دقة في القرار وحكمة في القيادة
محمد ناجي أحمد
كانت كلمة قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي التي ألقاها مساء أمس تتويجاً لألف يوم من الصمود، فإذا كان الصاروخ الباليستي الذي سقط على قصر اليمامة بالرياض؛ تعبيراً عن الإصرار في العيش بسيادة واستقلال وكرامة -فإن كلمة قائد الثورة كانت تجسيداً واعياً لهذه الروح الوثابة بإبداع سبل ووسائل واستراتيجيات التصدي للعدوان، وإصراراً على أن اليمنيين لن يتراجعوا عن حقهم بالحياة بكرامة وتحرر من التبعية.
بإيمان لا يتزعزع ولا يتزحزح عن ثوابت الوطنية اليمنية..
منذ عقد الثمانينيات وما بعدها لم تكن هناك سيادة ولا استقلال عن الإرادة والقرار الأمريكي، بل كانت اليمن مجرد جغرافية أمنية لمصالح الغرب في البحر الأحمر وحظيرة خلفية لمن سماهم قائد الثورة بـ(عبيد الغرب) الذين يحركون (عبيد العبيد وأدوات الأدوات).
اليوم يواصل قائد الثورة تأكيده بعد ألف يوم من العدوان، أن شعلة الثورة تزداد اتقادّا ووهجاً، وتزداد الرؤية الثورية وضوحاً وإدراكاً لعوامل النصر طال الزمن أَوْ قَصُر.
وأن الثورة تبدأ بدحر العدوان وإفشال أهدافه، لكنها بشموليتها وعمقها لن تكون إلا باستقلال سياسي واقتصادي، بيمن جوهره الوحدة الوطنية وتنمية منطلقها وهدفها الإنْسَان، ثورة تنهض بممكنات اليمن زراعياً وصناعياً على قاعدة علمية لتحقيق الاكتفاء، والنأي باليمن من الارتهان.
كلمةٌ منطلقها ثوري وغايتها أن يكون اليمن حراً مستقلاً ذا سيادة، ومسارُها سعةٌ في الرؤية ودقة في القرار وحكمة في القيادة.