خطاب السيد القائد في الألف يوم
فاطمــــة حسيـــن
دائماً ننتظرُ بكل شوق ولَهْفةٍ وشغف ظهور السيد القائد في خطاب متلفز، وقد أطلَّ علينا في خطاب استثنائي واستراتيجي وتأريخي شمل كُلّ المجريات والأحداث المحلية، وذلك بعد مرور ألف يوم من العدوان البربري الغاشم على بلدنا اليمن، يقابله صمود أسطوري سجله التأريخ، وعنفوان يماني لا نظيرَ له ولا مثيل، وعظمة وشموخ بمواجهة أعتى عدوان شهده العالم، بتحالف كبرى الدول العالمية التي شاركت بالسلاح والعتاد، وصبت كُلّ أسلحتها الفتاكة فوق هذا الشعب، وفرضت عليه حصاراً خانقاً وقاتلاً بحق أكثر من عشرين مليون إنْسَان، إلاّ أن هذا الشعب أثبت قدرتَه الفائقة على مواجهة جحافلهم، ويعتبر صمودُه لألف يوم رغم معاناته وتضحياته مفارقةً عجيبةً في تأريخ البشرية.
وقد يتساءل البعضُ: ما سر هذا الصمود الأسطوري ?! هنا يكمن دور القيادة الحكيمة، حيث أن لها الدور الأكبر في هذا الصمود، دور ينبع من صدق ناصع وإخلاص معتق لهذه القيادة، بقوتها الإيمانية وتربيتها القُـرْآنية، فهناك أثر كبير للقيادة حيث أن الدور الأبرز لها إدارة الملفات السياسية والعسكرية والملفات الأخرَى باقتدار وحكمة وشجاعة، فهو رجلٌ لم تنجب الأمهات عبر تأريخها مثلَه، فهو من اتّسم بروح العطاء والتضحية والفداء، وجسّد كُلّ القيم الإنْسَانية، فهو قائدٌ بحجم وطن وأُمّة، صدق مع شعبه، فبادله الوفاءَ بالوفاء.
كلماتُ وتوجيهاتُ السيد القائد الحكيمة يستفيدُ منها الداخلُ والخارجُ، فليس الشعب اليمني مَن ينتظر خطاب القائد، بل كُلّ أحرار العالم، وكذلك الأعداء، فكلماته تلك يحسبون لها ألف حساب، فهي تربكهم في كُلّ مرة وتجعلهم يُعيدون حساباتهم.
فالسيدُ القائدُ يأتي دورُه في كُلّ الميادين سواء في ساحات المعارك، أَوْ في الميدان، ويأتي أثرها الكبير على كُلّ الاتجاهات، وكل ذلك هو سر العلاقة الإيمانية للقيادة وثقتها بالله وتوكلها عليه، فالتأييداتُ الإلهية والانتصارات لا تأتي إلا لمَن كان ارتباطه وثيقاً بالله.
وخطابُهُ جاء في وقت مهم ومرحلة جديدة بعد ألف يوم، فمن بعد هذا الخطاب ستنقلب الموازين وتتغير الجغرافيا وتتشكل الخارطة من جديد، فالقائد قد فرض في خطابه هذا معادلةً جديدةً، إذا كانت صنعاء وقصورها في مرمى استهدافهم، ستكون عواصمُهم وقصورهم في مرمى استهدافنا، فلا يمكن أن تبقى الأيدي مكتوفة والأعين متغاضية عما يحصل، فالسن بالسن والجروح قصاص، وأَدَوَات أمريكا ستكون نهايتها قريبةً بإذن الله، ولا على الشعب اليمني إلا أن يزداد في صموده وثباته، وأن يوحد صفوفه، ولا يجعل للأعداء ثغرةً للدخول منها، وأن يكون متكاتفاً ومتعاوناً ورافداً للجبهات، والنصر هو حليفُهُ، وستبدأ مرحلة جديدة من بعد الألف يوم، وسيكون هناك يمنٌ جديدٌ معتمداً على نفسه في كُلّ المجالات، وستتشكَّلُ الخارطة المرسومة بأياديَ يمنيةٍ، ليس للهيمنة والوصاية الأجنبية فيها أي نصيب، وسيتم قطعُ كُلّ أياديهم وأذرعِهم في المنطقة، وعلى رأسها النظام السعودي، النظام الظالم الذي جثم على صدر الأُمَّة بعمالته وارتهانه للأمريكي والإسرائيلي، وانزلافه في مشاريعهم وتنفيذ مؤامراتهم في المنطقة، فيعمل بإخلاص للأجنبي للعبث بأمن واستقرار المنطقة وتهيئة الشعوب للتقبل بالمحتل.
السيد أكد أن هذا العدوان لن يحصدَ سوى الخيبة والخُسران، وعلى المعتدين أن يراجعوا حساباتِهم، فما بعد الألف يوم ليس كما قبله، وعلى العدو أن يفهم، فهو مَن إذا قال فعل، والمعادلة الجديدة كفيلةٌ بإثبات ذلك..