أسرة الشهيد فاخر.. عطاءٌ لا ينضب
المسيرة| حسين الشدادي:
في أبهى حُلَّة يسجِّلُها التأريخُ كأعظم المواقف المشرّفة جسّدت خلالها أسرةُ الشهيد يحيى فاخر، أسمى معاني العطاء بالدم والمال في سبيل الله، وليس في الأمر غرابةٌ عندما يتعلق الأمر باليمني المعطاء، حيث لم يكن الحصار والعوز وضيق ذات اليد يوماً خلال الألف يومٍ من العدوان عليه عائقاً بل على العكس مما كان يتوقِّعُه العدوانُ الأمريكي السعودي، جاد اليمانيون بفلذات أكبادهم قرابين لله في سبيله تعالى وأتبعوا العطاءَ بالدماء الطاهرة عطاءً بما تيسر لهم من المال.
أسرة الشهيد يحيى فاخر غيضٌ من فيض ما تقدِّمُه مسيرة العطاء في دروب العزة والكرامة، حيث قدمت أسرة الشهيد فاخر يحيى فاخر من أبناء مديرية صنعاء القديمة بأمانة العاصمة قافلة غذائية باسم ابنها الشهيد؛ دعماً للمجاهدين في سبيل الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مختلف جبهات الدفاع عن الوطن وسيادته.
واحتوت القافلة على كميات متنوعة من المواد غذائية والملابس الشتوية، بمناسبة أربعينية الشهيد ومرور ألف يوم من الصمود اليمني في مواجهة العدوان، وفاءاً وعرفاناً للشهداء وتكريماً لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في جبهات الشرف والبطولة.
وأثناءَ تسيير القافلة أكّدت أسرةُ الشهيد أن ما قدموه للمجاهدين يعتبر أقل القليل أمام ما يحققونه من انتصارات عظيمة وتنكيل للعدو الذي أمعن في قتل الأطفال والنساء، مجددين العهد للشهداء بالسير على خُطَاهم وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق النصر وتحرير الأرض اليمنية.
إلى ذلك أكَّدَ أبناءُ صنعاء القديمة خلال مشاركتهم فعالية تسيير قافلة الشهيد فاخر، السيرَ قُدُماً على دروب كُلّ الشهداء العظماء وبذل الغالي والنفيس في ذات السبيل، موضحين أن دماء الشهداء لن تذهبَ هدراً مهما كان حجمُ التالي من التضحيات.
من جانبها قالت لصحيفة “المسيرة” والدةُ الشهيد فاخر، بأنها أنفقت كُلَّ المدخرات المالية التي كانت تُدخَّر من أجل تجهيز عرسه وزفافه في سبيل الله وفي سبيل الوطن وإنفاقها في تجهيز قافلة غذائية وملابس شتوية للمجاهدين.
بدوره أكَّدَ يحيى فاخر والد الشهيد، استمرارَهم في العطاء بكل ما يملكون من مال وأولاد في سبيل ومن أجل الدفاع عن عزة وكرامة هذا الوطن.
واعتبر لطف قشاشة، خالُ الشهيد فاخر، تضحيات الشهداء العظماء بأنها نقطة انطلاقة في مواجهة العدو السعودي، وأن دماءَهم الزكية هي وقود النصر في تلك المعركة.