لأجل من سقطوا؟!
محمد صالح حاتم
هنالك رجالٌ لا تقدر أن تفيَهم حقَّهم، رجالٌ كرماء يجودون بأغلى ما يملكون، ونضيرَ كرمهم وجودهم فقد منحهم اللهُ وساماً هو أعلى الأوسمة الإلهية، وهي جنّةُ الفردوس الأعلى، فيا لها من مكانة وما أعظمها من جائزة.
هؤلاء هم العظماء هم الكرماء هم الشهداء الذين وهبوا أرواحهم ودماءهم، ونذروا أنفسهم لله وباعوها في سبيل لله وفي سبيل الدفاع عن الوطن الأرض والإنْسَان؛ دفاعاً عن الشرف والحرية والكرامة والعزة.
فلأجل من سقطت أرواحهم الطاهرة البريئة، ومن أجل ماذا سفكت دمائهم النفيسة النقية؟
هل ذهبوا إلى جبهات القتال من أجل المال؟
ماذا يفيد المال وقد فقدوا حياتَهم؟
هل ذهبوا إلى جبهات العزة والشرف من أجل المنصب؟
فأي منصب سيتقلّدونه وهم قد كتبوا وصاياهم في جيوبهم؟
ذهبوا من أجل الجاه والشرف؟
فأيُّ جاه وأي شرف يريدون وقد غادروا الدنيا وتركوا المالَ والمنصبَ والأولاد والأصحاب والقبيلة والعشيرة؟.
هؤلاء الشهداءُ الذين يسقطون يومياً في جبهات القتال ضد العدوان هل يقاتلون من أجل المجوس والروافض والشيعة؟
هؤلاء الشهداء الذين يسقطون يومياً في جبهات نهم وميدي والجوف والسواحل الغربية في الحديدة والمخاء وفي تعز وفي جبهات ما وراء الحدود هل يدافعون عن إيران، وعن الخميني؟
هل هؤلاء الشهداء الذين بذلوا أرواحَهم ودماءَهم رخيصةً من أجل الدفاع عن قيادات وأشخاص بعينهم، أَوْ من أجل الدفاع عن أحزاب ومكونات سياسية بعينها؟
آلافُ الشهداء من جميع محافظات ومديريات وعُزَل وقرى اليمن وعلى مدى 1000ونيف سقطوا من أجل الدفاع عن الوطن، من أجل الدفاع عن الأرض والعرض والشرف، من أجل الدفاع عن السيادة والكرامة والعزة.
هؤلاء الشهداء الأبطال عندما رأوا وطنهم يتعرض لعدوان ظالم وغاشم من قبل تحالف قوى الشر والإرْهَاب بقيادة مملكة بني سعود وأمريكا وإسرائيل، ألوا على أنفسهم بأن يدافعوا عن وطنهم وشرفهم وعزتهم وكرامتهم.
فلم يجدوا ما يجودون به وما يقدمونه لوطنهم غير أرواحهم الطاهرة، وهذا هو اقل واجب يمكن أن يقدمه كُلّ وطنيٍّ شريفٍ وحرٍّ تجاه الوطن.
هؤلاء الشهداء سقطت أرواحهم من أجلي وأجلك، من أجل أن أعيش أنا وأنت في كرامة وعزة وسيادة وشرف.
هؤلاء الشهداء لم يرغمهم أحدٌ على الذهاب إلى جبهات القتال، بل ذهبوا بمحض إرادتهم، وبدافع حب الوطن وواجب الدفاع عنه.
هؤلاء الشهداء يعرفون ما معنى الوطن، وما واجبنا نحو الوطن.
فمن لا يعرف قدر ومعنى الوطن، هو من يجلس في بيته ينتظر العدو، ويمُن على الوطن أنه تعلم ودرس ولم يحصل عمل ولا وظيفة وأن غيره من نال المنصب وجنى المكاسب، وأن الدفاع عن الوطن يكون على اصحاب الكراسي والفلل والسيارات والأرصدة في البنوك.
وهذا هو كلام العاجز المفرط في الوطن والسيادة، والذي يقارن الوطن بالمال والمنصب.
فالوطن هو الهواء الذي تستنشقه والماء الذي يروي ظمأك، والزاد الذي يشبع جوعك، هو الأب والأم والولد هو الحياة وهو الحنان وهو كُلّ شيء بالنسبة للوطنيين الأحرَار.
فمن لا يملك وطناً لا حياة له ولا قيمة له وَلا كرامة وَلا حرية.
ومن أجل الوطن يرخص المال والروح والدم.
فالدفاع عن الوطن واجب على كُلّ ابنائه، وكلٌّ يدافع في جبهته ومجال عمله.
واليوم نحن مطالَبون أَكْثَر من ذي قبل بمواصلة الدفاع عن الوطن ورفد الجبهات بالرجال والمال والسلاح، وتوحيد الجهود، ورصّ الصفوف وتماسك الجبهة الداخلية ومواصلة الصمود والاستبسال، حتى تحقيق النصر الكامل والشامل وتحرير الأرض المحتلة من قبل مملكة بني سعود، ودويلة عيال زايد، وحتى لا تروحَ تضحياتُ ودماءُ هؤلاء هدرًا، ولا تصيبنا لعنةُ التأريخ والأجيال القادمة.
فدماءُ الشهداء الأبطال هي مَن ستجرفُ مملكةَ قرن الشيطان، وستفشل مشاريع قوى العدوان من الصهاينة والأمريكان، وستنكل بكل الخونة والعملاء ومرتزقة الداخل.
فهنيئاً لهم الشهادة، وسلام الله على أرواحهم الطاهرة.
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.