مصطفى المروني مدير القناة التعليمية في حوار لصحيفة المسيرة:
القناة التعليمية هي أداة الوزارة الفاعلة والأكثر انتشاراً والأقدر تأثيراً في عقول الفئات المستهدفة
القناة هي رديفٌ مكملٌ لعمل القطاعات التربوية، ونعمل حالياً لتقييم المرحلة الإنتاجية السابقة للقناة
بحلول العام (2019-2020م) ستكون القناة التعليمية هي الأولى شكلاً ومضموناً على مستوى الوطن العربي
لدينا برنامج ومشروع عمل متكامل لتفعيل العمل مع شركاء التعليم
عدم إطلاق موازنة التشغيل والإنتاج، يظل أكبر عائق أمامنا
يعاني قطاعُ التربية والتعليم في مرحلة العدوان من غياب القُدرات المالية والبشرية، في ظل استهداف مباشر للعمل التربوي للمدارس والمعلمين والطلاب، وفي ظل هذه الظروف تتعاظم أهميّة دور القناة التعلمية، وقد كان لنا هذا اللقاء مع قيادة القناة الممثلة في الأستاذ/ مصطفى المروني المدير العام للقناة التعليمية.
- مرحباً بك في صحيفة المسيرة، ونود أن نطلَّ من خلالك على القناة التعليمية ودورها في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها التربية والتعليم، ابتداء ضعنا في صورة عامة عن القناة التعليمية (الرسالة – الأهدَاف – الرؤية والطموح).
اُنشئت القناةُ التعليميةُ اليمنية بموجب القرار الوزاري رقم (139) لسنة 2000م؛ لتسهمَ في رفع مستوى العملية التعليمية والتربوية، وتعزيز الوعي بأهميّة التعليم، عن طريق إنتاج وبَثِّ البرامج المنهجية والتدريبية والإرشادية والتوعوية والثقافية، حيث تعتمدُ القناةُ على التنوع البرامجي، وصولاً لأَكْبَر شريحة من مشاهديها من الشرائح المستهدفة، وصناعة جمهور كبير.
للقناة التعليمية رسالةٌ تربويةٌ تعليميةٌ شاملة – تربّي وتعلم وتعالج – تعزّز وتنمي وتساند كُلَّ ما يتعلقُ بتطوير التعليم من خلال تقديم برامج تعليمية ومتنوعة بأفكار إبداعية وأساليب ابتكارية، وتعد منبراً حيوياً لغرس قيم الولاء الوطني في العقول الناشئة والشباب، ونشر وترسيخ ثقافة الوسطية والاعتدال والتسامح والعدل.
- شهدت القناةُ في الفترة الماضية اختلالاتٍ كبيرةً في إدَارَة مواردِها المالية والبشرية، ربما تمثل اليوم تركةً ثقيلةً على الإدَارَة الجديدة، فكيف كانت سمات تلك المرحلة؟
لا يخفى على المتابع لوضع القناة التعليمية ما حصل لها من إرباك كبير في مجالات مختلفة فيها، حيث وجدنا الكثيرَ من الأسماء المحسوبة على العمل في القناة ولكن في الواقع دون أية فائدة حقيقية، وهذا كان بسبب نقل العشرات من الكوادر التربوية من الميدان إلى القناة التعليمية بدون مراعاة للحاجة، ولا النظر إلى القُدرات الفنية والعملية للمنقولين، وعموماً لقد حرصنا على معالجة الكثير من الاختلالات التي وجدناها أمامَنا في القناة، وأعيد النظر في توزيع أَكْثَر من ثلاثين موظفاً من جديد عبر الوزارة من المنقطعين وإبقاء الكوادر المؤهلة، ولا نزالُ نُعاني من عجز في الكادر الفني، وقُمنا كذلك بإعَادَة النظر في اللائحة الإعلانية والإنتاجية والمالية التي كانت مثقلةً بقائمة طويلة من التفاصيل، وأضحت استمارة الإنتاج اليوم أَكْثَرَ مرونة بما يتلاءم مع الإمكانات المتوفرة، كما قُمنا بعملية تدوير وظيفي لمديري الإدارات بحسب الخبرة والكفاءة، ووفقاً للشروط والمعايير، واستطعنا توفيرَ بعض الأجهزة للقناة، وتم استكمَال عمل التدريب على الأجهزة الجديدة الخَاصَّة بالبث.
- ما هو طموحكم اليوم؟ وأين تتحَـرّكون؟
طموحُنا في القناة التعليمية كبيرٌ ويفوقُ إمكانياتِنا في هذه المرحلة، لكن بإذن الله سينتهي الحصارُ وسيُهزم تحالُفُ العدوان، ونحن ننطلقُ من غاية تتجاوَزُ المستوى المحلي إلى المستوى العربي بأن تكونَ القناةُ التعليمية بحلول العام (2019-2020م) الأولى شكلاً ومضمونا على مستوى الوطن العربي، ويكون موقعُ القناة هو الموقع الإلكتروني التعليمي الأول على المستوى المحلي والوطن العربي، وتكون القناة التعليمية هي الأولى (يوتيوب).
- تمر البلادُ بظروف استثنائية بسبب العدوان، لا سيما في الجبهة التربوية، فما أهميّةُ القناة التعليمية في ظل هذه الظروف؟
إسمح لي أن أتوجَّهَ بالشكر الجزيل والتقدير لمعالي السيد العلامة/ يحيى بدر الدين الحوثي -وزير التربية والتعليم رئيس مجلس الإدَارَة-؛ لاهتمامه ودعمه وحرصه الكبير على إعَادَة انطلاق البث الفضائي للقناة، والقيام بمهامها ودورها ورسالتها، وقد حرص منذ توليه قيادة العمل الوزاري بأهميّة الاستفادة من الإمكانيات الفنية والتقنية والبشرية في القناة، وتوظيفها لخدمة مجالات التعليم، إيْمَاناً منه بأهميّة دورها الحيوي في دعم ومساندة جهود الوزارة، الرامية إلى تطوير وتحسين العملية التعليمية والتربوية والفنية، وتجويدها في كافة الجوانب المنهجية والتربوية والفنية، وللحقيقة لولا جهودُ ودعم الأخ الوزير، حفظه الله، لَمَا تم إطلاقُ البَثّ الفضائي واستمراره، وتجاوز الصعاب والمعوقات التي حالت دونَ انطلاق البث، رغم قلّة الإمكانيات المحدودة جداً فيما يتعلق بالميزانية التشغيلية، واستطعنا العملَ بالمتاح مقارنةً بما كان معتمداً للقناة في الفترات السابقة. وبالتوكل على الله وإرَادَة الانتصار على العدوان كُلٌّ في مجاله وبالدعم المعنوي للأخ الوزير تمكنّا من استمرار عملية البث والإنتاج.
- انطلاقُ واستمرار البث يمثل إنجازاً كَبيراً وخطوة متقدمة كما ذكرتم، فأين تكمُنُ أهميّة هذا العمل؟
كما تعلم أخي العزيز أن الإعلامَ بشكل عام يحتلُّ أهميّةً كبيرةً في صناعة العقول وتنمية الأفكار، وهو أداة بناء كبيرة إذا تم استخدامُها استخداماً صحيحاً.
طبعاً القناة التعليمية هي أداةُ الوزارة الفاعلة والأَكْثَر انتشاراً، والأقدرُ تأثيراً في عقول الفئات المستهدفة، وفي مقدمتهم الطلاب والطالبات، والمعلمون والمعلمات، والإداريون والتربويون، والذين يقارب عددُهم السبعة ملايين، وفي الحقيقة تقعُ علينا مسئوليةٌ كبيرةٌ تجاه تلبية احتياجات المشاهد أَوْ المستهدَف من حيث الإنتاج، ومواكبة التطورات وموافاتهم بكل ما هو جديد في مجال اختصاصنا، وتسخير تكنولوجيا الإعلام والاتصال لتجويد كافة برامجنا، وتحقيق الأهدَاف العامة للقناة التعليمية، وإنجاز المهام الموكلة إلينا، وفي ظل الحصار والعدوان الغاشم والظالم الذي أَدّى إلى توقف موازنة القناة التشغيلية والإنتاجية نحن نعملُ بدعم محدود وإمكانيات محدودة، والحمد لله استطعنا تجاوُزَ بعض الآثار السلبية في عجز الكِتاب والمعلّم والمعامل ببث المواد المنهجية لبعض المراحل الدراسية، وإنزالها في موقع القناة ووسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك – تويتر – اليوتيوب). أيضاً يتم بثُّ برامج تدريبية وتأهيلية موجهة للمعلمين والإداريين والموجهين، تسهم في تعزيز ورفع مستوى أدائهم المهني، بالإضافة إلى بعض البرامج الإثرائية والمتنوعة.
- هل استطعتم أن تنجزوا إنتاجاتٍ جديدةً؟ وعلامَ تشتمِلُ خارطتُكم البرامجية؟
نقومُ حالياً بإنتاج وبَثِّ أَكْثَرَ من برنامج تلفزيوني وحواري وميداني، وتغطية الأنشطة والفعاليات، وتحتوي الخارطة البرامجية هذه الفترة على برنامج المدرسة المفتوحة للصفوف (تاسع – أول ثانوي – ثاني ثانوي – ثالث ثانوي)، كما يوجد برنامج (هيا نتعلم) الموجة لتعليم الكبار، وكذا المصحف المعلم للأطفال تلاوة الشيخ محمد المنشاوي، وقصص القرآن للأطفال، وكلها برمج يومية، كما أضفنا بعضَ البرامج في الجانب الإثرائي كالمناهل البرنامج التعليمي الإثرائي، وفي باقتنا برامج غير يومية مثل قضايا تربوية حول أهم الأحداث والقضايا التربوية على الساحة، وبرنامج لقاء خاص، وبرنامج الحصاد الأسبوعي الذي يعرض الأخبار التربوية كرديف للمتابعات الإخبارية اليومية للأخبار والفعاليات التربوية.
- ما مدى التنسيق بينكم وبين قطاعات الوزارة لتلبية احتياجاتها ومتطلباتها؟
بالتأكيد، القناةُ هي رديفٌ مكمِّلٌ لعمل القطاعات التربوية، ونعملُ حالياً لتقييم المرحلة الإنتاجية السابقة للقناة، والعمل على الاحتياجات الحقيقية لقطاعات الوزارة من برامج القناة، وبناءً على تعميم وتوجيهات معالي الأخ الوزير بوضع آلية تعاون مشتركة بين القناة والقطاعات التربوية لما يمكن من إنتاج برامج تتوافق مع أهدَاف وخطط القطاعات، وتخصيص التمويل اللازم والممكن من ميزانية القطاعات للوفاء بمتطلبات البث والإنتاج، ولا أنسى هنا أن أتقدمَ بالشكر والتقدير للإخوة وكلاء الوزارة، الذين وجدنا منهم كُلَّ المساندة والدعم خلال مرحلة البث، لا سيما قطاع التدريب والتأهيل، وسنعمل مع الجميع لتفعيل آلية تعاون متكاملة، لتعاون مشترك ومتميز بين القناة ومختلف القطاعات؛ لتوعية وتحصين النشء والوسط التربوي والمجتمع ضد التطرف والسلوكيات الدخيلة على مجتمعنا وقيمنا.
- ماذا عن شركاء التعليم والمنظمات الداعمة؟
لدينا برنامجٌ ومشروعُ عمل متكامل لتفعيل العمل مع شركاء التعليم، وبدأنا بالتواصُل معهم والنزول الميداني لعمل لقاءات وتقديم مشاريع وتصورات برامج لهم للقيام بدورهم؛ كون التعليم مسئولية مجتمعية، وتواصلنا مع بعض المنظمات، حيث تم تكليفُ فريق متخصص لدراسة عمل المنظمات والتنسيق معهم لتقديم الدعم لإعداد البرامج، واستكمَال المدرسة المفتوحة وبرامج التدريب، وخطة الدعم الفني، ليتم تسويقها، وجميع تلك المشاريع سيتم تسليمها للجهات الداعمة والمنظمات بالتنسيق مع المكتب الفني بالوزارة، قبل نهاية العام الحالي لاعتمَادها في خطة العام 2018م.
- ما هي أبرز الصعوبات التي تواجه عملكم؟
ثَمَّةَ العديدُ من الصعوبات التي لم نقفْ أمامَها طويلاً، ولكن يظل عدم إطلاق موازنة التشغيل والإنتاج، وموازنة البث على القمر الصناعي من وزارة المالية – رغم توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى ورئيس الحكومة بسرعة معالجة ذلك – يظل أَكْبَر عائق أمامنا، وللأسف الشديد لم نجد تجاوباً من وزارة المالية حتى بإطلاق جزء من المبالغ المقررة لمواجهة الحد الأدنى من متطلبات التشغيل والإنتاج، ونطالب الأخ/ وزير المالية بتأمين ما يمكن من اشتراك البث والتشغيل أسوة بالقنوات الرسمية الأُخْرَى.
أضف إلى ذلك عدم تثبيت الفنيين والعاملين المتعاقدين في القناة منذ سنوات، وهو ما يؤدّي إلى تسرُّب الكوادر المتخصّصة بعد تدريبها وتأهيلها، ونطالبُ باعتمَاد درجاتٍ وظيفية للكوادر الفنية المتخصصة، وإعطائهم الأولوية في التثبيت.
كذلك من ضمن الصعوبات عدم توفر قطع غيار الأجهزة والمعدات التلفزيونية المملوكة للقناة، ونعاني من الكثير من المشاكل الفنية في رداءة الصورة والشكل؛ نظراً لتقادم الأجهزة والمعدات المتعلقة بالعمل التلفزيوني. وإن شاء الله سنعملُ في كُلّ الاتجاهات لتحديث منظومة الإنتاج وإحلال أجهزة حديثة محل الأجهزة الحالية، بالتعاون مع قيادة الوزارة والمنظمات والجهات الداعمة.
- ما أبرز إنجازاتكم خلال الفترة الماضية منذ إطلاق القناة مجدّداً؟
إعَادَة البث الفضائي للقناة التعليمية واستمراريته في ظل العدوان والحصار مع غياب ميزانية الإنتاج والتشغيل يعد إنجازاً كَبيراً، القناة تقوم برسالتها ودورها رغم كُلّ ذلك، واستطعنا مع فريق العمل في القناة إنجاز الآتي:
- تم البث والنشر عبر الوسائط الالكترونية (الموقع الإلكتروني – الفيس – تويتر – يوتيوب).
- استئناف عملية البث في ظل عدم توفر الإمكانيات المادية.
- تحويل ونسخ عدد (3000) ثلاثة آلاف ساعة تلفزيونية من الأشرطة إلى الصيغة الكترونية.
- تصميم الموقع الإلكتروني الخاص بالقناة، وإنشاء حسابات للقناة التعليمية في جميع وسائل التوصل الاجتماعي، وتحميل جميع المواد التلفزيونية إلى القناة التعليمية في اليوتيوب، محاولين إيصالَها إلى جميع الطلاب والطالبات وجميع الفئات المستهدفة منها بكل وسيلة ممكنة.
- ونحن في أعتاب عام جديد ما خطتكم للعام الجديد 2018م؟
نحن نسعى إلى اقتناءِ بعض التجهيزات الجديدة للقناة، حيث يوجد لدينا في القناة التعليمية خطة طموحة وشاملة للتطوير والتحديث والتجويد في مختلف المجالات البرامجية والإنتاجية والفنية والوسائط الإلكترونية والتدريبية والتأهيلية، وتحديث الأجهزة، وأولويتنا هي إيجاد موارد مالية جديدة لدعم برامج القناة، وتفعيل عمل التسويق والعلاقات، وإن شاء الله سيتم استكمَال دراسة وإنجاح أَكْثَر من مشروع لتحديث منظومة القناة، ورفع الكفاءة ومخاطبة الجهات الداعمة والممولة المحلية والخارجية وفق دراسة فنية شاملة، وتوفير ما يمكن عن طريق الوزارة والدعمين.
- كلمة أخيرة تودون قولها لقراء المسيرة؟
نوجِّهُ دعوةً إلى كُلّ شُرَكاء التعليم من منظمات داعمة، ورجال أعمال، وبيوت تجارية، ومدارسَ أهلية وجامعاتٍ، وكلِّ مَن له علاقة العملية التعليمية، لمساندة ودعم القناة التعليمية، بما يُمَكِّنُها من القيام بدورها، وأداء رسالتها، وسنقدِّمُ مزايا ومساحة بث إعلانية لكل من سيُساهم في رعاية إنتاج برامج القناة الجديدة، كما نوجه رسالةً أُخْرَى إلى أبناءنا الطلاب والطالبات في عمومِ محافظات الجمهورية بالاستفادة من البرامج المنهجية التي تبث عبر القناة، والتواصل معنا للإدلاء بمقترحاتهم وآرائهم، وحث زملائهم على المتابعة، خُصُوصاً المناطق التي تفتقرُ إلى المعلمين المتخصّصين، والمعامل الدراسية، والكتاب المدرسي، ونعدهم بأننا سنعمَلُ جاهدين لتلبية رغباتهم واحتياجاتهم فيما يصُبُّ في خدمتهم، كما أنه ستكون هناك باقة من الإنتاجات الجديدة الهادفة التي ستقدم لكافة الجمهور المستهدف في الفترة المقبلة إن شاء الله.
ونناشد في الأخير رئيسَ المجلس السياسي الأعلى ورئيس الحكومة إلى إيجاد معالجات عاجلة وسريعة لتأمين الحد الأدنى من الموازنة التشغيلية للقناة، وتأمين رسوم البث الفضائي للقمر الصناعي.
كما نذكِّرَ الجمهورَ بأن القناة تبث عبر مدار القمر نايل سات على تردد 12687، أفقي 27500، وبإمكانهم زيارة موقعنا على الإنترنت https://yectv.net، حين يمكنهم أن يجدوا كافة برامجنا.