دبلوماسي أمريكي سابق: مأساة اليمن سببها الحصار والغارات السعودية بدعم أمريكي مباشر
المسيرة: متابعات:
قال الدبلوماسيُّ الأمريكيُّ، دانيال سبيكهارد، النائبُ السابقُ للسفير الأمريكي في العراق، في مقال نشرته صحيفة واشنطن ايكسماينير: إن الصور المروعة التي ظهرت للأطفال الجوعى في اليمن تذكّرنا بالمجاعة الإثيوبية التي أثارت الاهتمام العالمي خلال موسم عيد الميلاد عام 1984، وهي تسلط الضوء أخيراً على ما يُعترَفُ به؛ باعتباره أسوأ كارثة إنْسَانية في العالم، ولكن اليمن لم تُلهِمْ بعدُ غضباً وحشداً عالميين مماثلين.
وأضاف: إن أزمة اليمن ليست كمثل أزمات العالم الأُخْرَى التي ظهرت، ولكنها؛ بسبب الحرب والحصار التي تقوده السعودية وحلفاؤها على اليمن وبدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن حملةَ القصف الجوي العشوائية أدّت إلى تدمير البُنية التحتية العامة ومقتل آلاف المدنيين، كما خلقت الغارات بؤساً ونزوحاً جماعياً نجم عنها تفشّي وباء الكوليرا الذي أصاب ما يقرب من مليون شخص، كما أن الحصارَ السعودي المطوّل على موانئ اليمنية، والذي لم يرفع إلا جزئياً على الرغم من الضغط الذي تمارسه المنظمات الدولية، فقد منعت المساعداتِ المنقذِة للحياة من الوصول إلى ضحايا الغارات.
واعترف الدبلوماسي الأمريكي، بأن بلادَه تتشاطر المسئولية الكاملة عن الأزمة في اليمن؛ وذلك بسبب دعمها العسكري لدول العدوان، مُضيفاً “أن مشاركتنا لا تخاطر فقط بالسلطة الأخلاقية، بل أَيْضاً سوء التقدير الاستراتيجي، حيث يعتبر القتالُ في اليمن بديلاً لمواجهات بين السعودية ودول أُخْرَى”.
وبيّن دانيال، ان مجلسَ النواب الأمريكي أصدر قراراً ضعيفاً بشأن الكارثة الإنْسَانية في اليمن، ودعا فيه بخَجَلٍ إلى السماح بدخول المساعدات الإنْسَانية، وفي حين أن القرارَ الصادر عن الكونغرس غيرُ ملزم، فقد يكون من المفيد توجيه السعوديين إلى الإعلان عن تخفيف الحصار المفروض على اليمن والذي حال دون وصول الإمدادات الإنْسَانية إلى البلاد، مُشيراً إلى ان القرار لم يتطرّق إلى وقف الدعم الأمريكي للحرب، بما في ذلك توفير الأسلحة وتوفير المعلومات الاستخباراتية، فضلاً عن إعادة تزويد الطائرات الحربية بالوقود للمملكة السعودية وحلفائها الآخرين، التي قتلت بقصفها المدنيين الأبرياءَ، ودمّرت الكثيرَ من البُنية التحتية العامة، في حين أخذت الأزمة الصحية في الاتساع.
وقال دانيال سبيكهارد: “أتساءلُ كدبلوماسي أمريكي أَيْضاً عما إذَا كانت مصالحنا الأمنية الوطنية الأمريكية تتقدّمُ من خلال مواءمة أنفسنا مع طرف في هذا الصراع”، مُضيفاً “إن تأييدَنا الكبير والمطلق ودعمنا العسكري للقصف السعودي والجهد العسكري في اليمن قد يؤدّي في الواقع إلى تقويض أمن الولايات المتحدة، وستُستخدم صور مئات النساء والأطفال الذين قُتلوا، وصور الأطفال الذين يعانون من الجوع المتضررين وعملية عرقلة المعونة الإنْسَانية، إلى خلق عداء كبير للولايات المتحدة”.