عام 2017 يرحل إلى التأريخ حاملاً معه هذا
حُميد القطواني
عامٌ آخر من التضحيات والمظلومية اليمنية يرحَلُ إلى التأريخ مسطّراً فيه صفحاتِ الشهداء الخالدين ومواقف العظماء المجاهدين من أبناء الجيش واللجان الشعبية ورموزه وقادة النضال في كافة الميادين والمجالات، وصمود وإباء شعب ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر الخالدة في لوحة أسدلت على سفر من أسفار المظلومية والانتصار، وأذن بعام قادمٍ بالنصر والفرج والمفاجآت وقطف ثمار التضحيات عزة وكرامة وشموخ ونهضة وازدهار..
هذا العام أسدل الستار بمشهد انتصارات الخوخة والدفاع الجوي والساحلي والقوة الصاروخية وإنجازات وحدة القنص والإسناد المدفعي المسدد وثبات واستبسال المرابطين المنكلين في الجبهات المعتصمين بالله وحبل نصره الأوثق والمتين، المنكلين بالمرتزقة المحطمين لآمال الغزاة وأطماعهم..
عامٌ أسدل الستار على مشهد الأساطير المقدسة لأسر الشهداء بمشهد جسد العزة والكرامة اليمانية وإرَادَة الانتصار الإيْمَانية اختزله موقف أم الشهداء من بيت التاج التي استقبلت فيه اثنين من شهدائها لحقوا بثلاثة قد سبقوا, برأس مرفوع وشموخ يعانق السحابَ، لتقابل تلك المكرمة الإلهية بعطاء الكرم بقافلة عينية ومالية من جودها وموجودها للمرابطين في الجبهات بعد نفاد أولادها ولسان حالها: بعتك يا إلهي نفسي ومالي وأولادي قُرْبةً لنصرة شعبنا المظلوم وذوداً عن حرمك وسعياً لرضاك فتقبل منا هذا القربان الذي لا نمتلك غيره..
فكانت أُمّ الشهداء وأخواتهم تاجاً مرصعاً بالشرف والشموخ نضعُه فوق رؤوسنا نحن اليمانيين نفاخر به أهل الأرض ونضاهي به أهل السماء..
أسدل الستار على عام صدر أبشع مظلومية وأعظم معجزات الانتصار وأقدس أسفار الصمود يقابلها هزائم تحالف الشر والطغيان وسحق كبريائه في وحل المذلة والعار وتحطيم رهاناته ومؤامراته وأدواته, وخزي صمت الجبناء وأحقر نفاق من عبيد الدرهم والبترول دولار.
لله درك يا شعبَنا اليمني العظيم بعظمة المعاناة والتضحيات الجسام والمؤامرات والتحديات العظام مع قلة الحيلة وسوء الحال وشدة الأحوال رغم ذلك وأمام ذلك كله تزداد إرادتك صلابةً وعزماً وتماسكاً وإصراراً بالرهان على الله نحو الانتصار.
فهل من عاقل سوي لا يرى نصرَك يتجلى للعيان ورايتك ترفرفُ عالياً، وَلا يسمع منادي القدر يؤذن في الوجود “وكان حقاً علينا نصرُ اليمنيين”.