لماذا الحديدة؟!
سعاد الشامي
عُرف عن أهالي محافظة الحديدة تميُّزهُم عن غيرهم من أبناء الوطن بطيب الأفئدة ونقاء النفوس وسهولة الأحلام وبساطة المعيشة.
هذه الميزاتُ لم تأتِ من فراغ وإنما انبثقت من الفطرة السوية التي ما زالت تنبضُ بها قلوب أبناء تلك المحافظة، وهي ذاتها التي جعلتهم يعلنون رفضَهم المؤكَّد لهمجية هذا العدوان السافر على الوطن، ولعلنا نلحظ ذَلك من خلال تلك الفعاليات الكبرى والوقفات المتتالية التي تقام هناك، بالإضَافَة إلى دعم الجبهات بخيرة الرجال، وهذا ما يغضب الأعداء؛ لأنه يتعارَضُ مع أطماعهم، وبهذا يرتفع رصيد الغل والحقد تجاه أبناء الحديدة.
بالإضَافَة إلى أن العدو ما زال ينظر إلى الحديدة بأنها المتنفس الباقي لأبناء هذا الوطن من خلال ميناء الحديدة الذي خنقوه بالحصار.
ناهيكم عن طمع العدو بهذه المحافظة لموقعها الاستراتيجي وساحلها الغربي الغني بالثروات البحرية المتعددة وميناءها الهام جدا الذي أَصْبَـح الحلم الجوهري لقوى العدوان والذي يرواد أطماعهم ليلاً ونهاراً ومع كُلّ ضربة صاروخ يلقونها ظُلماً وغدراً على أبناء هذه المحافظة!
لذَلك يستخدم العدو مع أبناء هذه المحافظة سياسةَ التجويع والتخويف، بدءً بحصار ميناء الحديدة وقصف قوارب الصيادين ومراكز الصيد والذي يعتبر مصدر الدخل الرئيسي لهم!
وانتهاء بهذه المجازر الإجرامية وَشبه اليومية والتي يذهَبُ ضحيتَها العشراتُ ما بين شهيد وجريح، ولعل آخرها مجزرة مطعم زبيد!
فما الذي يريدونه من الحديدة؟؟ لا شك أنهم يريدون خلق الزعزعة وَالاضطراب والقلق والخوف في نفوس أبناء هذه المحافظة إلى جانب الجوع المهدد لحياتهم على أمل أن يوصلوهم إلى مرحلة عجز وضعف يكونوا فيها غير قادرين على تحمل المسئولية الوطنية بفقد كُلّ عوامل العطاء والدفاع.
يريدون من الحديدة ما أرادوه من عدن سواحلها وموانئها وثرواتها البحرية، يريدون استكمال حلقات الحصار والحكم بالموت جوعا على ملايين البشر في أَكْبَر مجزرة جماعية في تأريخ البشرية، يريدون تركيعنا من خلال تجويعنا ولكن هيهات منا الذلة وهيهات لهم الحديدة.