القيادي بحزب الرشاد وعضو مؤتمر الحوار الوطني محمد طاهر أنعم لـ صحيفة المسيرة:
معظم السلفيين ينظرون إلى الإمارات كعدو محتل وصمود الـ1000 يوم دليلٌ على صلابة الشعب اليمني وقدرته على مواجهة أعتى عدوان لفترات أطول
الانتصار للقدس بتحصين الشعوب بالسخط على العدو الصهيوني.. وعلى محور المقاومة إعداد العدة للمواجهة بالسلاح والرجال والمال
نشيد بقرار العفو العام ونأمل استمرار المصالحة الوطنية ومستعدون للقيام بدور الوسيط للمقاربة بين مختلف الأطراف
ندعو الوحدة الصاروخية لمضاعفة جهودها لتطوير الصواريخ لمدى أطول وضرب مكامن الوجع بأبو ظبي والرياض
لو استمرت الفتنة لَكانت هناك مخاطر وكوارث كثيرة وكبيرة وربما كانت صنعاء مثل بقية المحافظات المحتلة
وقفُ العدوان لن يكونَ إلا بالمزيد من الصبر والصمود والضربات الصاروخية المكثفة على الرياض وأبو ظبي
لقاء بن سلمان وبن زايد باليدومي والآنسي يعبر عن حالة الضعف والاستجداء التي وصلوا إليها بعد فشل مخطط الفتنة الذي كان ورقتهم الأخيرة وراهنوا عليها طويلاً
نحن جزء من القبيلة وكُلٌّ له قبيلته ونحن نمجّد ونقدّر دور القبيلة اليمنية الحاضر والفعال وبقوة في مواجهة العدوان
قال القياديُّ بحزب الرشاد السلفي الأستاذ محمد طاهر أنعم بأنه من المفترض بعد تجاوز أحداث فتنة الـ 2 من ديسمبر أن يتم تشكيل حكومة مصغرة أَوْ حكومة إدارَة أزمات يتم تشكيلها من مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية، مشيراً في الوقت ذاته خلال الحوار التالي مع صحيفة المسيرة، إلى أن صمود الشعب اليمني لأكثر من ألف يوم أمام أقوى عدوان عرفه التأريخ هو صمود أسطوري؛ لرفض الوصاية الخارجية، مضيفاً أن الشعبَ فخورٌ بهذا الصمود ومستعدٌّ للصبر والثبات لفترات أطول.. مؤكداً أن العدوان لن يتوقف إلا من خلال إرسال المزيد من الصواريخ البالستية إلى أبو ظبي والرياض..
حوار| عبدالرحمن مطهر
- بعد أحداث الفتنة الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء وبعض المحافظات.. من وجهة نظركم ما المطلوب من المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني وأَيْضاً من الأحزاب السياسية والمجتمع بشكل عام؟
أولاً نرحِّبُ بكم وبصحيفة المسيرة الغراء، وَالحمدُ لله نستطيعُ القولَ إننا تجاوزنا فتنةَ الثاني من ديسمبر، التي لو كانت استمرت لَكانت هناك مخاطرُ وكوارثُ كثيرةٌ وكبيرةٌ، وربما كانت صنعاءُ مثلَ بقية المحافظات المحتلة من ناحية الاقتتال الداخلي والانقسام والتفجيرات والاغتيالات، والحمدُ لله تم إفشال هذه الفتنة، ولم ينجح العدوُّ في تنفيذ مُخَطّطه، والواجب الان من المجلس السياسي الأعلى إعادَة تشكيل الحكومة، وأن تكون هنالك تعديلاتٌ أَوْ تشكيلٌ جديدٌ؛ لأننا انتقلنا من مرحلة إلى مرحلة أُخْرَى، ومن المفترض أن تكون هناك حكومةٌ مصغَّرةٌ من خلال دمج بعض الوزارات، كما في بعض الدول حكومة حرب وإدارَة الأزمات، كما نأمل توسيعَ المشاركة السياسية، خَاصَّة أنه كان سابقاً للأسف الشديد حزب المؤتمر الشعبي العام يرفض مشاركةَ بعض الأحزاب السياسية في تشكيل الحكومة. كما أن على جميع القوى السياسية المناهضة للعدوان أن تعيدَ ترتيبَ صفوفها مرةً أُخْرَى، بحيث تستطيعُ أن تكونَ جبهةً متماسكةً ضد العدوان.
أمّا بالنسبة للمجتمع فيجبُ عليه بعدَ فتنة الثاني من ديسمبر أن يتجاوزَ المحنةَ وأن لا يقبل الانصياعَ للتحريض الاعلامي التي تقومُ به القنوات المحسوبة على العدوان، فهذه أراجيفُ وتحريضٌ بصب الزيت على النار، وهي كاذبة في ما تدّعي، وهي لعبة اعلامية يجبُ على المجتمع اليمني عدمُ التجاوب معها أَوْ تقبُّلُها، فالله سبحانه وتعالى عاب على بعض الصحابة في أيّام النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم يستمعون لِشائعات المنافقين فقال الله تعالى: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) صدق الله العظيم، يعني كان بعضُ الصحابة يستمع الشائعات ويقومُ بنقلها، فاللهُ عاب عليهم ذلك؛ لأن الذين يسمعون شائعات قنوات العربية والحدث واسكاي نيوز، بوجود قتل ومعتقلات ونهب لبعض كوادر المؤتمر يُنصِتون لأخبار كاذبة وعارية من الصحة.
- كيف تنظرون كحزب الرشاد السلفي لدعوة الرئيس الصماد إلى المصالحة الوطنية وقرار العفو العام؟
نحن نؤيد ونُشيدُ بقرار العفو العام، ونرجو أن تتمَّ المصالحةُ الوطنيةُ وأن تستمر، وبدورنا مستعدون للقيام بدور الوسيط للمقاربة بين وجهات النظر لدى التيار الوطني في حزب المؤتمر الذي ليست له علاقات مع الخارج أَوْ مع العدوان، وكذلك وسيط لدى أنصار الله لهذا التيار، فلنا علاقة طيبة مع الجميع، إن لزم الأمر وطُلب منا، ولكن نرى أن هناك شيئاً من التواصل بين القيادات الوطنية في الداخل وأنصار الله، اما القياداتُ التي في الخارج العميلة والمحسوبة على حزب الرشاد السلفي لنا منهم موقفٌ منذ بداية تحديد موقفهم المؤيد للعدوان، وقطعنا تواصُلَنا بهم تماماً؛ لأنهم يدعون إلى القتل والحرب والدمار، وهذا موقف مؤسف منهم، ولا نقبَلُ به، وبيننا قطعُ صلة بشكل كامل.
- هل بالإمكان أن تُعيدَ بعض قواعد الأحزاب المرتهنة للعدوان ترتيبَ أوْراقها وإظهار موقفها من العدوان كي تُمنح فرصة في المشاركة السياسية والإسهام في التقارب في وجهات النظر والحلول السلمية لوقف العدوان على اليمن؟
هذا سؤالٌ مهمٌّ ويدورُ النقاشُ حوله منذ سنتين، لكن للآسف هنالك تعطيلٌ للجنة شؤون الأحزاب السياسية، وبعض الأحزاب التي ذهبت قياداتُها مع العدوان طالبت بتسليمها لمقراتها وحساباتها ولكن لجنة شؤون الأحزاب مجمِّدةٌ لهذا الموضوع، ولم تتجاوب مع هذه الدعوات وكأنها تنتظرُ عودةَ تلك القيادات لتستلمَ هي مقراتها في صنعاء أَوْ غيرها، ونحن نطالب المجلس السياسي الأعلى أن يتحَــرّك في هذا الإطار، فهذه أشياء مهمة، وهناك بعضُ الأحزاب تطالبُ منذ سنتين بتسليم مقراتها، وإعلان موقفها من العدوان، فالمسئولية تتعلق بلجنة الأحزاب السياسية التي تنتظر حلاً سياسيّاً ممكناً، ولكن يجب عليها مراجعة هذه الاجراءات والحسابات المغلوطة؛ لنتجاوز هذه المرحلة. أَيْضاً المطلوب من الدولة أن تُعيدَ فتح مكاتب ومقرات الأحزاب، لإعادَة تنظيمها وترتيب عملها ومنح مقرات للأحزاب التي لا يوجد لديها، ومن ثم تعقد هذه الأحزابُ مؤتمراتٍ وندواتٍ للاجتماع بأعضائها؛ لأن العملَ السياسي يحتاجُ لتحَــرّك وتجمعات وغيرها؛ استجابة لأعضائها من المحافظات..
- ما الذي يمكن أن تقدِّمَه تلك الأحزابُ إذا تحَــرّكت؟
هذه الأحزابُ وغيرُها مثل أحزاب التحالف الوطني والبعث والناصري عريقةٌ، وكذلك التكتلات المناهضة للعدوان، ولكلٍّ منها تكتلان، تكتل كان متحالفاً مع أنصار الله، وتكتل كان متحالفاً مع المؤتمر، ولا بد أن تشعر هذه الأحزاب والتكتلات بمنحها فرصةً للممارسة العمل السياسي، فاليمن ليس مقتصراً على تيارين فقط، فهناك تيارات أُخْرَى.
- أستاذ محمد هناك من يقول إن بعض الأحزاب التي ذكرتها هي أساساً أحزاب غير فاعلة وليس لديها حضور ما تعليقكم؟
ربما البعضُ غيرُ فاعل، لكن البعض الآخر لديه فاعلية من ناحية التأريخ، مثلاً بعض الأحزاب المناهضة للعدوان أحزابٌ عريقة لها أكثر من أربعين سنة كتنظيم التصحيح وحزب جبهة التحرير على سبيل المثال.
- أستاذ محمد إجمالاً ما تقييمكم لدور الأحزاب السياسية في مواجهة العدوان ككل بعد ألف يوم من العدوان؟
في الواقع الأحزاب السياسية غير فاعلة جماهيريًّا كما يجب؛ وذلك؛ بسبب عدم وجود انتخابات،؛ لأن الحراك السياسي ينشِّطُ الأحزاب لدعوة جماهيرها وقواعدها وهذا توقف وأصاب بعض الأحزاب بالجمود، لكن في ظل العدوان الدورُ يرتكزُ على النخب السياسية من قيادات هذه الأحزاب، وبعضُها يقوم بدور جهادي كبير، وتعرض حياتها للخطر، خصوصاً وهي غيرُ منتمية للمؤتمر أَوْ لأنصار الله، فتعرض حياتها للخطر فتعقد ندوات ومشاركات سياسية وفي الندوات والوقفات الاحتجاجية التي يقيمُها أنصار الله والمؤتمر، كُلٌّ يشارك مع حليفه وهذا جهد لا بأس به حسب المتاح.
- ما موقفكم من القيادة المؤيّدة للعدوان من حزب الرشاد؟
كما ذكرت لك نحن منقطعون عنهم بشكل نهائي، وليست هناك صلة لنا بهم وبمواقفهم، فهم يمثلون أنفسهم.
- هل تم فصلهم من عضوية الحزب؟
لم تتح لنا الفرصةُ لذلك، فلجنة الأحزاب السياسية لم تُعِد لنا مقراتِنا والعقود والختوم والموازنة لكي نتحَــرّكَ ونجمعَ الحزب ونقومَ بفصلهم.
- كيف تقرأون لقاء محمد بن سلمان ومحمد بن زايد مع قيادات حزب الإصلَاح؟
هذا يعبر عن حالة الضعف والاستجداء التي وصلوا إليها بعد فشل مُخَطّط الفتنة، التي كانت ورقتهم الأخيرة، وراهنوا عليها طويلاً، فشكّلت لهم صدمة عنيفة أفقدتهم الوعي، ففتحوا جبهةً في الخوخة وجبهةً في شبوة وبعدها في نهم، وقامت قنواتهم من نقل الزفة من صنعاء تتحرر.. إلى الخوخة وشبوة، وبعد الفشل إلى نهم، تخبط؛ بسبب الصدمة العنيفة التي فشلت خلال ثلاثة أيّام سبّبت لهم عدمَ توازن، واللقاء باليدومي؛ بسبب ضغط سعودي شديد للبحث عن نصر ولملمة أوراق لتحريك جبهتَي نهم وميدي والجبهات التي يُشْرِفُ عليها علي محسن؛ لأنهم متقاسمون، الجنوب معهم جبهات المخاء، وللإصلَاح وعلي محسن جبهات الشمال، وهذه محاولة لدعمهم وتحريهم بعد الإحساس بالفشل وإن شاء الله لن تفلح تحَــرّكاتهم، ولكن على الأجهزة الأمنية أن تكون في يقظة دائمة وفي كُلّ لحظة وكل ساعة ومراقبة كُلّ التحَــرّكات المشبوهة وذات الارتباط بالطرفين القديمة والجديدة.
- لماذا يتم استهداف مشايخ وخطباء السلفية في عدن الواقعة تحت الإحتلال؟
يتمُّ ذلك؛ بسبب الصراع بين الإمارات وقطر، وهو صراع إقليمي في اليمن وليبيا وغيرها من المناطق، وهو امتدادٌ لهذا الصراع، والاستهداف من قبل الإمارات يتم للشخصيات السلفية القريبة من القيادة القطرية، والعكس الشخصيات السلفية القريبة من الإمارات تقوم جماعة الإخوان المسلمين باستهدافهم، وهذه إشكالية إقليمية للأسف.
- هل هناك علاقة للسلفيين المرتبطين بقوى الاحتلال الإماراتي بحزب الرشاد؟ ولماذا يستهدف السلفيون بأكثرية؟
لا أتوقع ذلك، فلدى الإمارات جناح مخابراتي في الحراك الجنوبي يقومون بهذه المهمة، وعندي ملاحظة أن الأحزاب السلفية غير مرتبطة بقيادة منظمة دولية، كحزبِ الإصلَاح، ونحن في حزب الرشاد تيار يختلف من جامع إلى جامع آخر، ومن هم مع الإمارات لا يمثلون الحزب ككل وكذلك غيرهم، فهذا تيار متنوع وليست له قيادة موحدة؛ ولهذا نجد التنوع والحرية ويوجد ظهور لهاني بن بريك في عدن وأبي العباس في تعز؛ بسبب المال الإماراتي الذي روّج لهم إعلاميا وحصلوا على المال والسلاح الذي تم توزيعُه للمنتسبين فأصبح لديهم ميليشيات قوية، ولكن هناك آلاف السلفيين يكرهون الإمارات كونها عدوًّا محتلاً، ولكن لا يوجد من يدعمهم ليُسمع صوتُهم إعلامياً.
- هل بينكم وبين القيادات السياسية للتيارات السلفية المختلفة نوعٌ من التواصل؟
منذُ بداية العدوان على اليمن انقطعت كُلّ تواصلاتنا، بالرغم من أنهم هددونا؛ لأننا نصحناهم بأن السعودية لن تنجحَ في عدوانها على اليمن، وأن عليهم مراجعةَ حساباتهم، وأن اختيارَهم كارثي وخاطئ وسيندمون عليه، فالكثيرُ من الناس كان يتناوَلُ طبيعة الحرب بأنها مجرد شهر أَوْ شهرين وتنتهي بالنصر للسعودية، كما روّجت له وسائلُ الإعلام التابعة للعدوان مثل الجزيرة والحدث والعربية واسكاي نيوز..
- كيف هي علاقتكم بحزب الإصلَاح وقياداته؟
إلى ما قبل الأزمة كانت علاقتُنا بهم ممتازةً، وكنت مقرباً منهم بحكم العمل السياسي في ساحة الحرية في تعز التي كنتُ أخطب فيها منذ 2011م، ولكن للأسف موقفُهم من العدوان أساء لهذه العلاقة، وبقيت لدينا بعضُ الارتباطات والعلاقات الشخصية.
أما من في الداخل، فهم أنواع على حسب مواقفهم من العدوان، فمنهم الصامتون الذين لا موقفَ لهم، ومنهم الرافضون لهذا العدوان، ومنهم المؤيد للعدوان، فعندما نلتقي أَوْ نتواصل ببعضهم مثل الوزراء السابقين وأعضاء مجلس النواب والشخصيات القيادية التي لا تزالُ في الداخل فمواقفهم ترفض التصريح والظهور الإعلامي لأسباب معينة، ربما تنظيمية، هؤلاء موجودون في صنعاء وإب وتعز، ولكن الذين هم في دول العدوان فلا صلةَ لنا بهم فهم في مرمى النار كما يقال فلا نتواصلَ معهم.
- كيف ينظر حزب الرشاد لدور القبيلة في مواجهة العدوان؟
كما أسلفت بأن السلفيين ليسوا جماعةً منظمةً بل تيار، لا يوجد موقفٌ موحَّدٌ من القضايا ومنها القبيلة، وفي النهاية نحن جزء من القبيلة وكُلٌّ له قبيلتُه، ونحن نمجّدُ ونقدّر دورَ القبيلة اليمنية الحاضر والفعال وبقوة في مواجهة العدوان، فهي إلى اليوم لم تُخترَقْ، ونثمِّن مواقفها الموجودة عبر التأريخ في الدفاع عن الشعب.
- بداية كيف تقرأون صمودَ الشعب اليمني بعد مرور ألف يوم من العدوان الأمريكي السعودي؟
بالنسبة لصمود الشعب اليمني في وجه أعتى عدوان عرفه التأريخ لا شك أنه صمود أسطوري إن صح التعبير، خصوصاً في مواجهته لأقوى الدول وأغناها من كُلّ النواحي المالية والعسكرية، بأسلحتها المتطورة، وهذه معجزة تدل على توفيق الله وقوة وصلابة هذا الشعب اليمني ومكوناته الحيّة، ورفضهم للاستمرار تحت الوصاية والهيمنة السعودية؛ ولذلك نحن فخورون بهذا الصمود خلال هذه الفترة، وسيصمد الشعب اليمني لفترات أطول إن استمر العدوان.
- من وجهة نظركم بأية طريقة يمكن وقف العدوان؟
وقفُ العدوان لن يكونَ إلا بالمزيد من الصبر والصمود والضربات الصاروخية المكثفة على الرياض وأبو ظبي، ففي حال شعرت قوى العدوان بالخطر عليها قد توقف العدوان وتقبل بالجلوس على الطاولة للتفاوض، أما وقفُ العدوان بالمناشدات عبر المنظمات الأُمَـمية والإنْسَانية فهذا لم ولن يفيد مع السعوديين والإماراتيين، فهم قومٌ منافقون وجبارون ومتكبرون، حيث جاء وصفهم في الحديث النبوي السابق قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (الإِيمانُ يَمانٍ هَهُنا، أَلا إِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ في الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصولِ أَذْنابِ الإِبْلِ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنا الشَّيْطانِ في رَبيعَةَ وَمُضَرَ) أي في نجد.. وفي القرآن يقول الله تعالى (الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا)، فالمناشدات بإيقاف العدوان والحصار لن تجديَ نفعاً معهم بالمطلق، وسوف تأخذهم العزة بالآثم؛ ولذلك ندعو الوحدة الصاروخية إلى بذل المزيد من الجهود ومضاعفتها لتطوير الصواريخ وترتيبها لضرب أبو ظبي والرياض حتى يشعروا بالخوف ويقبلون بالجلوس على طاولة المفاوضات؛ للبحث عن حل، أما الاستجداء لا يفيد معهم، وقد يزيد من غطرستهم، فهذه نفسية المتكبر والمتغطرس، فكلما ضُرِبَ تراجع وقال تعالوا نتفاهم، ولذلك الحل الوحيد أَمَام الشعب اليمني في الاستمرار في تطوير الصواريخ وضربها على العدو، وكذلك على المستوى البحري وضرب السفن التابعة للعدوان.
- برأيكم ما موقف المرتزقة التابعين للعدوان في الرياض خَاصَّة بعد الـ 1000 يوم من العدوان؟
لا شك أن الكثيرَ منهم يشعر بخيبة الأمل ويخاف من العودة؛ نتيجة مواقفه الخاطئة وتحريضه لارتكاب القتل وسفك الدماء بحق أبناء شعبه فمن سالت دماء ابنائهم ودُمّرت بيوتهم لا يمكنهم التعامل معهم بشفقة، بل سيكونون مضطهدين وفي خطر من الانتقام الشعبي، فورطتُهم كبيرة حقاً، فهم غرقوا في الفجور والخصومة.
- هل قيادات المرتزقة والمغرر بهم قادرون على مراجعة حساباتهم؟
لا أعتقدُ ذلك، فمن يرتبط بالمال ولا يهمه سوى المال ولا يمكن أن يراجع حساباته، فحساباته هي المال فقط، وأن تستمر الـ 3 آلاف الإماراتي أَوْ الـ 4 للمقاتل، فهمهم المال واستمرار ذلك المال ليأكل ويشرب ويحصل لليمن ما يحصل.. وفي الفترة الأخيرة تقريبا هناك تقارُبٌ بين جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الله؛ بسبب الضغط القطري بعد المشاكل الأخيرة بين قطر والإمارات والسعودية؛ ولذلك كان الضغط السعودي على محمد بن زايد للتقارب مع الإصلَاح والاجتماع باليدومي والآنسي؛ بهدف قطع اليد القطرية عن الملف اليمني واستمرار الحرب من ناحية، ومن ناحية أُخْرَى فقيادة الإصلَاح كاليدومي والآنسي سمحت لهم السعودية مؤخراً بحرية الأعمال والتوطين وسمحت لهم بفتح محلات تجارية ومولات عملاقة؛ لكي تستمر بالتحكم باتباعها، حسب ما بلغني من مصادرَ غير رسمية، فحياة هؤلاء مرتبطة بالنظام السعودي والمال السعودي فقط.
- بالنسبة للملف الفلسطيني كيف تنظرون لتوقيت قرار ترامب بخصوص القدس؟
القرارُ الأمريكي بإعلان القدس عاصمةً لإسرائيل اعتداء سافر على الأُمَّة العربية والإسلامية، وليس بجديد، فهذا القرار قديم من 40 سنةً، فكل رئيس كان يأتي ويتحدث عن ذلك، ثم يتراجع؛ بسبب ردة الفعل وعندما جاء ترامب الذي يوصف بالتهور اتخذ هذا القرار بعد تنسيق مع السعودية والإمارات والبحرين، وأنه لا توجد لهم ردة فعل مقابل تثبيت كراسي عروشهم، فوجد الفرصة مناسبةً فأعلن ذلك ولكن الصفعة المناسبة للأمريكي جاءت من داخل مجلس الأمن والجمعية العامة للأُمَـم المتحدة التي صوّتت لقرارها 9 دول فقط ووقف ضد القرار 128 دولة وامتنعت البقية، وهذا يشكل 5% لا غير ولم تكن بحُسبان ترامب، هذا القرار جاء ليعبر عن العُزلة الأمريكية التي وصلت إليها حالياً وأنه لا يوجد مَن يثق بأمريكا حالياً فكانت النتيجةُ مناسبةً.
- لكن مع ذلك القرار الأُمَـمي لن يؤثر وأمريكا مصرة على نقل السفارة؟
هذا لا يؤثر إن نقلت أمريكا سفارتها وبقية دول العالم لم تنقل سفاراتها ومنها الدول الأوروبية، وستبقى أمريكا في عزلة تعبر عن عُنصريتها وانحيازها الواضح.
- كيف تنظرون إلى مواقف الدول العربية والإسلامية خصوصاً بعد مؤتمر اسطنبول؟
بخصوص التصويت فموقفها مشرّف، باستثناء افغانستان التي انسحبت من الجلسة، والبوسنة والهرسك امتنعت؛ بسبب حاجتها للمساعدات، ولا توجد دولة عربية أَوْ إسلامية من الدول الـ9 التي صوّتت لصالح أمريكا، وبخصوص مؤتمر إسطنبول فكان هناك نوع من التحدي للقرار الأمريكي، وهذا شيء جيد من ناحية، ومن ناحية أُخْرَى نحن نعرف ونقرأ ونسمع في وسائل إعلام إسرائيلية بأن هناك تواصلاً مع بعض الدول العربية التي توافق إسرائيل وأن تعترض بهذا الخصوص، وهذه مواقف في مهب الريح.
- في ختام هذا الحوار ما المطلوبُ من الشعوب لنُصرة القضية الفلسطينية؟
يجبُ إحياءُ المظاهرات والتنديدات والندوات تعبئة الشعوب بالسخط على العدو الصهيوني وتوعيتها بجرائمه السوداء بالمناهج الدراسية وكل وسائل التوعية، وأن القدس عاصمةُ فلسطين وكُلُّ فلسطين أرضٌ مغتصبة ويجب تحريرُها، هذا في الجانب السياسي، وفي الجانب العسكري يجبُ على محور المقاومة والممانعة أن يُعِدَّ العُدَّةَ لمقاومة هذا الاحتلال بالسلاح والرجال والمال ويُدعم من قبل كُلّ الشعوب ويجب على الشعوب أن تعترضَ المواقف السعودية والإماراتية تجاه إسرائيل، ويجب أن تكون الشعوب في صفوف المقاومة والممانعة بعيداً عن مواقف الأنظمة المنبطحة.