السفير الأمريكي يراهن على حصان طروادة العجوز لتفجير الوضع في اليمن
إبراهيم محمد الهمداني
كعادتها الدولُ الاستعماريةُ لا تتورَّعُ عن كشف عملائها وجعلهم يمثّلون أحقرَ الأدوار تحت مسمى الوطنية وهم أبعدُ ما يكونون عنها، ولم يكن المذهبُ الوهابيُّ هو الوحيدَ صنيعةَ الماسونية العالمية لاختراق الإسلام والمسلمين، بل هناك العديدُ من الجماعات التي صنعتها الماسونيةُ والصهيونية العالميتان؛ لخدمة مشاريعهما في المنطقة، وقد كشفت عن نفسها مؤخراً تحت مسمياتٍ وعناوينَ متعددة، يجمعُها هدفٌ واحدٌ هو ضربُ الإسلام من الداخل والتشكيك في مبادئه وقيَمه والانحراف به عن مساره الصحيح وجوهره الأصيل، ومن تلك الجماعات داعش والقاعدة وحزب الإصلاح، وغيرها من التنظيمات الإرهابية العميلة، التي عملت وتعمَلُ جاهدةً على النيل من المجتمع العربي المسلم، وتفتيته؛ لتسهيل قيام المشاريع الإمبريالية في المنطقة.
كان حزبُ الإصلاح هو إحدى الجماعات التي انشئت لهذا الغرض، وكانت مهمته استغلال العاطفة الشعبية والحماس الديني، وتبني مشاريعَ هدّامة تهدفُ إلى النيل من اليمن وأمنه واستقراره، غير أن الفشل الذريع كان مصيرهم والسقوط القيمي والأخلاقي والديني كان هو كُلّ ما حصلوا عليه وما يليقُ بهم وبدورهم الأكثر انحطاطاً وقذارةً، حتى بلغ بهم الأمر إلى تأييد العدوان صراحةً ودعوته إلى إبادة جميع أبناء الشعب اليمني لكي يبقى هذا الحزب وأتباعه فقط، ولكي تكون مشاريع أمريكا وإسرائيل أكثر أماناً وتحقّقاً في المنطقة.
ربما كان الرهانُ على عفاش ومليشياته هو الورقةَ الناجحةَ في نظر العدوان؛ ولذلك ادّخروها إلى مراحلهم الأخيرة، ولم يدر بخلد أمريكا وإسرائيل أن زعيمَ الفتنة ومليشياته سينتهي بهذه السرعة، وإن مُخَطّطهم الخياني سيسقط بهذه السهولة، حينها لم يتمالكوا أنفسَهم من الغضب والانهيار، ولم يخجلوا في إبداء مواقفهم وكشف نواياهم الحقيقية، حيث ظهر السفير الأمريكي (تولر) في اجتماع علني في الرياض بعجائز حزب الإصلاح موكلاً الدورَ القادمَ من الفوضى إليهم وداعياً من خلالهم ما أسماه القبيلة اليمنية إلى الثورة ضد الوطن، مساندةً لحصان طروادة العجوز (حزب الإصلاح)، غير مدركٍ أن هذا الحصان العجوز قد تهالك سلفاً وسقط على كافة المستويات والأصعدة، بتكرار فعله الخياني وجرائمه بحق هذا الشعب التي ظل يرتكبها منذ زمنٍ طويل.
تُرى إلى أي مدى بإمكان حصان طروادة العجوز أن يصلَ بالسفير الأمريكي، ومُخَطّطات الصهيونية، خَاصَّةً في ظل معادلات الردع الأخيرة؟!