من 200 ألف ريال سعودي إلى مليون.. هكذا باع 400 مرتزق اليمن للنظام السعودي في “مؤتمر الرياض”!
في الأَيَّام الأولى للعدوان السعودي الأمريكي، وفيما كانت دُوَلُ تحالف العدوان تعتقدُ أنها ستحقِّقُ النصرَ خلال أسابيع، قام النظام السعودي بجمع عشرات السياسيين وقيادات الأحزاب ومشايخ ممن فقدوا التأييدَ الشعبي والقبَلي والحزبي في اليمن، في إطار ما أطلق عليه “مؤتمر الرياض”، حيث ظن النظام السعودي أنه سيشكل اليمن جغرافياً وسياسياً وفقاً لإرادته، معتمداً بذلك على الأموال التي يعتقد أنها قادرةٌ على تحقيق أهدافه.
ونشرت وسائلُ إعلام وثائق “مؤتمر الرياض” تتضمّن الأسماء والمبالغ التي حصلوا عليها نظيرَ المشاركة في المؤتمر الذي انعقد في 19 مايو 2015، وخرج برؤىً لتقسيم اليمن وفق هَوَى النظام السعودي والإدَارَة الأمريكية، ووضع اليمن في مزاد علني للبيع من قِبَلِ الهاربين منه بأسعار متفاوتة تعكس مكانتهم أَوْ نظرة النظام السعودي إليهم.
الوثائق صادرة عن مكتب وزير المالية السعودي تحت عنوان “كشف بأسماء القيادات اليمنية المستفيدين من المكرمة الملكية والمشاركين في مؤتمر الرياض”، وتم تقسيمهم إلى خمس فئات.
وضمت الفئة الأولى 30 شخصاً، حصل كُلّ واحد على مليون ريال سعودي، والثانية 32 شخصاً بمبلغ 800 ألف ريال سعودي لكل شخص، وضمت الثالثة 32 شخصاً حصل كُلّ واحد فيها على 600 ألف ريال سعودي، وكذلك الرابعة 32 شخصاً يحصل كُلّ واحد منهم على 400 ألف ريال سعودي، أما الفئة الخامسة تضم 273 شخصاً يحصل كُلّ واحد منهم على 200 ألف ريال سعودي.
ووفقاً لتوضيح الوثيقة فإن المبالغَ مُنحت للمشاركين في المؤتمر أَوْ المؤيدين له “المستفيدين من المكرُمة الملكية والمشاركين في مؤتمر الرياض”، وهو ما يفسّر وجود أسماء لشخصيات لم تحضر المؤتمر، لكنها عملت في الفلك السعودي خلال العدوان.
ووفقاً للوثائق تصدّر الفئة الأولى ممّن باعوا اليمن للنظام السعودي كُلٌّ من الفار عبدربه منصور هادي والفار علي محسن الأحمر وَعبدالكريم الإرياني (توفي بعد المؤتمر) والمرتزِق أحمد عبيد بن دغر، وكذلك المرتزق خالد بحاح، ورئيس حزب الإصلاح المرتزق محمد اليدومي، والقيادي بالمؤتمر المؤيد للعدوان المرتزق رشاد العليمي، كذلك المرتزقة حسين الأحمر وشقيقه حميد الأحمر والمرتزق عبدالمجيد الزنداني وعثمان مجلي وعبدالوهاب الحميقاني رئيس حزب الرشاد الذي صنّفته السعودية والإمارات مؤخراً بقائمة ما يسمى الإرهاب وغيرهم.
أما الفئة الثانية فتصدّرها المرتزق ياسين سعيد نعمان الذي تم تعيينُه سفيراً في لندن، وكذلك نصر طه مصطفى مستشار الفار هادي، إلى جانب أحمد عوض بن مبارك، وحسين عرب وأمين العكيمي وسلطان العتواني وأحمد صوفان وياسين مكاوي وغيرهم.
في كشف الفئة الثالثة التي حصل المتواجدة أسماؤهم فيها على 600 ألف ريال سعودي فيتصدّرها المرتزقة علي مجور وأحمد الكحلاني وصخر الوجيه وراجح بادي وعز الدين الأصبحي ونايف البكري ومحمد منصور زمام وآخرون.
أما الفئةُ الرابعةُ وهم ذوو المكانة الأدنى من سابقيهم في نظر النظام السعودي الذي منح كُلّ واحد منهم 400 ألف ريال، فضمت المرتزقة علي ناجي الصلاحي وعبدالقوي الحميقاني وخالد باجنيد وصالح شاجع وأحمد صالح العيسى ووحي طه أمان (تم تصنيفه لاحقاً بقائمة الإرهاب) ومحسن خصروف وعلي العبدلي وغيرهم.
في الفئة الخامسة التي يظهر من عدد الأسماء الكبير فيها فقد ضمت المرتزقة الأدنى قيمةً في نظر النظام السعودي وبلغ عددهم 273 مُنح كُلّ واحد منهم 200 ألف ريال، وتصدرها مرتزقة مثل عبدالرقيب الأسودي وعبدالله لملس وتوكل كرمان ومروان دماج وهاني بن بريك وفارس السقاف ومحمد جميح وسالم السقطري وغيرهم.
والحقيقةُ أنه لم يعد تسريبُ تلك الوثائق بالأمر الخطير بالنسبة للنظام السعودي والمرتزقة، حيث يتفاخَرُ المرتزقة بحصولهم على المال، حيث شهدت الفترة الماضية اجتماعَ ولي عهد النظام السعودي بمشايخ مرتزِقة فقدوا التأييدَ القبَلي في مناطقهم واستضافت الرياضُ ذلك الاجتماعُ الذي أعقبه تصريحاتٌ للمرتزقة المشاركين الذين تفاخروا بحصول كُلّ واحد منهم على مبلغ 250 ألف ريال سعودي.