السن بالسن والجروح قصاص
فاطمــة حسيــن
في كُلّ يوم يتجدد ويتكرر سيناريو الإجرام بحق المدنيين الأبرياء في عموم أرجاء اليمن، منذ مطلع الشهر الجاري بعد سقوط مخطط الفتنة, حيث يتم ارتكاب أبشع المجازر بحق النساء والأطفال والأبرياء، والتي تعد انتهاكاً سافراً لكل القيم والشرائع والمبادئ والقوانين الإنْسَانية، وكل هذه المجازر الوحشية التي يندى لها جبين الإنْسَانية، تعبر عن مدى وصول قوى العدوان إلى الحضيض والفشل اللامحدود جراء ما ارتكبته أياديهم الآثمة بحق الشعب اليمني، وما وصلوا إليه من الشر والفساد والطغيان، في صورة تعكس مدى التخبط والعجز التام الذي يعانيه تحالف العدوان أمام القوة والبأس اليماني المتنامي يوماً بعد يوم,
والذي جعل العدوان يتمادى أكثرَ في ارتكاب الجرائم سببه صمت المجتمع الدولي وتغاظي وتواطؤ العالم، الذي بقي متفرجاً وساكتاً إزاء ما يحصل للشعب اليمني المسلم الذي تُستباح دماؤه، وتستهدف كُلّ مقومات الحياة فيه،ولكنّ الشعب اليمني ورغم ذلك أثبت وبكل جدارة قدرته على الصمود إلى ما لانهاية، فمن صمد لألف يوم قادرٌ على أن يصمد ألف عام.
فكلما ازداد العدوان بغياً ازداد اليمنيونَ قوةً وبأساً وتنكيلاً بالأعداء في كُلّ ميادين وساحات القتال، وخصوصاً قوة الردع الصاروخي الذي تتنامى قدراته كلما طال أمد الحرب، حيث بات الأمريكي والإسرائيلي والسعودي يعيشون في وتيرة من الرعب والارتباك والهستيريا على كُلّ الأصعدة، ويحاولون الترويج دائماً عند إطلاق صاروخ بأنه إيراني، وذلك لحرف الأنظار عن تداعيات الصاروخ، والتغطية على فشل أنظمة الباتريوت الأميركية من اعتراضها، خصوصاً بعد مرور ألف يوم من العدوان، والذي جعل موازين الحرب تنقلب، وذلك بوصول الصاروخ البالستي إلى قصر اليمامة في العاصمة الرياض في يوم الألفية، وبدء استراتيجية الردع والرد بالمثل، وهذا ما جاء على لسان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير، وتأكيده أن ما بعد الألف يوم ليس كما قبله، وسيكون السن بالسن والجروح قصاص.
على النظامين السعودي والإماراتيين أن يأخذا كلام السيد القائد بعين الاعتبار، قبل أن يقعَ الفأس في الرأس، فاستمرارهم في العدوان ستترتب عليه عواقب وخيمة، وستكون مدمرةً للاقتصاد والأمن السعودي والإماراتي، وخيار استمرارية الحرب في اليمن سيكون خطوة انتحارية بكل المعنى..