مؤشرات تجعل 2018 عاماً لغرق قوى العدوان في اليمن
المسيرة| إبراهيم السراجي
إلى قبل صاروخَي الرياض وأبوظبي كانت قوى العدوان السعودي الأمريكي تبحَثُ عن تحقيق انتصار مفقود في اليمن خلال قرابة ثلاثة أعوام، غير أن قيادةَ الثورة التي قرأت العدوان منذ اللحظة الأولى بشكل حكيم جعلها تضعُ العناوينَ العريضةَ للمواجَهة من خلال التهيؤ لـ “معركة النفَس الطويل” والرهان بعد الله على “الخيارات الاستراتيجية” المتاحة دون أي توتر أَوْ تسرع كما هو حال العدو، الأمرُ الذي منَحَ قيادة الثورة المركَز القوي لاختيار التوقيت المناسب لقلب الموازين، وبالتالي جعل قوى العدوان تبحث عمّا يدرأ عنها الصواريخ، معترفةً بعجزها الكامل عن تحقيق الانتصار في اليمن.
ومع دخول العام الجديد 2018 نشَرَت العديدُ من الصحف والوكالات الدولية تقاريرَ تقدم رؤيتها أَوْ توقعاتها للأحداث في منطقة الشرق الأوسط بناءً على المعطيات التي انتهى بها العام 2017.
وتحت عنوان “بعبع 2018.. من سوريا إلى السعودية.. أبرز ما تخشاه الدول العربية في العام الجديد” نشر موقعُ “ساسة بوست” التحليلي تقريراً استعرض مخاوفَ الدول في الشرق الأوسط من القادم في العام الجديد، ولم يكن غريباً أن تنفرد “الصواريخُ اليمنية” وتستحوذ على مخاوف النظام السعودي، بالإضَافَة إلى مستقبل الاستثمارات في المملكة الذي تحيط به أيضاً المخاوف من الصواريخ.
ويقول التقرير إن “المخاوفَ التي تتزايد وتقلق المملكة تأتي من جارتها في اليمن، مع إطلاق الحوثيين صواريخَ باليستية تستهدف مناطقَ بالداخل السعودي، ووصول أحدها إلى العاصمة السعودية الرياض في 19 ديسمبر 2017”.
كما يشير التقرير إلى أن السعودية تدخل العام الجديد بعد أن فقدت القدرة على المناورة في حرب اليمن، مع انهيار رهانها على علي عبدالله صالح كورقة اعتقدت أنها ستمثل لها طوقَ النجاة، معتبراً أن ذلك جعل موقفَ السعودية في اليمن معقّداً أكثر من أي وقت مضى.
في الجانب الاقتصادي يقول التقرير إن السعوديةَ تواجه أخطاراً كبيرةً تتعلق بمخاوف المستثمرين في ظل الرؤية الضبابية للخطة التي قدمت باسم ولي العهد محمد بن سلمان تحت عنوان “رؤية 2030″، مشيراً في الوقت ذاته للخطر المحدق بالاقتصاد السعودي؛ بسبب تهديد الصواريخ اليمنية.
من جانب آخر تجدُ قوى العدوان نفسَها في العام الجديد وهي عاجزة عن تغيير المعادلة في اليمن، ورغم أن مشاركة الولايات المتحدة في العدوان على اليمن معلَنة فيما يتعلق بالدعم اللوجيستي لتحالف العدوان، إلا أن دول العدوان باتت تبحث عمّن يتولّى المهمة كلها بعد أن أدركت استحالةَ تحقيق أهدافها، الأمر الذي دفعها بقوة لطرق أبواب إدَارَة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحثاً عن تدخل أمريكي مباشر.
وعقب الكشف عن البرقية الصادرة عن السفارة السعودية في واشنطن المتعلقة بالاجتماعات السعودية الإماراتية الأمريكية لإقناع أمريكا بالتدخل، تكشف تقاريرُ صحفيةٌ عن إلحاح إماراتي على واشنطن للتدخل المباشر في اليمن، فيما يطلب ترامب من دول تحالف العدوان دفْعَ المقابل المادي في حال وفق الكونجرس على التدخل.
في هذا السياق ذكرت تقاريرُ صحفيةٌ نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن “الإمارات طلبت من الأمريكيين التدخُّلَ العسكريَّ المباشر في اليمن، وأن طلبها حظي بقبول من قبَل الرئيس دونالد ترامب، مع اشتراطه تمويل العمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية، ولكن بعد موافَقة الكونجرس الأمريكي”.
الشرطُ الأمريكي المتعلِّقُ بالحصول على الأموال الخليجية بات الطابعُ الرئيسيُّ لسياسة ترامب لتجاوز مشاكله الاقتصادية الداخلية ومأزقه السياسي داخل بلاده ولذلك كان صريحاً خلال الإعلام عن الخطة الأمنية الجديد عندما انتقد ما وصفها “الدول الثرية” بأنها لا تدفعُ الأموالَ الكافية لبلاده نظير خدمات الولايات المتحدة الأمنية لأنظمة تلك الدول.