القيم الدينية والوطنية لأنصار الله
عبود أبو لحوم
من أهمِّ القِيَم الدينية والوطنية والسياسية الذي حرص أنصار الله على تثبيتها في الوسط الاجتمَاعي والسياسي هو عدم تبنيهم لثقافة الكراهية والتشويه المضلل ضد خصوم الحركة السياسيين وخصوم الوطن رغم توفير مبررات تبني مثل هذه الثقافة واستغلالها شعبيًا للإضرار بالخصوم، لكن أنصار الله لم يعملوها وهي محل رفض شديد لتعارضها ومخاطرها مع الثقافة القرآنية وحكم القيادة والمصلحة الوطنية ولما سيترتب عليها من نتائج سلبية ولكونها ليس من الدين وقيمنا الاجتمَاعية ومدعاة للفرقة وضد الاعتصامِ بحبل الله والوطن والشعب.
ولكن للأسف الشديد أن مَن ذهبوا للاستقواء بالعدوان على الوطن والشعب والأنصار كانوا هم أول المتضررين من العدوان، وسمَّمَ وجودَهم السياسي والاجتمَاعي والوطني عندما قام العدوانُ بقتل أطفال اليمن ونسائه وشيوخه وأفراحه وأعراسه ومعازيه ومشاريعه الحيوية، وعرّض كُلّ أبناء اليمن للموت الجماعي عن طريق الأمراض والجوع والقتل، وزاد على هذا وعلى لسان ناطقه الرسمي عبر الوسائل الإعْلَامية وفي أوراق الأمم المتحدة إعْلَان براءتهم (أي العدوان) من هذه الجرائم، وينسبها إلى قوة ما يسمى بالشرعية الذي يعتمدُ عليها العدوان في نقل الإحداثيات وتحديد الأهداف لها، نجد أنهم وعدوانهم مَن قضوا على مستقبلهم السياسي والشعبي وفرضوا ثقافة الكراهية والأحقاد والثارات المستقبلية على المستوى الاجتمَاعي والشعبي عليهم، ووضعُوا أمام طريق العودة الآمنة آلاف الموانع والمخاطر.
وأية قراءة واعية لحديث الناس ومشاعرهم ضد هذه الجرائم وأصحابها وتوجيهها نحو ما يسمى بمكونات الشرعية تدرك مخاطر تلك التحديات التي تواجه حركة أنصار الله فكرًا وثقافةً ومنهجاً وقيادةً لخلق الوحدة السياسية والاجتمَاعية وإعادة القيم الدينية والاجتمَاعية وتأسيس مبدأ التعايش والتسامح وخلق ظروف وعوامل النهوض بالوطن.