صحيفة “ليس” البريطانية: العدوان دمّر القطاع الزراعي بهدف خلق مجاعة في اليمن ويجب تقديمه للمساءلة
المسيرة: متابعات:
نشرت صحيفةُ “ليس” البريطانية تقريراً مطوَّلاً عن القطاع الزراعي في اليمن، وعن قيام العدوان السعودي الأمريكي باستهداف القطاع الزراعي ومُؤَسّساته بطريقة ممنهجة الهدف منها صناعة مجاعة في اليمن.
وقال التقرير: إن اليمن بلدٌ يتمتعُ بالكثير من إمكانيات النمو والتنمية، ويشار اليها منذ القدم باسم “العربية السعيدة” أَوْ (العربية فيليكس باللاتينية)، وفي الواقع كما تقول الصحيفة فاليمن أَكْثَرُ ثراءً من جيرانها، وحتى بعد عدة أجيال قادمة ستظل كذلك، ويعتمد اليمن إلى حد كبير على ذاته ومكتفٍ ذاتياً على مر التأريخ. ولكن عملت الدولة الفاشلة سابقاً في اليمن والنخب الفاسدة التي تعاونت مع القوى الإقليمية لإبقاء اليمن في حالة فشل وإبقاء الحال على ما هو عليه.
وأضاف التقرير، أن التنمية الزراعية في اليمن في أُفُق المستقبل تتطلب تطوير القدرات الإدارية والتخطيطية وإدارتها بحكمة، وعلى سبيل المثال، يمكن تعديل القطاع الزراعي لإنتاج منتجات عالية القيمة كالبن وَالعسل، وتعتبر الزراعة ثالث أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي الوطني، بعد الخدمات والصناعة. ويستخدم القطاع 73 في المائة من القوى العاملة، إما مباشرة (33 في المائة) أَوْ بصورة غير مباشرة، ومع ذلك يواجه القطاع تحدياتٍ هيكليةً شديدة تهدد استدامته في المستقبل المنظور, فالزراعة ليست مصدراً للدخل للكثيرين فحسب، بل إنها توفر مصدراً موثوقاً للأغذية والاستقرار، وتحُدُّ من معدل الهجرة الداخلية، وعلى هذا النحو، كان ينبغي أن يُعنَى القطاع بإصلاحات هيكلية أَكْثَر فعالية من شأنها أن تيسر استدامته على المدى الطويل وتعزز قيمته الإجمالية.
وكشف التقرير دورَ دول العدوان في استهداف القطاع الزراعي وقصف منشئاته وكذا الإمدادات الزراعية بشكل متعمَّد وممنهج، وأنه بالنظر إلى تأثير الحرب على القطاع، فإن الصورةَ تتحولُ إلى قاتمة، ويزرع أقل من 3 في المائة من أراضي اليمن، وهناك دليلٌ على الاستهداف المتعمد لسلسلة الإمدادات الغذائية الداخلية الصغيرة والهشة أصلاً، واستهدفت الضربات الجوية المنسقة تحديداً المزارَع ومرافق التخزين وشبكات النقل.
وبيّن التقرير، أنه وعلى وجه التحديد، في الفترة ما بين مارس 2015 وسبتمبر 2017، وتؤكد البياناتُ التي جمعها مشروعُ بيانات اليمن، الاستهدافَ المنهجي للصناعة الزراعية، وعلى مدار هذه الفترة، تظهر البيانات 356 غارة جوية ضربت المزارع، وَ174 استهدفت أسواقَ الأغذية المحلية، وَ61 غارةً استهدفت صوامع الغلال وغيرها من مرافق تخزين الأغذية في البلاد.
ورأت الصحيفة أنه عند النظر إلى مستوى الدمار، يجبُ أن تخضعَ جميعُ الدول المشاركة في التحالف العدواني الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بشكل مباشر وغير مباشر، للمساءلة عن الدمار الذي تعرضت له اليمن، وستكون هناك حاجةٌ إلى تقديم مساهَمات مالية وفنية وإنْسَانية لإصلاح الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي في البلد، ولكي تتمكنَ البلاد من الانتعاش من الحرب، فإنها تحتاجُ إلى استثمارات رئيسية في الهياكل الأساسية في مجال استعادة التربة، وبناء الطرُق، وإعادة بناء مرافق التخزين، فضلاً عن مصانع تجهيز الأغذية، غير أن ذلك لن يكونَ إلا الخطوة الأولى في إعادة الإعمار بعد الحرب، وفي أعقاب هذه التدابير الأساسية، يلزم تطويرُ سياسات أَكْثَر تقدمية من أجل مساعدة القطاع على الإسهام بشكل أفضل في تحقيق الدخل القومي، وزيادة الأمن الغذائي الوطني، والاستمرار في توفير فرص العمل لقطاع كبير من المجتمع اليمني.
وتختمُ الصحيفةُ تقريرَها بالقول إن تنفيذَ توصيات السياسة العامة المبينة أعلاه أَكْثَر إلحاحاً اليوم من أي وقت مضى، ويشكِّلُ الدمارُ الذي أصاب القطاع الزراعي خطراً كبيراً، مما سبَّبَ مجاعةً حقيقية، وجعل حالة الإصلاح عاجلة.