقة، أقدم طيرانُ العدوان السعودي الأمريكي على شن 7 غارات باستخدام صواريخَ شديدة الانفجار على المبنى الخاص باحتجاز أسرى المرتزِقة في منطقة شعوب بالعاصمة، موقعاً أكثر من 100 قتيل وجريح ومفقود في صفوف الأسرى. الغارات كشفت مجدداً رؤية العدوان لقيمة حياة المرتزقة وموقفه الرافض بشكل مستمر لتحريك ملف الأسرى.
الغاراتُ صدمت الجرحى الناجين من الأسرى الذين تساءلوا كيف يتم التخلص منهم بعد أن قاتلوا في صفوف هذا العدوان، كما أنها وضعت الحقيقةَ أمام المنظمات الدولية ذات العلاقة بإتمام صفقات تبادل الأسرى على رأسها منظمة الصليب الأحمر الدولي.
كشف رئيس لجنة شؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى لصحيفة المسيرة أن الغرضَ من الاستهداف لمبنى السجن هو القتل المباشر، وتم قصف المبنى بأربع غارات قتلت مجموعة من الأسرى، مُضيفاً أنه بعد هروب الأغلبية من داخل المبنى إلى الحوش تم استهدافُهم بغارتين قتلت العدد الأكبر في الحوش وعند سور المبنى.
وأوضح، أن الاستهداف خلف 38 قتيلاً تم التعرف على 28 وعشر جثث أُخْرَى لم يتم التعرف عليها، إصَابَة 25 شخصًا يرقدون في المستشفيات، كما تم إنقاذ 8 وتم نقلهم إلى أماكن امنة، مُضيفاً، أن 36 شخصًا في عداد المفقودين منهم من تحول لأشلاء ومنهم من هرب.
وأكد المرتضى أن سجن البحث الجنائي في الشرطة العسكرية معروف لدى جميع المنظمات والجنة الدولية للصليب الأحمر، وكذا قيادة المرتزقة، وقيادة العدوان السعودي الأمريكي.
وبيّن قيامَ اللجنة بإرسال مذكرات إلى الصليب الأحمر لإبلاغهم أنه سيتم نقلُ الأسرى إلى المبنى، وعليهم اتخاذُ اجراءاتهم اللازمة لحمايته، وقد أرسلت مذكرة أُخْرَى إلى الصليب الأحمر بتأريخ 7 / 10 /2017 للقيام بزيارة السجن، واتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية السجن من استهداف طيران العدوان.
كما أشار رئيسُ اللجنة إلى قيام الصليب الأحمر بزيارة السجن مرتين، واستمرت الزيارة الأولى ثلاثة أيَّام، “وقاموا بتسجيل أرقام النزلاء وأبلغوا أهاليهم بمكان تواجدهم، وأرسلوا لنا “بنص” وقالوا بيرسلوه للتحالف ووافقنا عليه، وفي الزيارة الثانية قامت اللجنة بإعطائهم فرشاً وبطانياتٍ.
وأضاف “قامت لجنة الأسرى بإعطاء النزلاء تلفونات للتواصل مع أهاليهم، ولديهم زيارات مفتوحة والتواصل كذلك مع قياداتهم، مُضيفاً : وكل قياداتهم تعرف أن سجنَهم مبنى المباحث في الشرطة العسكرية، وكانوا يرسلون لهم أموالاً إلى السجن”..
وأوضح أن معظم الأسرى في السجن من حزب الإصلاح، وكان قد تم التوصل إلى اتّفاق تبادُل للأسرى وتم تنفيذُ صفقتين بتبادل 100 أسير من الطرفين، وكانت هناك صفقات أُخْرَى تشمل المئات، ولكن خلافات نشبت بين الإصلاحيين والإماراتيين الرافضين لعمليات التبادل، وهو ما يكشف جزءٍ من أسباب إقدام العدوان على قصفهم.
ويوضح رئيس اللجنة أيضاً أن قياداتِ المرتزقة كانت على عِلم بوجود الأسرى في المكان، وقامت بعضُ الوساطات بزيارة الأسرى والجلوس معهم وأبلغوا قيادات المرتزقة بأماكن تواجدهم.
ويكشف المساعدُ علي ناجي الدميني من الشرطة العسكرية لصحيفة المسيرة، أن المبنى الخاص بالأسرى كان يضم نحو 300 أسيرٍ وقسماً يضم صغار السن الذين غرّر بهم العدوان، مضيفاً أن طيران العدوان استهدف السجن ومحيطه بثماني غارات، مشيراً إلى أن الجرحى منهم يتلقون الرعاية الصحية في مستشفيات العاصمة صنعاء وبرعاية حكومة الإنقاذ الوطني.
وأضاف أن أولَ ضربة كانت عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في حوش السجن على بعد 250 متراً وتبعها صاروخ آخر إلى بوابة السجن لم ينفجر، موضحاً أنه وبعد إخراج الكثير من للأسرى عادت طائرات العدوان لتستهدفهم بخمس ضربات حوّلت الكثير منهم إلى أشلاء، في جريمة انتهكت كُلّ المواثيق والقرارات المتعارَف عليها بخصوص حقوق الأسرى.
كما التقت صحيفة المسيرة بوالد الأسير بشير عبدالواحد راشد، الذي لم يعرف لحد الآن مصير ابنه؛ بسبب وجود مفقودين وآخرين تحولوا لأشلاء ويصعب التعرف على هُوياتهم.
وقال والد الأسير بشير “أحمّل قيادة التحالف مصير ولدي، ولن أتنازل عن الأخذ بالثأر مهما طال الزمن، وأقول للدنبوع وعلي محسن كفاية متاجرة بدماء أبناء الشعب للحصول على مصالح خَاصَّة بكم، فهذه حقيقتكم انكشفت ولن يثق بكم أحدٌ بعد اليوم، وموعدنا الجبهات إن شاء الله”.
ووجّه والد الأسرة دعوةً لكل المواطنين إلى “سرعة التوجه إلى الجبهات ومواصلة رفدها بالمال والرجال وإجراء عمليات تفاوُض بين القبائل اليمنية بعيداً عن الأحزاب المرتهنة للخارج وعن دول العدوان، فالشعب اليمني قادر على حل مشاكله بنفسه ولا حاجة لنا بقوى التحالف بعد اليوم”.
وانتقلت الصحيفة إلى المستشفيات التي نُقِلَ إليها الجرحى من الأسرى، وقال الأسير الجريح عوض محمد مهدي القباطي “أُسرت في جبهة القبيطة، ورسالتي إلى العدوان لماذا تقصفوننا ونحن أسرى في أمان الله؟”.
وأضاف “نناشد العالم النظر إلى هذه القضية، ورسالتي إلى الشعب اليمني أن يتوحدوا صفًّا واحدًا في وجه العدوان الأمريكي السعودي”.
وأوضح أنه أصيب بعد الضربة الثانية عندما تم إخراجهم إلى حوش السجن فتلقى شظايا في الظهر.
كذلك يقول الأسير الجريح عبدالفتاح بهاء الدين الذي أُسر في ميدي قبل سنتين لصحيفة المسيرة “أصبت في رجلي وشظايا في أنحاء متفرقة بجسدي”، وأضاف “رسالتي إلى العدوان أنه كان يفترض بهم الاهتمام بنا بدلاً عن قصفنا، ورسالتي إلى المغرر بهم أن يعودوا إلى رُشدهم، فالعدوان سيستغني عنهم بعد استخدامهم، ورسالتي كأسير أن يخرجونا بتبادل وليس بالقصف”.
من جانبه يروي الأسير الجريح علي سالم حسين لحظات تعرُّضهم للقصف، ويقول “أصبت في الباب الثالث وأنا خارج السور، وأصبت بشظايا في أماكن مختلفة في جسدي”.
ويؤكد أنه خلالَ وجوده في الأسر تلقى “أفضل الرعاية والاهتمام من قبل إخواننا أنصار الله، وسالتي إلى قوى العدوان أننا لن نكونَ بعد اليوم عبيداً لكم، ورسالتي إلى اليمنيين أن يتوحدوا في وجه العدوان حتى النصر والخلاص القريب من هذا العدوان البربري الظالم بإذن الله تعالى”.
وأضاف قائلاً “أنا من هُنا أعاهد الله أننا سأتوجّه إلى جبهات الحدود مع الجيش واللجان الشعبية لمقاتلة أعداء الله وأعداء الوطن أمريكا وإسرائيل وآل سعود عبيد أمريكا وإسرائيل، وأقسم بالله العلي العظيم إني من اليوم وصاعداً ضد العدوان السعودي على اليمن، وخَاصَّة بعد أن تبين لنا تخلِّيهم عنا بعد أن استعملونا في خدمتهم والحمد الله أن نجانا من هذه الحادثة وغيرها ليهدينا إلى الطريق السوي”.