قصر اليمامة في الرياض يخرج عن الخدمة والنظام السعودي يلجأ لقصر العوجا في الدرعية
المسيرة| خاص
مع وصولِ الصواريخ اليمنية لأكثر الأماكن حساسيةً في السعودية بات النظام السعودي عاجزاً عن تقديم أية أدلة تؤيّدُ مزاعمَه بتمكُّن بطاريات الباتريوت من اعتراض تلك الصواريخ التي طالت مؤخراً القصرَ الملكيَّ السعودي (قصر اليمامة) في الرياض والذي أظهر لجوءَ أركان النظام لاستقبال الضيوف في قصر آخر أن قصرَ الرياض بات خارجاً عن الخدمة.
وكالة الأنباء السعودية نشرت، الخميس الماضي، خبرَ استقبال الملك سلمان للنائب الأول لرئيس وزراء الكويت ووزير الدفاع في “العوجا” بالدرعية العاصمة السابقة للنظام السعودي، وأرفقت مع الخبر عدةَ صور للقاء من داخل القصر الذي بدا أنه تم تجديدُه على الطراز القديم من حيث النقوش القديمة اليدوية وتغطية الجُدران بمادة “الجص”.
في اليوم ذاته نشرت الوكالة ذاتها خبرَ اجتماع ولي العهد محمد بن سلمان مع نائب رئيس الوزراء الكويتي، لكنها قالت إن الاجتماعَ تم في العاصمة الرياض، رغم أن الصورَ التي أرفقتها مع الخبر تظهر أن الاجتماع تم في قصر “العوجا” في الدرعية من خلال الديكور الداخلي للقصر وألوانه ونقوشه التي ظهرت مطابقةً للقاء الأول مع الملك.
لم يكن الارتباكُ السعودي في تحديد مكان اجتماعات الملك وولي عهده هو الوحيد الذي يدُلُّ على خروج “قصر اليمامة” في الرياض عن الخدمة أَوْ شيوع الرعب لدى قيادة النظام السعودي بعد تعرُّض قصرهم لقصف صاروخي يمني؛ لأن هُناك شواهدَ وأدلةً أخرى أكدت نجاحَ معادلة الرعب الجديدة.
في هذا السياق، وعندما أعلنت القوةُ الصاروخيةُ في 19 ديسمبر الجاري استهداف قصر اليمامة في الرياض كان ذلك بالتزامن مع موعد اجتماع للملك وولي عهد مع الحكومة لإعلان موازنة العام الجديد، لكن ذلك الاجتماع انعقد في وقت غريب، أي بعد عصر يوم إطلاق الصاروخ وفي قاعة غير القاعة الرئيسية للاجتماع الحكومي الأسبوعي في القصر السعودي، كما ظهرت ستةٌ من الكراسي المخصّصة للوزراء لأول مرة وهي فارغة.
كما أن النظامَ السعوديَّ حينَ زعم اعتراض الصاروخ قال إن ذلك الاعتراض وقع جنوبَ الرياض ولم يعترف أَوْ يتطرق إلى أن قصرَ اليمامة كان هو الهدف، لكن الإدانة الأمريكية للصاروخ جاءت فاضحةً لما يُخفيه النظام السعودي، حيث أصدرت الخارجية الأمريكية بياناً قالت فيه إنها تدين الصاروخ الباليستي الذي استهدف مقرَّ إقامة الملك سلمان في قصر اليمامة بالعاصمة الرياض، فجاءت تلك الإدانة غيرُ متوافقة مع ما أعلنه النظامُ السعودي الذي زعم أن الصاروخ كان يستهدفُ منطقةً مأهولة بالسكان جنوبي الرياض، فيما القصر يقعُ في غربها.
في السياق أيضاً شكّكت مجلة ألمانية متخصّصة في الشؤون العسكرية في صحة البيان السعودي الذي زعم أن دفاعاته الجوية اعترضت الصاروخ الذي أطلق من اليمن باتجاه قصر اليمامة الملكي بالعاصمة السعودية الرياض.
ونشرت مجلة “تيله بوليس” تقريراً نقله موقع المراسل نت يقول في مطلعه “قيل بأنه تم اعتراض الصاروخ الحوثي الثاني عن طريق نظام الدفاع الصاروخي الأميركي. ولكن هناك شك في هذا الأمر، إذ أن الثقة بهذا النظام أصبحت على المحك”.
وأشار التقريرُ إلى ما نشره الصحفي والمتخصص في سلاح الجو “باباك تغفائي” في صفحته بموقع تويتر وتضمن صوراً لصواريخَ سريعة ومعلومات موجزة تتناقَضُ مع قصة الصاروخ الذي تم اعتراضُه. ونشر مقطعاً لفيديو يظهر سحابةً من الدخان وسط السماء الزرقاء يرافقه بيانٌ يقول إن خمسة من صواريخ نظام الباتريوت التابعة للسلاح الجوي السعودي قد أُطلقت على صاروخ بركان كان متجهاً صوب الرياض”.
وأضاف أن “صواريخَ الدفاع أخفقت في اعتراض هدفها، فأصاب الصاروخ الحوثي هدفَه دون أي عائق”، مشيراً إلى أن المقاطعَ التي عرضها الإعلام السعودي متناقضة، حيث يظهر في البداية خمسة صواريخ تنطلق لاعتراض الصاروخ، فيما اللقطة التي تزعُمُ اعتراضَ الصاروخ تضمنت صاروخاً واحداً للدفاع الجوي واختفت الصواريخُ الأربعة الأخرى رغم أنها انطلقت في مسار واحد.