ماذا بعد هذا الصمود والاستبسال؟!
محمد صالح حاتم
ونحن في بداية الألفية الثانية من العدوان والحرب والقتل والدمار والحصار والجوع والمرض، والتي يشنها ويفرضها علينا تحالف القتل والإرْهَاب العربي بقيادة مملكة بني سعود، والتي قابلها صمود وتضحية واستبسال أسطوري من قبل شعبنا العظيم، أذهل العالم، وهذا هو الخيار الذي اختاره شعبنا منذ أول يومٍ شن تحالف القتل اولى غاراته على شعبنا العظيم في 26 مارس 2015م.
فالسؤال الذي يتبادر إلى ذهن كُلّ يمني صمد وصبر واستبسل وضحّى ماذا بعد 1000 يوم من العدوان والصمود؟
فاليوم نحن مطالبون أَكْثَر من ذي قبل بمواصلة الصمود والتضحية والفداء في سبيل الدفاع عن الوطن الأرض والإنسان، والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية حتى تحقيق النصر الكامل والشامل وتحرير الأراضي اليمنية المحتلة من قبل بني سعود وعيال زايد.
فيجب لملمة الجراح ونشر ثقافة المحبة والتسامح والأخوة، والاستفادة من قرار العفو العام، وعدم التشفي ونسيان الماضي بآلامه واحزانه وجراحه والنظر للمستقبل وبناء يمن واحد تسوده المحبة والوحدة والاخوة، يمن مزدهر تحكمه مؤسسات الدولة بعيداً ًعن التعصب والكراهية والمناطقية والمذهبية التي يخطط لها العدو.
فنحن مطالبون اليوم بمواصلة مسيرة الدفاع عن الوطن ورفد الجبهات بالرجال والمال والسلاح.
وعلى الحكومة تفعيل عمل مؤسسات الدولة، وكذَلك تفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة الحكومية، والأجهزة القضائية، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن الانتماءات الحزبية الضيقة، بعيداً عن الإقصاء والانتقام.
يجب العمل بروح الفريق الواحد بدون مجاملة أَوْ محسوبية، فالوطن يتسع لجميع أبنائه الشرفاء المخلصين الوطنيين الاحرار، ومسؤولية بنائه هي مسؤولية الجميع، والوطن ليس خاص بحزب أَوْ مكون سياسي، أَوْ ملك شخص أَوْ جماعة بل هو ملك الجميع.
فيجب النظر بعين الرحمة للشعب المناضل والصامد والصابر، وذَلك من خلال الرقابة على أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية وأسعار الغاز المنزلي ومحاربة ومعاقبة مفتعلي الأزمات وتجار الحروب الذين يتاجرون بأقوات المواطنين، والذين لا يخدمون غير قوى العدوان، وهم بعملهم هذا يريدون إضعاف الجبهة الداخلية وخلخلة تماسكها.
فيجب أن تكون يداً تدافع عن حياض الوطن، ويداً تعمل على بنائه وتحاسب كُلّ من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار اليمن والمتاجرة بأرزاق المواطنين الصامدين والصابرين امام تحالف قوى العدوان.
فدماءُ الشهداء وآلام وانين الجرحى وآهات الثكالى ودموع الأيتام لن تروح هدراً، فهي من ستنتقم من تحالف القتل والإرْهَاب السعودي ومفتعلي الأزمات وتجار الحروب.
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.