إنحدارُ العدوان وتهاويه ليس خافياً
مالك المداني
لمَن يريدُ أن يعرِفَ ما الذي يخبؤه لنا المستقبلُ القريبُ دونَ اللجوء إلى ‘عرافة’، أو الاستعانة بمشعوذ دَجّال يدّعي أن له مارداً جباراً بمقدوره النفاذُ من أقطار السماوات والأرض واستراق السمع دون أن يلقفَه شهابٌ من نار!!
ما عليه سوى أن يقومَ بعمل مقارنة بسيطة وواقعية عما كنا عليه نحن وعما كانوا عليه هم منذ أول يوم للحرب حتى يومنا هذا ولحظتنا هذه!
في اليوم الأول: نحن , نقاتلُ داعش والقاعدة بينما هم يقومون بقصف صنعاء..!
في اليوم العاشر: نحن , ما زلنا نقاتِلُ داعش والقاعدة بينما هم ما زالوا يقصفون صنعاء…!
في اليوم الأربعين: نحن , بدأنا مداعبتهم في الحدود بينما هم يقصفون صنعاء…!
في اليوم المائة: نحن , نعلن تصنيعَ أول منظومة صواريخ محلية الصنع بينما هم يقومون بقصف صنعاء…!
في نصف السنة الأول: نحن , نستهدفُ نجرانَ بصاروخ باليستي بينما هم يقصفون صنعاء…!
نحن نضرِبُ الطائف , هم يقصفون صنعاء…!
نحن ندمِّرُ بارجةً , هم يقصفون صنعاء…!
نحن نستهدفُ مدينة جدة , هم يقصفون صنعاء…!
نستهدفُ عُمقَ المملكة , يقصفون صنعاء…!
نضرب مفاعلَ أبوظبي النووي , يقصفون صنعاء..!
نطوّر صواريخَ بمدى أبعد , يقصفون صنعاء…!
نصنعُ منظوماتٍ جديدةً , يقصفون صنعاء…!
نُسقِطُ طائرةً , ندمر مصنعاً , ننسف ثكنةً , نقتحم حصناً , نطور , نصنع , نتقدم , نحقق , ننجز , وهم كالعادة طبعاً يقصفون صنعاء…!
قصف صنعاء هو سقفُهم , هو أوج قدرتهم , أقصى انجازاتهم , أبعد ما قد يصلون إليه , أكبر إنجازاتهم هو قصف صنعاء فقط لا غير!!
على مدى ثلاث سنين من الحرب لم تحقق قوى العدوان أكثر مما حققوه في يومهم الأول!
في الوقت الذي تتنامى فيه قوتُنا وتتصاعد ردودُنا يقومون بتكرار ما يفعلونه منذ يومهم الأول , ليس هذا فقط فحتى تكرارهم لم يعد بنفس الوتيرة التي عهدناها وألفناها!
ها نحن اليوم نُسقِطُ طائرةً حربية في صعدة , كيف سيرد البعبعُ السعودي على هذه الصفعة في توقعاتكم؟!
بالتأكيد , سيقصف صنعاء!!
فهذا كُلُّ ما يجيده ويتقنه ويحفظه!
لم يعد انحدارُ قوى العدوان وتهاويهم خافياً على أحد وبات من الجلي تماماً رؤيةُ تراجُعِ قوتهم وخفوت نجمهم أمام الجميع!
وما هي إلا مسألة وقت فقط , لنشهدَ سقوطَ أغنى 17 دولةً في العالم على يد أفقر أناس على هذه الأرض!
إنَّ البشريةَ بصدد أن تشهَدَ حدَثاً بمستوى اعتماد تأريخ وتقويم جديد يؤرّخ الأحداث بـ قبل وبعد انتصار اليمن وتمريغ أنوف ثلثي العالم بترابها…!