المؤتمر بين الثبات والشتات
ملاك الريمي
المؤتمرُ حزبٌ عريقٌ وله قاعدة جماهيرية كبيرة، وقد اختار هذا الحزب الوقوفَ في صف الوطن، صَفّ الدفاع عنه ضد تحالف قوى العدوان، منذ أول يومٍ شن ّتحالف العدوان هجومه الظالم والغاشم على اليمن، على الرغم أنه كانت هنالك بعض القيادات المحسوبة على المؤتمر أعلنت تأييدَها للعدوان ووقفت في صف العدو، ولكن هذه المواقف محسوبة على أصحابها، وليست موقف المؤتمر كتنظيم سياسي وطني رافض للعدوان وواقف ضده ومقاوم له بالرجال والمال والسلاح، وهذا هو نهجٌ انتهجه المؤتمر والقيادات الشريفة الحرة والوطنية في المؤتمر، وهي القيادات الموجودة داخل الوطن، والتي رفضت الارتماءَ إلى حضن العدوان ومرتزقته في مأرب وعدن والتي نعول عليها الكثير في لملمة وترميم البيت المؤتمري، واختيار قيادة جديدة تقود المؤتمر لمواصلة مسيرة الدفاع والبناء لليمن مع الشركاء في أنصار الله والتنظيمات السياسية المناهضة وَالمقاومة للعدو.
فالمؤتمرُ يمر بأصعب مرحلة في تأريخه، فأما أن يثبت وجوده كحزب سياسي يمني وطني، وجد من أجل اليمن، كما عهدناه وكما هو ميثاقه الوطني الداعي لحماية السيادة الوطنية ضد الغازي والمحتل وتحريم الارتهان للخارج والتعاون معَهم.
ما لم فَإن المؤتمر سيتم تفريخُه واستنساخُ قيادات جديدة له كلها عميلة ومرتهنة للخارج وهو ما يجري التخطيط له هذه الأيّام في الرياض بقيادة هادي وزُمرته، والقاهرة وأبوظبي من قبل بعض القيادات العميلة والهاربة خارج الوطن.
ولكن أملنا في القيادات والكوادر الوطنية والشريفة والحرة من المؤتمر الموجودة في الداخل الرافض للعدوان والمقاومة له، في أن تعملَ على رصّ صفوف المؤتمر والمضي في نهج الشراكة والحوار البناء وتصحيح مسار الشراكة، وقطع الطريق على العملاء والخونة الذين يريدون تنصيب أنفسهم أوصياء على المؤتمر كتنظيم سياسي.
فالوطن محتاجٌ للتعاون والشراكة البنّاءة والفاعلة بين كُلّ القوى والتنظيمات السياسية المقاومة للعدوان، وأن يتم طي صفحة الماضي والمضي قُدُماً في التسامح والمصالحة الوطنية الشاملة بين الأحزَاب والقوى السياسية الوطنية، والعمل على بناء مُؤَسّسات الدولة وتفعيل عملها المُؤَسّسي الفعال ومحاسبة الفاسدين والمخربين، والعمل على مواجهة العدوان ورفد الجبهات بالرجال والمال والسلاح، فالوطن للجميع والدفاع عنه مسؤولية الجميع وبنائه مسؤولية أبنائه المخلصين والشرفاء الوطنيين الأَحْرَار.
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزيُ والعارُ للخونة والعملاء.