ما دور المنظمات؟!
عبدالوهاب المحبشي
تعمَلُ المنظماتُ الدوليةُ على توزيعِ المعونات والمساعدات على مجتمع فقير.. وَبدلاً عن كُلّ ذلك العناء كان بإمكانها فقط أن تستخدم نفوذها الأممي للضغط على حكومة العميل هادي لصرف الرواتب حسب التزامها الدولي.. وَلا حاجة للسلّات الغذائية ولا هم يحزنون..
لماذا لم تفعل ذلك؟!
لأنه ليس المطلوبَ أن يبقى الشعب غنياً كريماً يأكل من ماله ولا مِنَّةَ لأحد عليه هذا ليس مطلوباً..
المطلوبُ هو أن يتحولَ الشعبُ إلى شعب فقير مدقع يأخذُ لقمةَ عيشه صدقةً من المنظمات الغربية ويشعرُ لها بالفضل والمِنَّة.. وهكذا يتم تدجينُ الشعوب بمساعدات المنظمات، وهي المساعدات المسيسة والتي تهدف إلى إذلال الأُمَّــة وَتركيعها مقابل إطعامها..
ما هو الدليل؟
الشعب الفلسطيني العزيز يتم تركيعُه حالياً برواتب السلطة الفلسطينية المهددة بالقطع أمام كُلّ ممانعة من تنازل وَهي مساعدات دولية، ومثلُها تهديداتُ أمريكا بقطع تمويل منظمة غوث وَتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونوروا)، وَلا يكفي سرقة أرض فلسطين بل يعملون لمساومة الفلسطيني ليقبل بمعادلة ليس الأرض مقابل السلام بل الأرض مقابل السلة الغذائية..
وَثانياً: لقد كان ناجي العلي (حنظلة) على حق حين قال: إن دورَ الأمم المتحدة ومنظماتها هو أن تشرِّدَ الناسَ من بيوتهم وَتنشئ لهم المخيمات..
وَأولاً: إن المنظماتِ الدوليةَ هي منظماتٌ غربيةٌ قادمةٌ من أهل الكتاب وَ(مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنـزلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ)، وَضعوا خَطًّا تحت َكلمة خير؛ لأن معناها: يا أمة محمد أهلُ الكتاب ليسوا جمعيةً خيريةً بلا أهداف، فتسلمون لهم رقابكم ثقة بظواهر تصرفاتهم..
إن صمت المنظمات على المجازر والحصار هو الذي يضعها في قفص الاتهام مهما قدمت، فهي تستثمرُ في معاناة الناس ليس حباً فيهم بل تحقيقا لأهداف لاحت فرصةٌ ذهبيةٌ لتحقيقها.. وهو شراءُ ولاءات الشعب والنفاذ إلى أعماقه تمهيداً لتوجيهه ضدًّا على دينه ووطنيته..
وَعجيبٌ أن يُخدَعَ بعضُ مَن تظُنُّ بهم البصيرةَ فيتحولون إلى إعلاناتٍ دعائية لتلك المنظمات وَبلا مقابل..
كل ذلك؛؛ بسبب البُعد عن القُــرْآن وعدم الاهتداء به في مواجَهة اليهود والنصارى أنفةً من اتباع الداعين إليه..
وَصدق رسولُ الله صلوات الله عليه وعلى آله: وَمن ابتغى الهدى في غيره أضلَّه الله.