رباعية (نصرية) في مرمى التحالف الصهيوأمريكي
صلاح الدكاك
كاشَفَ سيدُ المقاومة حسن نصر الله الرأيَ العام الصديقَ منه والعدو برسالة تلقاها من سيد الثورة عبدالملك الحوثي مضمونُها استعدادُ الأنصار لرفد لبنان بعشرات الآلاف من المجاهدين في أي حرب قادمة مع العدو الصهيوني..
هذه المكاشفةُ المتلفزة (الميادين) رغم سياقها الخبري توافرت على أربع رسائل استراتيجية يدركها العدو جيداً، ومن المؤكد أنها آتت دويَّها المتوقع في أوساطه..
الرسالة الأولى:
يمن ثورة أيلول بالقيادة الطليعية لأنصار الله باتت عضواً فاعلاً وَرقماً فارقاً في محور المقاومة ومعادلة الصراع العربي- الإسرائيلي.
الرسالة الثانية:
أنصارُ الله ليسوا في حالة عوز حربي بشري وعملياتي وهم على الأهبة فعلياً لخوض مواجهة مباشرة مع العدو الصهيوني بالتزامن مع مواجهتهم القائمة مع تحالف أدواته بكفاءة واقتدار عاليين.
الرسالة الثالثة:
انتهى زمنُ الحروب الخاطفة التي كانت تخوضُها إسرائيل بناظم السيطرة على مسرحها وتوقيتها وسقفها الزمني ومناخها الجيوسياسي الإقْليْمي والدولي وتمتلك عاملَ المباغتة وزمامَ المبادرة فيها مستهدفةً خصماً معزولاً في الغالب، وعليه فإن أية حرب قادمة تخوضها إسرائيل ستكون حرباً وجودية مفتوحة على احتمال وحيد هو زوال الأسطورة الطارئة والنتوء الاصطناعي الصهيوني الدخيل على نسيج المنطقة.
الرسالة الرابعة:
التهديدُ اليمنيُّ المحتملُ الذي تذرَّعت به السعودية لشن عدوانها على اليمن بالوكالة عن أمريكا والكيان الصهيوني بات تهديداً مؤكّداً للأصيل الأمريكي الصهيوني، وذلك يعني أن العدوان طرح ثمارا نقيضة للمرجوة منه والتمادي فيه يعني المزيد من الحصاد المر الذي لا طاقة للأدوات الوكيلة ومديرها التنفيذي على احتمال كلفته الوجودية الباهظة.
* * *
وترتيباً على هذا التحول الاستراتيجي في معادلة الصراع يقرّرُ سيدُ المقاومة أن السعودية لن تؤيد حلاً سياسياً في اليمن يُنهي العدوانَ، وهو إيجاز قاسٍ في استشراف أُفُق المواجهة لم يألفْه المتابِعُ في خطابات نصرالله التي تضمنت دَائماً دعوةً نصوحةً متريثة، آملةً في عُدُول السعودية عن عدوانها، غيرَ أن الاشتباكَ بتقدير السيد حسن تعدى خط الارتجاع الواعي عن محض مقامرة خائبة من الجانب السعودي إلى طور الانزلاق بالقصور الذاتي للسعودية في دوامة خيارات ثأرية تفضي جميعها إلى الهزيمة وتؤجل أوانها ولا تدرأ حتمية حدوثها.